التقى صالح الصماد -رئيس المجلس السياسي الأعلى- في القصر الجمهوري بصنعاء أمس عددا من مشايخ وأعيان وقيادات محافظة صعدة والسلطة التنفيذية ومدراء المديريات والمكاتب التنفيذية بالمحافظة، بحضور عضو المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور ومستشار الرئاسة خالد باراس ومحافظ صعدة محمد جابر. وفي اللقاء رحب رئيس المجلس السياسي الأعلى بأعيان صعدة، واصفاً إياهم بأبناء وآباء الشهداء، كما سخر مع أبناء صعدة من مزاعم تحالف العدوان السيطرة على مديريات في المحافظة، وقال: "لا أحد يستطيع أن يوفي أبناء صعدة حقهم إلّا أن الجميع مستهدفون وبما تمثله محافظة صعدة وأبناؤها اليوم من رقم صعب أمام أمريكا وإسرائيل وآل سعود كما أصبحت اليمن رقما صعباً كبيراً جداً". ولفت صالح الصماد إلى أهمية التنبه للمؤامرات ومحاولات الأعداء فتح الجبهات واستهداف الجبهة الداخلية بإثارة النزاعات الداخلية لحرف أنظار أبناء صعدة عن معركتهم الحقيقية بشتى الطرق والأساليب، حتى يسهل عليهم النيل من اليمن وأبنائه الذين أثبت الوقت والتجربة أن الرجال الذين قهروا العالم بصمودهم وثباتهم ووعيهم ستسقط هذه المؤامرات تحت أقدامهم. وأشار إلى حساسية المرحلة وخطورتها والظروف المحيطة باليمن اليوم وكذا حجم الأضرار في محافظة صعدة. وقال: "لقد مثلتم درعاً حصيناً أسقط المؤامرات على هذا الشعب وستجعل الحكومة من أولوياتها المحافظة ومديرياتها الحدودية رغم الظروف، وكان يفترض لو لم تكن بعض المنظمات الدولية مسيسة أن تغرق صعدة في المساعدات كغيرها من المحافظات التي لم يحصل في تاريخ الحروب أن تصبح محافظة وسكانها يزيدون عن مليون نسمة هدفا عسكريا وكل شيء مباح ومستباح دون أن نسمع أي صوت لأي منظمة دولية". وأضاف: "لقد سقطت كل الشعارات والعناوين التي كانت تدّعي رعاية حقوق الإنسان وحقوق الطفل والمرأة وحقوق التعليم لتصبح شعارات جوفاء زائفة، أين حقوق النساء والأطفال وكبار السن والصحة والتعليم؟، لقد عرفنا أن علينا أن نتكاتف ونتعاون والإصرار على المضي في مشوار التحدي والصمود". وتابع: "إنهم لم يقدموا لإخواننا في عدن وأبين غير تمكين القاعدة وداعش من رقاب أبناء اليمن في تلك المحافظات لأنهم لا يريدون لنا غير الشر والهزيمة تحت أقدامهم التي يأباها الله لنا والتضحيات الجسيمة التي قدمها آلاف الشهداء". وأردف قائلاً: "إن العدو المفلس على وشك الانهيار، وإن الكلمات والمواقف التي سجلها ممثلو مديريات محافظة صعدة الحاضرون في اللقاء مؤشر الانتصار، ومعرفة الجميع أن الهدف الرئيسي من عتادهم وقوتهم وسلاحهم كان خلق الهزيمة النفسية في صدور أبناء صعدة وغيرها من المحافظات إلا أن المؤشر القوي والثابت للصمود والتحدي والعزم والإرادة تجعل كل قوة العدوان خاوية، وأن قوة القلوب جعلت لسلاح الكلاشنكوف الأثر الفعال في كل الجبهات". وتبث قناة الحدث السعودية مشاهد لمرتزقة الجيش السعودي في أطراف صحراء البقع باتجاه الخضراء نجران، زاعمة بأن (المقاومة وقوات التحالف) -حسب توصيفها- يسيطرون على مديرية كتاف البقع، وهي ذات المشاهد التي تبثها منذ أشهر. بن حبتور من جهته أكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور أن محافظة صعدة شكلت درعا منيعا للهوية اليمنية بأكملها، وتركيز العدوان عليها يأتي من خلفية الصمود الأسطوري والتاريخي الذي خطه أبنائها. وقال: "عندما فكر العدوان بغزو اليمن فكر في كسر العمود الفقري لهذا الوطن بضربه لصنعاء وصعدة ،باعثا برسالة مفادها بأنه يستطيع أن يكسر إرادة هذا الشعب اليمني العظيم بضرب الرأس والعمود الفقري إلا أنه فشل فيما خطط له لأن طوقا قد شكل حول الهوية اليمنية وجيشا من الشعب تشكل لحماية الكرامة اليمنية". وأضاف: "لقد كان لصعدة الريادة في مواجهة العدوان وصده وهو ما يوجب على حكومة الإنقاذ الوطني تقدير الصمود والمكانة والموقف العظيم الذي سيسجله التاريخ بأحرف من نور، وأن العدوان وهو يتجاوز 700 يوم بعد أن كان لا يتوقع أنه سيجد مثل هذه المقاومة والصمود والتحدي، وأن خططه لم تكن تتعدى الأيام والأسابيع بعد أن حكم على اليمنيين حكما سطحيا لا زال قائما بالقدرة على إخضاع الشعب اليمني لمشيئة وإرادة الدولة المتكبرة والمتجبرة في الإقليم بمسمى مملكة آل سعود الذين أمعنوا كثيرا في دماء اليمنيين وخاصة أهلنا في صعدة". وأعلن رئيس الوزراء عن تخصيص جلسات خاصة للحكومة بشكل متواصل حول محافظة صعدة ومعالجة مشكلتها بحسب المتاح والعمل بشكل تكاملي مع قيادة المحافظة لاستمرار الخدمات والمصالح الأولية وبما يخدم الموقف البطولي والصامد لأبناء المحافظة وفي مقدمتها الخدمات الصحية والتعليمية بالمحافظة المستبسلة في الصمود كخيار في وجه من اعتقد أنه بأمواله يستطيع أن يركع هذه الأمة العريقة. بدوره أعرب مستشار رئاسة الجمهورية اللواء خالد باراس عن سعادته بالالتقاء برجال صعدة الذين يمثلون تميزا يمنيا خاصا في محافظة متميزة برجالها الشرفاء المناضلين. وقال: "إن عوامل النصر لأي شعب وثورة تدافع عن الحق والأرض والوطن هي عوامل أساسية ومتميزة وخاصة في مواجهة العدوان الغاشم الذي يمتلك المال والسلاح والدعم الدولي وبعض العرب والمسلمين إلّا أنه لا يمتلك ما يمتلكه أبناء اليمن من عزيمة وإيمان بالحق والدفاع عن الأرض والعرض والوطن وهي العوامل الأكيدة للنصر الواضح". وأضاف: "لقد دمر العدوان الكثير في البلد ولكنه لم يدمر الإيمان والإرادة بأننا على حق ونحن على ثقة بأن الهيمنة والمال ستسقط أمام إرادة الشعب كما حصل مع شعوب أخرى مثلما واجهة الكفاح ضد العدوان المشابه وانتصرت رغم هيمنة أمريكا وكل من معها لأن الله لا ينصر الظلم وإنما ينصر الحق والعدل وأن على أبناء المحافظات الأخرى أن يقفوا مع محافظة صعدة ولن يستطيع العدوان أن يصل إلى أرض المقاومين والصامدين هم الأغلبية فيها مهما أحرق ودمر فيها".