ترأس الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام، أمس، اجتماعا استثنائياً للجنة العامة وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي بمناسبة الذكرى السادسة لتسليم السلطة سلمياً وتثبيت مبدأ التداول السلمي للسلطة. وقد ألقى الزعيم علي عبدالله صالح كلمة في الاجتماع، حيا في مستهلها جماهير شعبنا اليمني العظيم رجالاً ونساء داخل الوطن وخارجه وكل منتسبي المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصاره، بيوم تجسيد مبدأ التداول السلمي للسلطة، يوم ال27 من فبراير 2012م، وقال "إن ذلك اليوم تم فيه تسليم علم الثورة والجمهورية والوحدة بصورة ديمقراطية حُرّة شكّلت سابقة وقدوة حسنة في المنطقة أثبت بها شعبنا ومؤتمرنا الشعبي العام إيمانهما الحقيقي بأن السلطة هي سلطة الشعب وأنها ليست ملكية خاصة لأحد، وهو ما يجب أن يقتنع به الجميع وبالذات عبدربه منصور هادي الذي دعونا شعبنا لانتخابه كرئيس توافقي لمدة عامين.. تجرى بعدهما انتخابات عامة ورئاسية ويسلّم بموجبها السلطة لمن سينتخبه شعبنا بدلاً عنه، وإننا بذلك قد جنّبنا شعبنا ويلات الحروب والصراعات والدمار والتخريب والفتنة الداخلية التي تعيشها الآن بفعل تهوّر وطمع عبدربه منصور في السلطة وحقده وانتقامه من الوطن والشعب، والذي يأتي امتداداً لنزعته الانتقامية على اليمن واليمنيين منذ بداية نشأته، والتي عبّر عنها في أبشع صورها أثناء ارتكابه لتلك المجازر البشعة ضمن أحداث 13 يناير 1986م في عدن، ومن ثم فراره إلى الشمال." وأضاف الزعيم قائلاً: كنا وكان الشعب العظيم يعتقد أن شبق هادي وتعطّشه للسلطة والانتقام من الآخرين قد انتهى بالوحدة التي جبّت ما قبلها، وأغلقت كل ملفات الماضي البغيض، وأن الجميع قد تعلّموا من الوحدة التعايش والتسامح والإصرار على توحيد كل الجهود والطاقات لبناء يمن 22 مايو، اليمن القوي والمزدهر، ولم يكن يتوقع أحد أن تصل الأمور إلى هذا المآل المأساوي بسبب جشع هادي وإصراره على أن يحكم أو يقتل الشعب ويدمّر الوطن، وأن يدفع باليمنيين إلى أن يقتل الأخ أخاه، وأن تشهد اليمن هذا الانقسام الخطير في تاريخها الحديث. مشيراً إلى أن تمسّك هادي بالشرعية ادعاء غير دستوري وغير قانوني، فلم يعد لهادي أي شرعية وطنية أو دستورية بعد 21 فبراير 2014م، أما وقد استدعى الخارج للاعتداء على الوطن وقتل الشعب وفي المقدمة الأطفال والنساء والشباب وكبار السن فلم يعد له أي حق حتى في ادعاء الشرعية، فلا شرعية لأحد مصدرها الخارج ودول العدوان، ولا شرعية تقوم على قتل المواطنين وتدمير الوطن، ولا شرعية على أنهار من الدماء وأكوام الجماجم، فالشرعية الحقيقية من الشعب، ومن الدستور ومن الإجماع الوطني. وأضاف قائلاً: إن من يدّعي الشرعية اليوم ليس له أي قبول من الشعب.. حتى في قريته لا قبول له، وما يؤسف له أن الحقد الدفين الذي أظهره هادي ضد الشعب والوطن لاشك أنه من تراكمات عهود الاستعمار البريطاني البغيض الذي ترعرع في أجهزة مخابراته وتربى على العمالة والارتزاق، وهو تراكم خبيث ضد الوحدة اليمنية، أسمى وأنبل أهداف شعبنا اليمني العظيم الذي تحقّق يوم ال22 من مايو عام 1990م وارتفع علم الجمهورية اليمنية في سماء عدن الباسلة وفي كل الأراضي اليمنية في ذلك اليوم الخالد. وأشار الزعيم إلى أنه حتى لو سلّمنا بمبدأ الاستفتاء على الوحدة من جديد وهذا مستبعد، لأن شعبنا قد سبق وقال كلمته الفصل في الاستفتاء الذي جرى على الوحدة ودستورها عام 1991، فإنه ومن خلال معرفتي الدقيقة بأبناء شعبنا في المحافظات الجنوبية والشرقية من سياسيين ومثقفين ومفكرين ومناضلين ووجهاء وأعيان، هذه المعرفة التي تمتد لأكثر من 45 عاماً لا يمكن أن يقبلوا بعضهم البعض.. ولا يمكن أن يكون لمن تشبع بالخيانة والتآمر على وطنه وشعبه، مكان في أوساطهم، لأن أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وحدويون حتى العظم، ولا يقبلون بغير الوحدة بديلاً، وأنه من الخيانة أن يقوم هادي بتجنيد أبناء الصبيحة والضالع وردفان ويافع وأبين ولحج ليقاتلوا إخوانهم، من أجل إشباع رغبته في السلطة، متناسياً أن أفعاله هذه لن ينساها اليمنيون، وستولّد أحقاداً وثارات لن تنتهي، وأنه بهذا يخدم أعداء اليمن وأعداء الثورة والجمهورية والوحدة، وأنه من أجل تربّعه على كرسي السلطة جعل اليمن عرضة لأبشع عدوان عبر التاريخ، حيث يقصف يومياً بالصواريخ الجوية والبحرية، وتنتهك السيادة اليمنية وتدنّس الأرض اليمنية، ويجري تنفيذ مخططات تفتيت وتمزيق وشرذمة اليمن، بمباركة هادي وأعوانه من المرتزقة، وفي المقدمة حركة الإخوان المسلمين التي تشكّل بتوجهاتها الخبيثة الخطر الأكبر على اليمن وعلى الأمة العربية والإسلامية. وأكد الزعيم علي عبدالله صالح أنه كان الأجدر بالفار هادي أن يسلم السلطة كما تسلمها يوم 27 فبراير لكنه هرب وعاد ليقاتل على السلطة، ناصحا إياه بأن يعود إلى منزله ويعيش كمواطن كأي مواطن آخر. وأشار رئيس الجمهورية الأسبق إلى أن الفار هادي هو من أدخل أنصار الله صنعاء ووقع على وثيقة شراكة وطنية معهم ومع كل القوى السياسية، ولكنه كان يريد من أنصار الله أن يتحوّلوا إلى موظفين عنده وهذا مستحيل، فهرب من صنعاء، مذكرا بأن هادي لديه خبرة في الهروب حيث هرب في عام 86 من عدن إلى صنعاء ثم فرّ من صنعاء إلى عدن عام 2015م ومن عدن إلى الغيضة ومن الغيضة إلى عُمان، متسائلاً: فأين سيكون فراره للمرة الرابعة هل إلى جيبوتي أمْ إلى تبوك. وأكد الزعيم صالح أن صنعاء على استعداد لاستقبال هادي هذه المرة ولكن بشرط أن يتم محاكمته كمجرم حرب وقاتل، خرب كل قرية وكل بيت وكل محافظة فليس هناك قرية أو محافظة أو بيت إلّا وهو يئن وفيه شهيد أو جريح، ولا مزرعة أو مصنع إلّا وقد دُمّر. وأكد رئيس المؤتمر أن تحالف المؤتمر مع أنصار الله تحالف ضد العدوان، وقال: نعم نحن متحالفون مع أنصار الله ضد العدوان ومن حقنا أن نتحالف ضد العدوان وسيستمر هذا التحالف إلى أن ينتهي العدوان. مضيفاً: هادي هو راعي الإرهاب في أبين في مأرب في حضرموت في عدن في تعز في البيضاء، وتحارب مع دول أجنبية ضد بلدك أنت تدمر الشعب. وأكد رئيس المؤتمر الشعبي العام، أنه ليس نادماً على تسليم السلطة في مثل هذا اليوم بل يعتبرها تاجا على رأسه وقال: نحن لسنا نادمين على تسليم علم الجمهورية اليمنية في مثل هذا اليوم، بالعكس تاج على رؤوسنا أننا سلّمنا السلطة سلميّاً وسلّمنا علم الثورة والجمهورية والوحدة. وأشار الزعيم صالح إلى تحالف هادي مع حركة الإخوان المسلمين الذين يجب أن يحاكموا ويدرجوا ضمن قوى الإرهاب، وأن أصل الإرهاب ومنبعه هو حركة الإخوان المسلمين، مؤكدا أنه يعرف الإخوان المسلمين منذ العام 72م معرفة دقيقة، والتي حاولت بعد مجيء التعدّدية السياسية بعد إعلان الوحدة المباركة التنصّل من كلمة إخوان مسلمين وسموا أنفسهم (الإصلاح)، مخاطبا إياهم: تظلون إخوانا مسلمين وقياداتكم كانت في ألمانيا وقياداتكم في مصر وقياداتكم في صنعاء من السوريين وأسماؤهم تعرفونها مثل ما أعرفكم، الذين كانوا يأتون إلى صنعاء من جامعة محمد بن سعود التي تخرجت منها حركة الإخوان المسلمين، كل هذه المصائب من حركة الإخوان المسلمين في اليمن وفي الخليج كلها ومصدرها جامعة محمد بن سعود، مضيفاً: صحيح بدأت حركة الإخوان المسلمين في مصر لكن أساس الأكاديمية الإخونجية الإرهابية هو جامعة محمد بن سعود، معظمكم شباب يجب أن تقرأوا عن حركة الإخوان المسلمين وتعرفونهم على حقيقتهم. واختتم الزعيم علي عبدالله صالح حديثه في اجتماع اللجنة العامة بالتأكيد بأن يوم 27 فبراير سيظل علامة فارقة في تاريخ شعبنا الحديث الذي جسّد حضاريته وإيمانه الراسخ بالنهج الديمقراطي خياراً ووسيلةً لحياته السياسية القائمة على التعدّدية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة واحترام الرأي والرأي الآخر وكفالة الحريات العامة والخاصة. متمنياً لقيادة المؤتمر ممثله باللجنة العامة ولجنتها الدائمة ووزرائها في حكومة الإنقاذ التوفيق والنجاح في عملهم التنظيمي في الميدان والالتقاء بجماهير المؤتمر وتلمّس قضاياهم وشحذ هممهم لما فيه خدمة المؤتمر وتطوير أدائه، موجهاً وزراء المؤتمر والتحالف بالتفاهم والابتعاد عن المماحكات والترفّع فوق كل الصغائر، مؤكداً أن أمامنا عدوان غاشم، وعلينا أن نواجه العدوان بكل صلابة مهما كانت التحدّيات. وكان الاجتماع قد وقف أمام التطورات والمستجدات في الساحة الوطنية والتصعيد العسكري لتحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد بلادنا، واستمرار ارتكابه جرائم حرب بحق شعبنا من أطفال ونساء وتدمير للبنى التحتية وتشديد الحصار الجائر على الموانئ اليمنية والذي يفاقم الأوضاع الإنسانية للملايين من أبناء شعبنا اليمني العظيم الصامد في وجه هذا العدوان الهمجي. وحيا الاجتماع التحوّلات الوطنية العظيمة التي حققها المؤتمر الشعبي العام بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح ومن ذلك تجسيده لأول عملية التبادل السلمي للسلطة في 27 فبراير عام 2012م، والذي انقلب على هذا النهج الفار هادي، وأن هذا الحدث التاريخي سيظل مفخرة لكل الأجيال، وسيواصل شعبنا اليمني مسيرته النضالية للحفاظ على مثل هذه المكاسب الديمقراطية الحضارية، والتي تؤكد أن عملية التبادل السلمي للسلطة هي الطريق الأمثل لاستقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وأن محاولات الانقلاب على هذا النهج لن يكتب له النجاح حتى وإن استقوى المهووسون بالسلطة بالخارج ضد شعبهم ووطنهم. وحيت اللجنة العامة وأحزاب التحالف صمود شعبنا في وجه العدوان المتغطرس، وأشادت بما يسطّره أبطال الجيش واللجان والمتطوعون من أبناء القبائل من ملاحم بطولية في مختلف جبهات الشرف والفداء، ذوداً عن الوطن وسيادة واستقلال شعبنا. وأكدت اللجنة العامة على أهمية أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه الشعب اليمني وفي مقدمة ذلك استصدار قرار لوقف الحرب ورفع الحصار الجائر على شعبنا وبلادنا.