عبارة "عَمَار يا مصر" ربما تتغيِّر في القريب العاجل إلى "دمار يا مصر"، إزاء ما يحدثُ في مصر وما يحيط بها من تآمرٍ ديني وسياسي واقتصادي.. وبالتأكيد هناك أطرافٌ كثيرة تريد الدمار لمصر، لكن كلَّ طرفٍ لا يريد أن يكون هو الضاغط على الزناد. بالأمس قرأتُ خبراً لم يفاجئني، فقد اعتدنا على هذه الأخبار بعد جلوس مرسي على كرسي مصر.. ومفاد الخبر أن جزءاً من المحاكم المصرية وبعض المحامين المصريين قرَّروا تتبُّع أفلام المُمثِّلتين غادة عبدالرزاق وسُميَّة الخشَّاب، وفرز المشاهد غير المُحتشمة، ومحاكمتهما بموجب الملفِّ الذي سيتم تجميعه ضدَّهما من قِبَل هؤلاء الذين قالوا إنهم سيحاكمون هاتين الفنانتين، حتى لو وصل الأمر إلى حدِّ الجَلْد!! يا للهول!! أيُّ قانونٍ سماويٍّ أو أرضيٍّ يجيزُ لقاضٍ أن يُحاكمَ شخصاً على ماضيه.. وأيَّةُ خديعةٍ يُسوِّقها هؤلاء للناس الأمِّيّين الذين يُصدِّقونهم ويهتفون لهم لأنهم يطبِّقون الشريعة الإسلامية!! بالتأكيد لا يملك أحدٌ على وجه الأرض هذا الحقّ.. حتى الأنبياء لا يملكون الحقَّ في محاكمة أيِّ شخصٍ على ماضيه، سواء دخل في دينهم أم رفض الانصياع لدعوتهم.. أوَ لم يقُل تبارك وتعالى "لستَ عليهم بمُسيطر"!! ما دام هناك حاكمٌ في مصر يسمحُ لهؤلاء أن يفكِّروا بهذا المنطق الذي يضرُّ بالناس ويوجبُ قتلَهم وجلدَهم؟ وما دام هناك من يُنصِّبُ نفسَه إلهاً يمنح الثوابَ والعقابَ، ويُقرِّر من يستحقُّ الحياةَ ومن يستحقُّ الموت، سيبقى سؤال مؤلم هو: إلى أين تتجه مصر!!