* ما هي الفائدة التي سيجنيها الزميل عبدالكريم المدي من رسالة بان كي مون، أمين عام الأمم المتَّحدة، وإيرينا بوكوفا، مدير عام اليونسكو، في مناسبة الذكرى العشرين لليوم العالمي للصحافة؟ وأيَّة قيمة لكل هذه المنظَّمات والاتِّحادات والنقابات المحلِّية والعربية والدولية وهي تتحوَّل على مدار السنين إلى مجرَّد نائحة تقليدية تؤكِّد على أهمِّية سلامة الصحفي وأمنه وحرِّيته.. فيما مؤشِّرات الاعتقال والضرب والخطف المسبوقة بالتهديد لا تتوقَّف ولا تضبط؟ * لقد تعرَّض عبدالكريم المدي.. الذي لا يملك غير قلمه.. لاعتداء جسدي من أربعة مسلَّحين حاولوا اختطافه وعندما قاومهم ألحقوا به الكثير من الأذى المعنوي والجسدي.. وكالعادة فالسيَّارة بدون رقم.. وحتى لو كانت مرقَّمة فما أكثر الجرائم التي يتعرَّض لها الصحفيون والكتَّاب وتسجَّل ضدَّ اللهو الخفي المجهول. * اتِّحاد الأدباء ونقابة الصحفيين كرَّرا ذات المواقف المعروفة التي تنطلق فيها المؤشِّرات البيانية الصاعدة الهابطة إمَّا من مواقف شخصية أو حزبية.. وعلى المتضرِّر أن يلهج بالدعاء حسبنا اللَّه وَنِعْم الوكيل.. ثم ينتظر التشافي من أيِّ اعتداء. * في بلاغه إلى النيابة العامَّة عبَّر عبدالكريم المدي عن أمله بالعدالة والدستور وقيم الإنسانية.. متجاهلاً أن معظم الذين أقسموا على أداء وظائفهم بالعدل ينسون، وإلاَّ لشاهدنا عقب كل جريمة ما يضع حدّاً للانتهاكات وأشكال التهديد والتخويف وأعمال العنف. * لنفترض أن مَنْ يعتدون على أمن المجتمع بفئاته المختلفة يمتلكون نواصي إنجاز الجريمة الكاملة.. ولكن هل من سبيل لمنع حركة وسائل النقل التي لا تحمل أرقاماً وتجعل من هذا التسيُّب فسحة لارتكاب الجرائم والإفلات منها؟ * إن الكتَّاب والصحفيين والناشطين الحقوقيين يمثِّلون ضمير المجتمع.. ومن حقّهم على الدولة أن توفِّر لهم المناخات الآمنة.. وتعهُّد الحكومات باحترام حقوق أرباب الكلمة والرأي يفترض أن يعبِّر عن نزعة لضمان حقوق الشعوب في الاستفادة من مناخ حرِّية الصحفي والكاتب في تكريس مفهوم الشفافية وحقّ الحصول على المعلومات. *إن حقوق الإعلاميين في أن لا يهانوا ولا يظلموا حقوق أصيلة نتعامل معها في اليمن من منطلق: لا بأس.. اكتب ما تريد ولك علينا أن نترك مجموعات الفساد والاستبداد والإرهاب تفعل ما تريد. * يقول عنوان اليونسكو في الذكرى العشرين التي سبقتها بيومين جريمة الاعتداء على عبدالكريم المدي بأن «التحدُّث بأمان ضمان حرِّية التعبير في جميع وسائل الإعلام».. فماذا نقول لهذا العنوان؟ والخارطة التفصيلية لكل ما هو حقوقي وإنساني لا تشير سوى إلى مؤشرين خطيرين: الانتهاك.. والإفلات من الضبط والعقاب. *ودائماً.. اللَّه المستعان.