لا تحاول حماية عينيك مما تشاهده حتى وأنت تدلف جامعة صنعاء من بوابة صغيرة..ضيقة للأولاد والبنات ... *كل شي قابل للدخول إلا الانضباط وابن عمه الذوق العلمي العام ... شباب يتمنطقون بالسلاح .. الجنابي اليمنية والصينية .. مخزنون تحت الأشجار وماضغون عابرين .. أطفال ومتسولةن وباعة متجولون .. ولا تسأل عن العساكر فكل الذي يعملونه إطلاق الرصاص إلى الهواء ثم يغادرون فيما بعضهم يكتفي بالمضايقة دونما سبب. * صباح الأمس .. كان هناك من المشاهد ما يندى له الجبين .. مطاردات بين شباب يشتبكون مع بعضهم بالجنابي وكأن ثقوبا سوداء تحتل رؤوسهم.. وسط مساعي آخرين يحاولون فض الاشتباكات بلسان حال (إن الانتصار للغضب ليس سوى هزيمة للعقل والعلم) وإن العنف اللفظي والجسدي ليس لغة للحوار أو الأخلاق. *وقد وصل أحدهم بجنبيته إلى يد خصمه فيما قذف قابيل .. بجنبيته ليختصر الطريق فإذا بالجنبيه ترتطم بزجاج نافذة سائق أجرة صادف وجوده في المكان، ولم تنقذه سوى النافذة المغلقة. * أصيبت الطالبات المتواجدات بالرعب أمام كل تلك العدوانية متى كانت الجامعات في العالم أماكن التقاء السلاحين الأبيض والأسود ؟..ولماذا نزعت الحكومة الوزن من الروتي ورغيف الخبز وترفض انتزاع الأسلحة من الأيدي في أم الجامعات اليمنية. * ولقد وددت أن أسال عن دور رئيس الجامعة ونواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام والأساتذة والمعيدين لولا أني تذكرت أن بعض هؤلاء لم يستطيعوا تجنيب أنفسهم كثيرا من حوادث الحصار والضرب والطرد تحت أضواء الشمس البيضاء. * وأمام ما حدث بالأمس غير البعيد من متواليات الفوضى والعنف رغم العسكرة يود المراقب لو يخفف من مخزون الاستفهاميات التي تستولي على دماغه وضميره وقلبه .. *هل يعقل أن تغيب الإدارة الواعية العاقلة الجامعة ..حتى في الجامعة ..؟! هل يعقل أن تكسب جهود التجهيل معركتها مع جهود التعليم رغم مرور أكثر من نصف قرن على الثورة ..؟! وهل يمكن لثورة ربيعية أن تقدم لنا غير المزيد من العنف والأشواك الإضافية ..؟! ثم هل يمكنك كزائر للجامعة أن تجمع بين رؤية هذا العراك، وبين سماع طالب وهو يقول لصاحبه "مبروك لقد قتلنا الشيعي المصري حسن شحاتة". *مؤسف جداً أن تنشغل الجامعات في الدنيا بالبحث العلمي وبالكمبيوتر الذي دخل المطبخ لقلي البطاطس سعياً لشبس لذيذ؛ فيما أكبر الجامعات اليمنية تعاقر صور العراك والسلاح والقات على إيقاع صوت مطرب غريب الأفكار يغني قائلا : "حرام لأقل أبوش يطعنش بالجنبية".