لم يكن يعلم الطفل محرم ذو الأربعة عشر ربيعاً انه يتجه لحتفه مع جموع غنمة ففي تلة محاذية لقريته في مديرية خدير جنوب شرق تعز حيث يسيطر عليها ميليشيات الحوثي كان الموعد مع النهاية التي هزت وجدان الاهالي و اصبحت حديث الساعة في نهار السابع من شهر رمضان الفضيل التاسع عشر من ابريل كان لاهالي قرية الشعب في خدير السلمي موعد مع الموت على آثار الالغام التي زرعتها مليشيات الحوثي مؤخرا في اوساط تلال اعتاد الاهالي على رعي اغنامهم فيها . عشرات الجرحى من الاطفال و النسوة الذين كانوا يرتادون المكان هم حصيلة انفجار ألغام الحوثي لجانب العشرات من الماعز التي توزعت اشلائها على جبل الشجرة الفاصل بين منطقتي الخلل التابع لمديرية صبر و الشعب التابع لمديرية خدير. محرم محمد علي مقبل الاعوج الاسم الكامل للطفل الذي قضى نحبه بانفجار لغم اودى بحياته على الفور و مسنين كانوا بالقرب منه لم يسلموا من شظايا ألغام الحوثي على رأسهم الحاج علي عثمان محمد مقبل وهو في سن 65 عاما اصيب بشظايا في قدمة و الطفلة خلود مهيوب قاسم ثلاثة عشر عام اصيبت بشظايا بالقدم ولم تسلم ايضا الطفلة رباب احمد علي غالب عشر سنوات التي من هول الحادثة دخلت غيبوبة استمرت حتى اليوم التاسع من رمضان اضافة للطفلة منيرة محمد بن محمد مقبل 9 سنوات و نعمة علي محمد اثنا عشر عام و الطفل علي محمد مقبل الاعوج8 سنوات والمسنة منيرة عبده حسن 58 عام لا تكاد تفيق من غيبوبة حتى تدخل بالاخرى. هذه الحصيلة هي نتاج طبيعي لألغام الحوثي التي كانت قد زرعتها ليلة التاسع عشر من ابريل الحالي تحسبا للتقدمات التي يحرزها الجيش الوطني في كافة جبهات تعز فلم ينتصف النهار حتى كان الاهالي على موعد مع الفجيعة. الحوثيين لم يتوقفوا عند هذا الحد وبعد حفلة شواء للماعز التي نجت من الالغام و كذا المصابة منها قاموا باقتياد الجريح المسن الحاج علي عثمان والتحقيق معه و اجبروة بالتوقيع على محضر يدين فيه نفسه مرغماً كونه تسلل للقيام بمهمة لاجل الجيش الوطني هو ورفقة الاطفال والرعاة الذين كانوا معه مع المسنة منيرة. اهالي المنطقة وجهوا نداء استغاثة للمنظمات الدولية و المهتمة بحقوق الانسان و العاملة بمجال نزع الالغام للقيام بواجبها الانساني و نزع الالغام تفاديا لأي ضحايا قادمين في ظل جماعة لا تحترم حقوق الانسان و لا تراعي حقوق المدنيين في مناطق سيطرتهم.