– خاص : لبنان سيف حسن سلطان 27 عاما هي إحدى الحافظات التي شرُفت بحفظ أسمى الكلمات كلمات ربها وفي فترةٍ قياسيةٍ ووجيزةٍ لا تتجاوز الأربعة أشهرٍ ونصف وذلك في حلقة أم خلاد التابعة لجمعية معاذ العلمية في مسجد الاعتصام بمحافظة تعز . ما دفعني للإلتحاق بحلقة القرآن الكريم أولا هو توفيق الله عزَّ وجل لي، ثم أني منذ صغري وأنا أتمنى أن أحفظ القرآن الكريم فكنت دائماً أتلوه وأحلم أن أتلوه عن ظهر قلب فرغبتي الشديدة جعلتني أندفع أكثر للحفظ، ومن ثم معرفتي بالأستاذة القديرة نجيبة العسكري أثناء ما كانت تدرس القرآن في منطقتنا الواقعة في "جبل جرة" حيث كانت نموذجاً يقتدى بها في حفظ القرآن والتخلق بأخلاقه وأيضاً تدافع الطالبات وشدة اقبالهن على حلقات تحفيظ القرآن الكريم، كل ذلك شجعني أكثر وجعلني أندفع للحفظ أكثر فأكثر . نعم والديَّ حفظهما الله ورعاهما هما أكثر من شجعني لحفظ القرآن الكريم . هي أعظم رحلة عشتها في حياتي حيث كنت أحاول مسابقةً الزمن في الحفظ فأنا أسكن في القرية ولن أستطيع أن أحضر إلى مدينة تعز إلا في هذه الفترة الوجيزة فكنت أحفظ في اليوم ما يقارب الجزء ,مستغلةً كل وقتي في الحفظ والمراجعة كما أني كنت أستعين بكتب التفاسير لمعرفة وفهم ما يصعب عليَّ حفظه من الآيات وبرغم المسافة الطويلة التي كنت أقطعها حتى أصل إلى الحلقة الواقعة في مسجد الإعتصام بعصيفرة إلّا أن لذة القرآن أنستني كل المتاعب التي كنت ألاقيها . كانت أوقاتي المفضلة للحفظ والحمد لله هي ما بعد صلاة الفجر حيث صفاء الذهن وخلوه من المشاغل وكذلك بعد صلاة العصر وبعد صلاة المغرب أما المراجعة فكنت أخصص لها وقت السحر فأراجع في اليوم ما يقارب الجزء. ليست مواقف بل آيات أثرت فيَّ كما هو الحال في سورة يوسف,وسورة الزمر وغيرها من السور التي نشعر عندها بمخاطبة الله لنا خطاب ود ورحمة فارتقت بي روحاً وشعوراً وتقدمت بي سلوكاً وأخلاقاً وتعاملاً مع الآخرين . فالقرآن واقعاً نيعشه لا كلمات نرددها وحسب. كان له الأثر العظيم فعندما كان إخوتي حفظهم الله يسمِّعون لي القرآن كنت ألا حظ فيهم والحمد لله إجلالهم لآياته وتأثرهم بقيمه العظيمة فيتجلى ذلك في أخلاقياتهم وحسن تعاملهم فالقرآن خير هادٍ لي ولهم ولجميع الناس، فزاد ذلك احتراماً لي في قلوب أهلي عامةً وإخوتي خاصة . أجمل شعور أعيشه اليوم كأنه العيد بل أجمل من ذلك ..حقيقيةً شعور لا يوصف . طموحي هو أن أفتح حلقة قرآن في قريتي وأحفّظ فيها القرآن الكريم لتتربى الأجيال على مائدة القرآن الكريم أولاً :لوالديَّ حفظهما الله أقول جزاكم الله عني الفردوس الأعلى وبإذن الله ألبسكما تاج الوقار في الآخرة. ثانياً :لمعلمتي الأستاذة نجيبة العسكري التي أعطتني الكثير من وقتها وشجعتني لمواصلة الحفظ برغم المشقة والمسافة التي كنت أقطعها أحيانا سيراً على الأقدام . ثالثاً : لجمعية معاذ العلمية التي تحتضن الكثير ممن يعشقون حفظ القرآن الكريم فتسهم في بناء وتربية الفرد الصالح الذي يستطيع خدمة دينه ووطنه وأمته . أخيراً لكل محبي القرآن الكريم :أقول القرآن بركة في أعمارنا ومعجزة الله الخالدة الباقية في أرضه وحفظه شرف ومنحة ربانية ..وكلما سعت همتنا لذلك أعاننا الله ووفق ويسر لنا ذلك فلا تحرموا أنفسكم من ملازمة تلاوته وحفظه لتنالوا شرف الدنيا وشرف الأخرة … أخيرا : القرآن خير هادٍ وخير دليل ..وحفظه شرفٌ لنا في الدنيا والآخرة .. لا يشك أحدنا في عظمته، وفي قوة أثره على القلوب، وكيف يُحدث فيها تغيّراتٍ هائلة عجيبة، ولا عجب أبداً من كلام الله، المعجز الخالد ..غير أن حفظه يظل شرفٌ لا يدانيه شرف ومنحةٌ ربانيةٌ يهبها الله لمن يشاء من عباده والحمدلله رب العالمين