مائة يوم مرت منذ بدأ العمليات العسكرية التي قادتها دول التحالف العربي تحت مسمي ما يعرف ب"عاصفة الحزم"، انطلاقا من حماية الأمن القومي العربي والتصدي للزحف الحوثي، وبطش القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وفي استطلاع نشرته صحيفة الوطن المصرية مع قيادات عسكرية قال رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق والمستشار العسكري بأكاديمية ناصر اللواء نصر سالم، إن عاصفة الحزم، عملت علي التصدي للحوثين والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح، التي عملت على خرق المنطقة العربية بما يخدم أهداف إيران وتحقيق مصالحها وأجندتها في المنطقة عن طريق جماعات الحوثين المعروفين بانتمائهم سياسيا لإيران وتحويل اليمن إلى بؤرة لهم، الأمر الذي كان يتطلب تدخلا عسكريا. يواصل سالم أن التدخل العسكري في اليمن عن طريق التحالف المشترك أو ما يسمى عاصفة الحزم، نجح في تحقيق أهدافه بشكل كبير، حيث تم تدمير القدرات العسكرية للحوثين وقوات علي عبدالله صالح، فضلا عن أنها أعطت الفرصة لطوائف الشعب اليمني الرافضة للحوثين لتشكيل قوات مضادة لهم على الأرض، هذا إلى جانب أنها شجعت على انفصال القوى العسكرية والجيش اليمني الموالي لعبدالله صالح، والخروج عليه للانضمام إلى الشعب اليمني والعودة إلى صفوفه، إضافة إلى إحكام الحصار البحري على جميع السواحل اليمنية، وتأمين مضيق باب المندب ومنع الإمدادات الخارجية خاصة القادمة من إيران من الوصول إلى الحوثين. ومن جانبه، يضيف الخبير العسكري العميد أركان حرب صفوت الزيات، أنه لولا شن دول التحالف لعاصفة الحزم ما كان يمكن الحديث عن وجود رئيس شرعي لليمن، حيث كان الوضع في اليمن قبل العاصفة ينذر بالخطر، ويهدد وجود الدولة اليمنية بسيطرة الجماعات المتطرفة عليها، ما كان ينذر بقيام حرب شعواء ويهدد دول الجوار، وبالتالي فقد نجحت العاصفة في عودة الشرعية لليمن ممثلة في وجود رئيس شرعي للبلاد. كما أكد الزيات في تصريحات خاصة ل"الوطن" أن القوى المتحالف بقيادة السعودية لا تستخدم أكثر من 10 إلى 15% من قدراتها العسكرية المتاحة، كما أنها تتبع سياسة الصبر الإستراتيجي في التعامل مع الوضع في اليمن، فضلا عن تميز العلاقات العسكرية المدنية بها، والتي تدير بها الحرب في اليمن على غرار الدول الكبرى، حيث لم يخرج مسؤول عسكري متحدثا عما يحدث من عمليات، وترك الأمر للملك ووزير الدفاع المدني، فلكل مهام محددة يدركها جيدا الأمر الذي يساعدها علي مواصلة هجماتها العسكرية بشكل ناجح.