في تقرير لها في عدد اليوم علمت صحيفة “العرب” أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي سيسافر إلى الولاياتالمتحدة بعد عيد الأضحى. وكشف أحد مستشاري هادي في اتصال مع “العرب” أن هدف الزيارة سيكون إقناع الإدارة الأميركية برفع اللاءات المتعلقة بمعركة صنعاء. وكانت تسريبات قالت إن واشنطن حثت دول التحالف العربي والرئيس اليمني على تأجيل الهجوم على صنعاء والاعتماد على جهود المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لإيجاد حل يجنب العاصمة معركة ستكون خسائرها كبيرة. لكن خبراء استبعدوا أن تنجح جهود ولد الشيخ أحمد في تجنيب صنعاء معركة مصيرية لمختلف الأطراف في ظل تذبذب موقفه من القرار الأممي 2216 الذي يفرض على الحوثيين الانسحاب من المدن التي سيطروا عليها بالقوة. والتقى هادي أمس في الرياض بعدد من أبرز مشائخ ما يسمى طوق صنعاء، وهي القبائل التي تحيط بالعاصمة. وقالت مصادر مطلعة ل”العرب” إن هذا اللقاء يأتي في سياق الترتيبات لمعركة تحرير صنعاء حيث يبذل هادي جهودا حثيثة في سبيل التقليل من خسائر هذه المعركة عن طريق إقناع القبائل المؤثرة بالتخلي عن المتمردين الحوثيين والضغط من أجل إجبارهم على الخروج من العاصمة وعدم التسبب في إلحاق المزيد من الخسائر. وتواصل قوات الجيش الوطني مسنودة بقوات التحالف تقدمها في عدد من الجبهات في محافظة مأرب. وأكدت مصادر خاصة ل”العرب” أن الأيام الماضية شهدت انهيار الحوثيين في عدد من الجبهات. وقد تمكنت هذه القوات من السيطرة على أهم المواقع في “الدشوش” و”العطيف”، وسيطرت على “تبة الدفاع الجوي” المطلة على “صرواح” أحد أهم معاقل ميليشيا الحوثيين وقد غنمت العديد من الآليات. وفي “تبة المصارية” أجبرت القوات المشتركة المتمردين على الانسحاب، وقد قامت هذه الميليشيات بزرع الآلاف من الألغام حتى تعيق تقدم القوات المشتركة وقد دأبت فرق نزع الألغام في تصفية الطريق للجيش والمقاومة حتى تتقدم باتجاه صرواح. وعن آخر التطورات الميدانية تحدث ل”العرب” عبر الهاتف من مناطق المواجهات الصحفي عبدالوهاب بحيبح فقال “إن قوات الجيش والمقاومة الشعبية تواصل تقدمها على أطراف مأرب مع صنعاء. وقد شهدت جبهات ‘الجدفر' و'الجفينة' و'الطلعة الحمراء' المطلة على ‘صرواح' معارك دامية شاركت فيها طائرات الأباتشي. ونتج عنها تقدم ملحوظ للجيش والمقاومة بينما قصفت طائرات التحالف إدارة أمن ‘حريب' ونقطة ‘القلعة'. وتزامنت هذه العمليات مع وصول قائد القوات الخاصة السعودية إلى مأرب حيث تفقد جاهزية قوات التحالف والجيش اليمني، ومن المتوقع أن تبدأ عملية كبرى تتجه نحو جبهات مأرب والجوف وأطراف شبوه”. وأضاف بحيبح أن تقدم القوات كان بالإمكان أن يكون أسرع مما هو عليه لولا قيام الحوثيين بزرع الألغام بأعداد كبيرة وكذلك استماتتهم على أطراف مأرب حيث زجوا بأقوى قواتهم ومعداتهم العسكرية في محاولة يائسة لمنع أيّ تقدم باتجاه صنعاء. وكشفت مصادر دبلوماسية مطلعة ل”العرب” عن أن عودة السفير الروسي المفاجئة لصنعاء مرتبطة بمساع روسية لإقناع الحوثيين بالموافقة على مبادرة روسية تتمحور حول تنفيذ القرار 2216 مقابل وقف التقدم نحو صنعاء. وكانت المصادر قد أكدت التقاء السفير الروسي بالرئيس هادي في مقر إقامته في الرياض وعرض المبادرة الروسية عليه قبل عودة السفير الروسي إلى صنعاء للالتقاء بقيادات حوثية في مقر السفارة الروسية. وقالت مصادر مطلعة إن هادي سيعود إلى العاصمة المؤقتة عدن قبيل عيد الأضحى وهو الأمر الذي سيعزز من جهود الحكومة اليمنية في تطبيع الأوضاع الأمنية والخدمية في عدن. ووفقا لمراقبين سياسيين فعودة الحكومة اليمنية والرئاسة إلى عدن نقلة نوعية في مسار الأزمة اليمنية لا تقل أهمية عن تحرير جنوباليمن. كما أنها ستكون بمثابة دفعة سياسية وعسكرية للانطلاق نحو تحرير محافظات هامة مثل تعز والبيضاء. ويرى المحلل السياسي عبدالله إسماعيل أن عودة الحكومة إلى عدن والعودة المحتملة لمؤسسة الرئاسة خطوة هامة على المستويين السياسي والعسكري.