تتقاسم خطوط السياسة اليمنية عند مفترق الطرق, كل يدعي بليلى غراما, ويدعي احقية توجهه بالتصديق, وكل يهيم في وادي عبقرية السياسة, ويهتدي بما اوحى الى بعضهم البعض زخرف القول والفصاحة والقدرة على اللعبة السياسية دون الاخرين. ولكننا عندما نفحص ونتفحص مواقف الاطراف المتصارعة, نجد ان طريقهم هو نفس الطريق الذي بداه اسلافهم, في التأزيم والتأثيم للأخرين, ومن ثم جني ثمار ذلك في ماقد يحصل عليه كلٌ من مكاسب سياسيه, ومواقف قد تعود عليه بالمنفعة, على اطراف الازمه السياسية, وغياب الحقيقة الغائبة عنهم كلهم وهو, انما هو حاصل ليس الا لي اذرعة بعضهم واستنزاف بعضهم, وهروبهم من واقعهم للبحث عن استجرار واعاده للأمور الى ما كانت قبل اختلافهم. وهنا يبرز لنا سؤال نحاول ان نجيب عليه جميعا, لماذا يعودوا الى ماقبل خلافهم واختلافهم؟ اماكان الاجدر بهم جميعا ان يبدو من حيث اتفقوا لامن حيث اختلفوا, اما مايراد الان فهو عوده الى ما اختلفوا عليه, وكأن ماحصل لم يكن الا مباراة للعبة الاسكواش, استخدم كل طرف جميع انواع العصي من الغليظة الى الخفيفة والتي امكن استخدامها مما ادى الى ما وصلوا هم اليه, واوصلوا البقيه معهم اليه, وهو امر يستدعي مننا ان ننبه اليه الجميع, بدون استثناء فالأمر اكبر من ان نعود من حيث بدانا, لتكرار مأساتنا وماسة بلدنا. اننا في هذا الامر نستدعي الجميع, استحضار الحل الوسط ان لم يكن الحل الشامل والانجح لما نحن فيه من تجهيل للعملية السياسية ومحاولة تعطيل فرص الحل المتاحة, وايجاد سبل تحقيقها ان ما نخشاه ولا نحذر منه, ان كان احد طرق الحل المتاحة رغم تجربته مسبقا, وهو التقاسم كما حدث بعد حرب السبعين اليوم بين جناحي الصراع حينذاك الملكيين والجمهوريين, وكذلك بعد حرب 1994م بين حليفي الحرب المنتصرين وهو النموذج الذي نخشاه. اننا نحذر منه, ان يعيد التاريخ نفسه بتقاسم اطراف دون بقية القوى السياسية, ولكننا نقبل بالحل الوسط, وان ادى الى تقاسم بشكل اوسع بين اطراف اللعبة السياسية, وهو امرا وراي يمنع تأكل العملية السياسية التفاوضية, من خلال الاستحواذ عليها ويخلق قناه, وان كانت قديمة بعنوان جديد قد نصل من خلالها الى الخروج من مرحله الازمه الاولى, ومن ثم ننتقل الى ما بعدها من مراحل في ضل طمأنينة للجميع, لعدم الاقصا او التهميش او الاستقواء, بين منتصرا ومهزوم. حتى لا يودي ذلك الى تأزيم جديد وفرزا جديدا وكارثه قد تحدث, يندم الجميع على عدم اقتناص فرصها والقبول بما هو ممكن مرحليا, لتتابع المراحل التفاوضية وخروج الجميع بحلول ترضي الجميع ولو بحدها الادنى, وبداية الغيث قطره كما يقال, نتمنى ان لا يعجز اليمانيون والاطراف المشاركة في الازمة عن ايجاد تلك المخارج, ومخرجها الاول بداية المفاوضات.