مخطئ كثيرا من أبناء الجنوب من يظن ان هذه الثقافة الموجودة حاليا لدى شريحة كبيرة من شعب الجنوب هي ثقافتنا الجنوبية ماقبل العام 90م فثقافتنا كانت تميزنا عن كثير من بلدان العالم ثقافتنا إسلامية بحتة تنبذ القتل والنهب والسرقة وقطع الطريق والتعالي على الآخرين ، حيث كنا نتلقى هذه الثقافة في جميع مدارس الجنوب جيلا بعد جيل، نعم مدارس الجنوب التي كان يديرها نخبة من أفضل التربويين الجنوبيين غرسوا حب الوطن ومحاربة الفساد في جميع شباب الجنوب ورفض التميز العنصري ورفض النعرات والطبقات وغيرها وهذا اجعل الجميع يشهد لشعبنا الجنوبي بأنه شعب من الشعوب المتقدمة حيث بلغت نسبة الأمية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل العام 90م حوالي 3٪ من إجمالي عدد السكان وكانت الدولة تعمل جاهدة لإنهاء الأمية بشكل كامل في الجنوب فالبلدان التي تهتم بالتعليم تعتبر من البلدان المتقدمة ، كما كانت جامعة عدن الجامعة الوحيدة في الجنوب والتي يتوافد إليها الطلاب من مختلف بلدان العالم لكونها شهادتها تعتبر من الشهادات المعتمدة دوليا ، وليس هذا بل ان نظام التعليم في الجنوب كان إلزاميا ومجانيا أيضا ناهيك عن القوانين الصارمة والتي حدت من انتشار وتفشي الجريمة وأيضا خوف البعض من ممارسة الفساد والرشوة . للأسف الشديد ماهو حاصل اليوم من فساد ونهب وسرقة هي سياسات متعمدة تم ممارستها على الجنوب من بعد العام 90م وهي عادات وثقافات دخيلة جلبها لنا الاحتلال وشجعها فلم نسمع في السابق عن شيخ أو حكم شيخ قبلي بل كنا نسمع عن موظف الشرطة المدنية لحل المشاكل المدنية وأيضا البحث والشرطة للفصل في القضايا الجنائية والتي كان يتم تحويلها للقضاء والنيابة العامة للحكم والفصل فيها على وجه السرعة ، كما لم نسمع عن الغش في المدارس ومشاركة المعلمين والتربويين في هذا العمل المشين ، ولم نكن نسمع عن جرائم القتل والسرقة وقطع الطريق أبدا وإذا ظهرت حالات يتم التعامل معها فورا ولهذا ولدت هذه القوانين ثقافة لدى المواطن في الجنوب بأنه يجب ان يحاسب على الجريمة التي اقترفتها يديه فقط ولا يحاسب على جريمة ابنه أو أخوه . قد تكون هناك سلبيات لأي نظام في العالم على مر العصور ولكن بصراحة هناك سياسة ممنهجة نحو الجنوب ظل يغذيها نظام العربية اليمنية حتى ولدت لنا المعلم القاتل والطبيب الفاسد وضابط الأمن السارق والقاضي المنحرف وولدت لنا جيلا جاهل حيث وصلت نسبة الأمية في الجنوب قرابة 40% بعد ان كانت قبل العام 90م نسبة 3% فقط. لقد اثر تنوع وتعدد المناهج ومنها الدينية والتي كانت تغذيها بعض الأحزاب للأسف الشديد حيث ولدت لنا اليوم الإرهابي والانتحاري والمتشدد والمتطرف وأيضا المعتدل، بل أصبح الإخوة داخل البيت الواحد يختلفون ويحاربون بعضهم البعض وأصبحت ثقافة القتل والنهب والفساد تغطى بصبغة ولباس ديني للأسف الشديد، نقولها عاليا مايحصل اليوم في الجنوب هي إفرازات لتغذية عشرين عام غزاها نظام العربية اليمنية في الجنوب وماعلى أبناء الجنوب اليوم زيادة فوق حمل السلاح إلا ان يعلنون ثورة فكرية ثقافية لاستعادة أفكارنا وثقافتنا المرتبطة بهويتنا التاريخية وهذه الثورة يشارك في كبار التربويين والعلماء المعتدلين بحيث تشمل المدارس والثانويات والجامعات والمساجد والجيش والشرطة وان تشارك أيضا وسائل الإعلام بدرجة أولى للتوضيح لأبناء الجنوب ان ثقافتنا قد تم تطعيمها ببعض الشواذ فليس الغش في الامتحانات حق من حقوق الطالب كما يراه البعض وليس الحياة حق من حقوق إي قاتل كما يراها البعض أيضا وهذه المحاضرات والندوات التوعوية وخصوصا بكثرة في المدارس والجامعات والمساجد هي كفيلة بالتخلص مما ظل يغذيه نظام صنعاء في الجنوب طيلة عشرين عاما وهي كفيلة إلى جانب القوانين الصارمة ان تجعل الجميع العين الساهرة لحماية امن وأمان هذا الوطن والتخلص من كل رواسب الماضي بإذن الله فنعم لجنوب كما يريده أبناءه وليس كما يريده الآخرون .