عندما تغيب مجموع القيم عن الدولة ينتشر الفساد والعنف وتصبح السمة الغالبة لسلوك الدولة العشوائية والارتجال والتخندق خلف لغة المصالح والمناطقية المدمرة لكل ماتبقى من هشاشة الدولة ، وماتمر بة البلاد اليوم للاسف لايسير بنا الا صوب الانهيار نتيجة غياب كل صور القيم الالايجابية في المجتمع وانتشار الفساد والعنف في كل مناحي حياتنا ان غياب او تغييب الدولة في هكذا ظرف لايكون بالصدفة بل ان هناك قوى تدفع الدولة نحو طريق الفشل هذة القوى استطاعت ان تتغلغل في كيان الدولة وزرعت قيمها السلبية في مفاصلها وافرغت الدولة من مضمونها المتمثل في القدرة على الجمع وادارة شئون الناس وتحقيق مصالحهم دون تمييز والمسؤلية الاولى في هكذاء فشل تقع على راس هرم الدولة متمثلاً في الرئيس ورئيس الوزراء الذي اثبتت الايام عجزهما في القيام بواجباتهما نحو المواطن الدي يفترض انة ولي نعمتهما وماجاؤو الا لخدمتة وتحقيق مصالحة وليس مصالحهم ، فها نحن نشاهد عجزهما في كل مناحي حياتنا من الكهرباء الى الماء الى الوقود الى الغلاء الى غياب مرتبات الناس الى العنف المستشري بفعل الجماعات الارهابية والمليشيات المدعومة من الدولة والاقليم الخ ... كل ذلك وقيادة الدولة لازالت تمارس فينا سياسة الترقيع الذي لم يعد مفيداً لسببين الاول لانها ترقع ثقوبها من نفس الثوب الملوث يالفساد المدثر بالقبيلة والحزبية المقيتة وهي بذلك تقودنا من كارثة الى كارثة ابشع منها ، والثاني هو في حالة الناس الساخطة ولكنها عاجزة بائسة لاتتقن الا ندب الحظ والبكاء على الاطلال لا امل لها في غد ولا حلماً لها براحة بال ، في سكوتها المهادن حد المدلة هذة العبثية المتمثلة بالسلطة تجرنا الى مربعات الفشل عنوة تجرنا من اذاننا كالبهائم الى غياهب المجهول فمن العبث ان نطلب ممن هم اصل المشكلة ان يقدمون الحل وعليهم ان يفهموا بانهم صاروا عبئاً على هذا الشعب ، نعم هم اكبر اعبائنا وصار عفن فساد حاشيتهم يزكم الانوف ويصيبنا بالغثيان عاماً ونصف ونحن في نفس المربع لم نتقدم خطوة واحدة وقيادتنا اينما دهبت لاتجلب معها الى الاسى والحزن مادا ينتظرون لتتحرك ظمائرهم ويرفعون المهانة عن هذا الشعب نعم هذا الشعب يهان كل يوم يهان عندما يتمرغ اجدادنا وابائنا بوحل الاستجداء امام مكاتب البريد ليحصلوا على حقهم من ملاليم معاشهم الهزيل الدي خطط لة ونفدة عفاش وهاهو يستمر بقسوة اشد . نعم الشعب يهان عندما يمارس ضد الالاف من كوادرة العسكرية والامنية كل تلك المهانة عند صرف رواتبهم دون ان تتحرك خلجة من ضمائرهم في غفلة منهم نعم الشعب يهان عندما يحرم من خدمات الكهرباء والماء والمجاري ، عندما يحارب في لقمة يومةبفعل الغلاء وارتاع الاسعار المسعور نعم هدا الشعب يهان عندما يرى اللصوص والبلاطجة وتجار المخدرات (وعيال السوق) ومقاولة رفعت السلاح في غفلة من الزمن وهم يهيمنون على مقدرات وطن بمباركة سلطة تخشى ان ترفع عينها بعينهم البلد في حالة غليان عاصف مدمروالناس لن تحتمل كل هذا العبث بكرامتها وحريتها وقوت اولادها ، لايغركم هذا الهدواء الظاهر على السطح فتحت الرماد جبال الجمرفلا تركنوا لظلال البصيرة انا لست متشائما - رغم ان هذة البلاد قد ابتليت بتشاؤوم فطري مندو عقود - لكننا نمر باوقات عصيبة تحتاج من يقرع اجراس الاندار قبل ان تقع الفاس بالراس وعلى الاخ الرئيس ورئيس الوزراء ان يعيدوا حساباتهم في كثير من الامور وان لايعيدوا اجترار الماضي والتخندق خلف المصلحة والقبيلة والاحزاب وان يرفعوا عدل السماء و لواء الوطن فوق الجميع مانريدة هو دولة نستظل بظلها لانستطلي بنارها دولة نفتخر بالانتماء لها لا نخجل من اسمها دولة اساسها الحق والخير والعدل (يابو جلال) في الاخير اقول لمن سينتقد قسوتي وجهوا سهامكم لمن امتلئت كروشهم بالمال العام الحرام واشعلوا النيران في فضاء حلمنا ليتوهج اكثر لنعرف ان في هذا البلد (الاحلام ممكن تتحقق)