زرت حضرموت لأول مرة – وان كان عاد معاي ذاكرة لان هذي البلاد ماشي عاد خلّت ولا في امهات امهاتنا .. ولا جدات جداتنا.. ذاكرة ولا عقول – في سنة لف وتسعمية وثلاثة وسبعين ميلادية – اي قبل (ثلاثة واربعون سنة).. ضمن الفريق الاعلامي المرافق للرئيس الشهيد –الرجل اللي لا يتكرر مثله- سالم ربيع علي (سالمين) .. لمّا دشن تجربة (سلطة الشعب) .. بقيام (مجلس الشعب) بمحافظة حضرموت .. كأول تجربة ديموقراطية محلية ،عمت فيما بعد ،على باقي محافظات الجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية ..وكان الرئيس سالمين بالأمانة والديانة – وهذي شهادة لله – يحب حضرموت والحضارم كثير .. ومن داخل قلبه .. لانهم يحترموا المسؤولية ..ويحترموا نفوسهم ويعملوا منشان المواطن ومنشان محافظهم .. وشغلهم مضبوط ويفعلوا ل (البيس) الف حساب .. وعيب عندهم التبذير واللعب بفلوس الدولة .. والمحاسب الحضرمي .. يرجّع (الفلس الواحد) لا زاد الى (خزينة الدولة) .. وهنوك قصص وخبابير كثيرة ماشي وقتها الان .. ثم زرت حضرموت في ابريل سنة الف وتسعمية وخمسة وسبعين ميلادية (مرافق اعلامي) للوفد النقابي الرفيع ، من السكرتارية العامة للاتحاد العام لنقابات عمال الجمهورية ،برئاسة النقابي المرحوم سلطان محمد سيف (الدوش) ..رئيس الاتحاد – حينها- وعضوية كل من النقابي المرحوم فيصل محمد عبدالله والنقابي التربوي احمد سعيد خنبش.. وهذا الوفد اللي اشرف على اعادة بناء العمل النقابي في حضرموت .. تنفيذاً لقرارات المؤتمر الثاني للاتحاد .. اللي انعقد في عدن (عشر مارس) سنة خمسة وسبعين ميلادية .. وكانت فرصة طيبة لا تتكرر ،حيث زرنا كل مديريات ومناطق حضرموت (الساحل والداخل ) .. والمكلا ،وغيل با وزير ، فوه، الشحر، الحوطة، القطن ، تريم، سيئون، الدبش الشرقية، الريدة ومناطق اخرى لا اتذكرها الان ،وزرت حضرموت كذلك .. في سنة(ستة وثمانين ) وفي سنة( ثمانية وثمانين) .. وحينما حلّت بها كارثة الامطار والسيول .. وكانت الفاجعة كبيرة والخسائر كثيرة.. وقد كتبت عن ذلك في حينه في صحيفة (صوت العمال) وزرتها فيما بعد هذا التاريخ .. في التسعينات وما بعدها لمرات .. في مهمات عمل ونشاطات متعددة ولي كتابات كثيرة اخرى على مدى ما يزيد عن (نص قرن) عن حضرموت واهل حضرموت .. وانا حب حضرموت والحضارم من داخل قلبي .. ولي في حضرموت زملاء واصدقاء وحبايب وخلاّن ورفاق .. قدامى كثيرين وكثيرين .. منهم الفقيد المناضل با رادم.. والمناضل حسن احمد باعوم والمناضل عبدالله البار والنقابي سعيد باظريس والنقابي احمد سعيد خنبش والنقابي سالم با غوث والمناضل سعد سالم فرج المرحوم عبدالله الملاحي واخوه عبدالله الملاحي والمؤرخ والاديب الكبير محمد عبدالقادر با فقيه .. والشاعر المحضار والفنان كرامة مرسال وفؤاد با مطرف والزميل علي سالم اليزيدي .. ولا انسى صحابي (البيض والعطاس) .. وكانت حضرموت – ومكانها – متميزة على بقية (محافظات الجنوب) – في كل شيء- في العمل والنظافة والكرهبة والماي وتوفر البترول والديزل وانضباط المشاهرات والامن والامان .. حتى النوم (الحضارم) يرقدوا قبلنا منشان يقوموا في وقته ..(العمل عمل ما نبغاكم شي رقود) .. اما في السياسة الحضارم موقفهم واضح وماشي عاد يحتاج تنظير .. وهم يكرهوا السياسة من اصلها .. وليس هنوك محافظة انتصرت على (القاعدة) - من صح وصحيح- سوى حضرموت.. رغم ما يحاك ضدها وضد الحضارم من حكلات ومكايد .. وقد اتبثت خونا وزميلنا وصديقنا العزيز اللواء احمد سعيد بن بريك محافظ حضرموت اهل للمسؤولية وكفاءة مقتدرة لقيادة حضرموت واهلها .. نحو الخير والعطاء والامن والامان والحرية والبناء والتنمية .. والمنجزات اللي تحققت على يده حتى الان تشهد على ذلك .. وليس هنوك وقت عند الحضارم للهرج الصاقع .. حياكم يا ((بو حضرم)) .. والله انكم تستحقوا كل خير ومحبة وتعظيم سلام .. فكل يوم يجزم ويثبتوا (ابو حضرم) انهم رجال.. ويحبوا محافظهم .. والحضرمي دايم المثل حقه ((لا تقل للجمل دور وعينه كبر من عينك).. و (ريفّها كنك) .. والحضارم يحبوا البساطة حتى وان كان اكبر تاجر ويملك (مال قارون) تشوف حياته بسيطة .. ويوكل صيادية وتمرو لخم .. وهذي احسن اكلة عندهم – على ماتقولوا : كما (الخبز والحلبة) عندنا في لحج .. والحضارم روحهم خفيفة ويحبوا النكتة ومعاشرتهم طيبة .. حتى مرة واحد حضرمي صاحبي من زمان .. وتعرفوا شوه قلّ لي ..؟ قلّ لي : ((يا لحجي غطي عين وخلي عين مفتوحة ..)) قلت له : ليه ..؟ قال : انته صحفي تكتب وتقرأ كثير خلّي وحده وسل للزمن )).. والله (الحضارم ) ناس طيبين .. وصادقين ويعرفوا مصلحتهم وين تقع .. وياريت ((عند )) تقع كماهم .. اما قصة (اقليم حضرموت) والربشة حولها .. فلنا معاها موضوع ثاني ماشي وقته ذلحين .. والمثل يقول: ((من قبصته الحية يترش من الحبل))..!