عند اندلاع أي حرب في أي بلد ما.. وتشتعل الحرائق والدمار فتموت آلاف الضحايا وتزداد المعاناة حدة وتفاقم وينتشر الوباء والجوع والعوز القاتل كتحصيل حاصل نتيجة نشوب هذه الحرب المدمرة... وتزداد الأوضاع سوءا أكثر فأكثر .. ويظل الفاسدون هم فقط الذين يربحون من جراء بقاء هذه الحروب واستمرار الدمار وإفساد المجتمع وانتشار الأوبئة .. ويتحول العديد من هؤلاء الفاسدين إلى تجار حروب ويزداد توحشهم بضراوة لالتهام كل شيء. ولا يحبذون إيقاف هذه الحروب كونها لا تخدم مطامعهم و ساديتهم وجشعهم الجنوني لتحويل البلد غالى كانتونات و إقطاعيات وميليشيات تخدم مصالحها الخاصة وإغراق بلد برمته إلى مستنقع أكثر للنهب والإفساد وتدمير كل القيم والمثل و الأخلاق النبيلة .. لتسود الفوضى ولانفلات الشامل لمجتمع وتحويله الى ساحات ميدانية لمراكز قوى ظلامية تستثمر هذه الحروب المشتعلة واحتدام الأزمات المتعددة لبقائها فترة أطول – وها نحن نرى هذا الوضع المؤلم و الكارثي والمأساوي ماثل أمام أعيننا من جراء حرب مدمرة و حياة مؤلمة عشنا ااثارها ولازلنا.. فظهر الفاسدون في فئة من البشر تحولوا فجأة من شحاتين ومعدمين إلى أباطرة بالغنى والثروة وبسطوا على أموال وممتلكات الدولة وحقوق وأملاك الآخرين وحولوها إلى فيد وغنائم حرب خاصة بهم. شواهد ومناظر حادة وقاسيه وواقفا أليما نعيشه.. والرابحون في بلدنا هم فقط الفاسدون الناهبون – لصوص وحرامية – يشار إليهم بالبنان . ويظل المجتمع برمته هو الخاسر دوما .. و تتدمر كل المعالم والآثار الحقة.. والأخلاق وعادات البلد وقيمها الروحية والذاتية .. ويكون الوطن هو الخاسر الأكبر.