تراجع هيبة الدولة وتدهور الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعدم القدرة على حفظ القانون والنظام في معظم مديريات محافظة عدن. ضاعت عدن والكل منتظر عودة الدولة. عندما أرسل السلطان سليمان القانوني للعالم الشهير "يحيى أفندي" متى تنهار الدول وما هي علامات انهيار الدولة ؟ كان رد يحيى أفندي: "ومالي ولهذا أيها السلطان؟ ومالي أنا!؟! تعجب السلطان من هذا الجواب وتحير فقرر أن يذهب إليه بنفسه وسأله نفس السؤال وقال له: “أرجو منك يا أخي أن تجيب على سؤالي وأن تعد الموضوع جديا وأخبرني ماذا قصدتَ من جوابك؟ قال يحيى أفندي: “أيها السلطان! إذا انتشر الظلم في بلد وشاع فيه الفساد وقال كل من سمع وشاهد هذا الظلم والفساد “ما لي ولهذا؟” وانشغل بنفسه فحسب.. وإذا كان الرعاة هم الذين يفترسون الغنم، وسكت من سمع بهذا وعرفه.. وإذا ارتفع صراخ الفقراء والمحتاجين والمساكين وبكاؤهم إلى السماء، ولم يسمعه سوى الشجر والمدر … عند ذاك ستلوح نهاية الدولة! وفي مثل هذه الحال تفرغ خزينة الدولة، وتهتزّ ثقة الشعب واحترامهم للدولة، ويتقلص شعور الطاعة لها، وهكذا يكون الاضمحلال قدَرا مكتوبا على الدولة لا مفر منه أبدا. وما نشاهده الآن من أعمال تخل بالوضع العام لعدن من فوضى في جميع المجالات العامة، بسط على ارضي الغير بقوة السلاح ، نهب المال العام للدولة ، فرض رشوة بالقوة، أعمال تقطع وسرقة نهارا جهارا من بلاطجة ، تعكير الحياة العامة باصوات الدرجات النارية المزعجة الدخيلة على عدن في الطرقات وامام منازل الناس ، وحتى امام بيوت الرحمن لم تسلم منهم.و الاستهتار بإطلاق الرصاص في أي وقت ومكان. وادا سألت عن هدا ! اجابك الكل مافيش دولة ، لما تأتي الدولة باتنهي هدا العمل. وادا تكلمت بوازع إنسان حريص على عدن على ما يقوم به هؤلاء من أعمال تنافي عاداتنا وتقاليدنا واخلاقنا بأنه لا يجوز هدا العمل والسكوت عليه، يجيب علي البعض مالك انت ومال هدا ، مافيش دولة لما تجي الدولة هي باتفرض سلطته بالقوة وباينتهي البسط ومنع الدرجات النارية وباينتهي البلطجة وكل هده الأعمال الدخيلة على عدن. هناك مؤشرات يومية من ممارسات ومخالفات تكشف عن غياب الإحساس بالقانون. وينضم مخالفون جدد يرون أن القانون غائب. قد يكون صحيحا أن الهيبة تتحقق من تطبيق القانون بشكل حاسم وبمساواة، ومن دون تفرقة بين غنى وفقير، أو مسؤول ومواطن. ويضربون مثلا بالدول الحديثة والمتقدمة. التى يتم فيها تطبيق القانون بشكل كامل وبلا استثناءات. الحقيقة أن هيبة الدولة لا تقوم فقط بأجهزة الأمن أو وزارات الداخلية، وإنما تبدأ من قدرة الدولة على تأدية واجباتها تجاه مواطنيها، والسكوت عن الحق شيطان أخرس فلا الشرعية حكمت وقامت بواجبها اتجاه شعبها ، ولا المجلس الانتقالي عمل من أجل عدن واهله ولا التحالف ساعد في العمل من أجل سلامة وامن وتأمين عدن . وكلهم قادرين على إنهاء هده الفوضى . إلا ادا كان لسان حالهم منتظرين عودة الدولة.