شاركت حشود ضخمة بمئات الآلاف أمس الأحد في موكب جنائزي مهيب لتشييع عشرات القتلى الذين سقطوا خلال الهجوم الدموي على المتظاهرين في العاصمة اليمنية الجمعة، بعد أن وجه المعتصمون في منشور حمل بيان رقم "6"، الدعوة إلى جماهير الشعب اليمني بالمشاركة في تشييع جثامين شهداء الثورة الشبابية الشعبية. وشيعت الجماهير أمس في يوم أطلق عليه "يوم الشهيد" جاثمين "38" شهيداً من أصل "52" شهيداً ضحايا المجزرة التي ارتكبت بحق المعتصمين بساحة التغيير أمام جامعة صنعاء. وامتدت الحشود من جامعة صنعاء، مركز الحركة الاحتجاجية، إلى مقبرة "سواد حنش" بجانب الفرقة الأولى مدرع بالعاصمة صنعاء على بعد عدة كيلومترات. وجمعت التظاهرة الكبيرة المعارضين والمستقلين من نواب وممثلين لمختلف الأطراف السياسية والاجتماعية، وأقامت الحشود صلاة الجنازة على جثامين "28" من القتلى والتي لفت بأعلام اليمن بعدما أخرجت من مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا إلى ساحة التغيير بين الخيم التي تفترش ساحة الاعتصام في العاصمة قبل حملهم نحو المقبرة.. وردد المشاركون وبينهم قادة المعارضة هتافات بينها "دم الشهداء مش ببلاش". وبدأت مسيرة التشييع من مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا حيث نقلت الجثامين على أكتاف آلاف تناقلوها حتى أوصلوها منصة ساحة الاعتصام، مسجية بالعلم الوطني. وحال وصولهم توقفت الخطابات التي كانت تذاع لشخصيات عديدة للآلاف الذين توافدوا على الساحة طيلة ساعات الصباح، وأذيع النشيد الوطني، ثم صلت بعده الجموع صلاة الظهر قصراً ركعتين، ثم العصر جمعاً ولكن دون قصر، ثم تكبيرات صلاة الميت. وأمّ المصلين في ساحة التغيير العلامة/ أحمد الشامي, وهو والد الشهيد/ عيسى الشامي، حيث جدد المشيعون عهدهم للشهداء بمحاكمة من ارتكب تلك المجزرة البشعة والتي راح ضحيتها "52" شخصاً وأكثر من "500" جريح من مختلف أنحاء الجمهورية والمضي فيما استشهدوا من أجله، مؤكدين استمرارهم في الاعتصام وعدم مفارقة المكان حتى يتم القصاص من مرتكبي الجريمة. كما طالب أولياء الدم والجرحى النائب العام الذي حضر إلى ساحة التغيير قبل موكب التشيع القيام بالقبض على المجرمين وتقديمهم للمحاكمة. فيما أعلنت عدد من القبائل التي حضرت من مختلف مناطق ومحافظات اليمن انضمامها إلى ثورة الشباب، وتقديم الدعم اللازم لها.. كما أقام عدد من مساجد العاصمة صنعاء ومختلف محافظات الجمهورية صلاة الغائب على شهداء جمعة الكرامة، كما شُيع عدد من الشهداء للمرة الثانية في مناطقهم بعد نقل جثامينهم إليها عقب تشيعهم في صنعاء. وتقول منظمة العفو الدولية إن العدد الإجمالي للقتلى منذ بدء التظاهرات ضد النظام بلغ "80 شخصاً". وكان مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة أقر تشكيل لجنة تحقيق دولية للنظر في الجرائم المرتكبة بحق المعتصمين السلميين بصنعاء. وعلى صعيد متصل أكدت مصادر مطلعة بساحة التغيير بصنعاء انتشار جنود من قوات جيش الفرقة الأولى مدرع صباح أمس الأحد على مداخل ساحة التغيير بصنعاء بعد انسحاب قوات الأمن المركزي مساء أمس السبت، التي كانت قد وضعت أسلاكاً شائكة على المداخل. وكانت قوات الفرقة الأولى تتمركز منذ أسبوع في المنفذ الشمالي للساحة فقط، والذي لم يشهد خلال الأيام الماضية أية مواجهات أو هجمات من قبل قوات الأمن المركزي أو الحرس الجمهوري أو مسلحين بلباس مدني ممن يطلق عليهم بالبلاطجة. وتولت قوات الفرقة حراسة ساحة التغيير من كل الاتجاهات بعد الكشف عن مخطط للحرس الجمهوري والأمن المركزي لمهاجمة ساحة التغيير بلباس الفرقة الأولى مدرع. وقالت مصادر ميدانية أن قوات مكافحة الشغب المحيطة بساحة الاعتصام انسحبت جميعها لأسباب لم تعرف، كما انسحبت ما تسمى باللجان الشعبية على كافة مداخل الحارات والأبنية التي تم وضعها منذ الجمعة الماضية. وفي غضون ذلك أعلن العشرات من ضباط الجيش والأمن في ساحة التغيير بصنعاء عن تشكيل مجلس عسكري للدفاع عن الثورة، مؤكدين أن المئات من الجنود والضباط أعلنوا استعدادهم للانضمام إلى المجلس خلال الأيام القادمة.. حسب مصادر إعلامية.