عجبت لمصر تبخس الليث حقه وتفخر بالسنور، ويحك يا مصر! مضى عسكر مصر ومن معهم من الفلول وبعض محسوبي الثورة وعصابة (تمرد) يلقون بالديمقراطية في غيابة الجب، وجاؤوا الشعب عشاء يبكون على الديمقراطية ببيان كذب صاغته امرأة العزيز، وأرسلت واردها الذي سولت له نفسه قتل أخيه مع تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون، فمضوا يئدون أهم أهداف ثورة يناير ومكتسباتها وهي الديمقراطية التي بذلت وضحت شعوب العالم بدمائها من أجلها. فمضى وارد امرأة العزيز مع بعض إخوة (يوسف) من محسوبي الثورة ممن ارتضى أن يعود يسقي ربه خمر الاستبداد والتبعية انتقاماً من أخٍ لهم ناداهم (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) بهدف تعزيز الحرية والديمقراطية، فتآمروا بمكر لعل وجه مصر يخلُ لهم ويكونوا من بعده حاكمين. وجاء بيان السيسي ملطخ بدم كذب، ومبررات واهية؛ ليزعم باسم القوات المسلحة أنه (لم يكن في مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب...). ذات العبارات التي كانت تتصدر كل بيانات الانقلابات العربية السيئة الصيت والأثر في الزمن الغابر. وكما عجب يعقوب عليه السلام من ثوب ملطخ بالدم الكاذب دون أن يكون فيه شق أو خرق من مخالب الذئب، فقد عجب الشعب المصري وكل أحرار العالم كيف أن الانقلابيين صموا آذانهم وعمت بصائرهم عن حركة ونداء جماهير عريضة في ساحات أكثر وحشود اكبر ظلت وما تزال تسند الشرعية، غير أنهم –وامرأة العزيز معاً– عميت أبصارهم وبصائرهم، وهم من قدَّ قميص يوسف جهاراً نهاراً، فيما كان هو مصراً على حماية الديمقراطية التي قتلها قابيل الذي لم يمتلك مع جريمته فطنة الغُراب ليدفن معالم جريمته، وحتى بيانات التأييد التي تزامنت مع البيان الكذب وربما سبقته من نسوة في المدينة، لم يكن بطهر نسوة المدينة لا لاستنكار امرأة العزيز مراودة الفتى عن نفسه، ولكن على الأقل للتريث حتى مواراة جثة هابيل! ولكن.. لقد استيقظ شعب مصر ليؤكد للملأ أن قميص يوسف، وصرح الديمقراطية، ليس عليهما غير دم كذب فهب في وجه قابيل وامرأة العزيز ونسوة في المدينة (بل سولت لكم أنفسكم أمرا) ومضى صامداً مصرا (اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه) فهبت حواضر مصر ومدنها تبحث عن يوسف وأخيه، كيما تعود الديمقراطية إلى أرض الكنانة ويوسف إلى مصر. وسيعودان -بإذن الله– فقد ملأت جموع الشعب المصري كل الساحات والميادين، وسيحملون قميص يوسف ليرتد الشعب بصيرا بالحرية والديمقراطية، لا كإبصار بيان امرأة العزيز الذي لم ير إلا جانب الفلول وحاشية امرأة العزيز، وعندها سيقرأ الجميع (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين). وسيهتف الشعب عالياً: أكبرت مصر تمنح الليث حقه وتسخر بالسنَّور، بوركت يا مصر!