ولا أحمل الحقد القديم عليهم وليس رئىس القوم من يحمل الحقدا المقنع الكندي إن العفو والتسامح أوصى بهما الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم قائلاً: «خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين» صدق الله العظيم. وامتدح الله الجنة وأخبر أنه أعدّها لأناس من أعظم صفاتهم كظم الغيظ، والعفو عن الناس: «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس» صدق الله العظيم. ولنتوقف عند تلك الكلمات الثلاث الخالدة: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» كلمات سجلها التاريخ بأحرف من نور لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، قالها لأولئك الذين آذوه، وطردوه، ورصدوا أموالاً لقتله. قالها بعد فتح مكة ووراءه عشرة آلاف فارس رهن إشارته، ومع ذلك يختار عليه الصلاة والسلام أن يعفو عنهم. نعم، إن النفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تسامح، والعفو من شيم الكرام. قال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «أعقل الناس أعذرهم للناس».