كالطيفِ لا غاب عن فكري ولا مكثا في خاطري كقتيلٍ يبتني جدثا ما زلتُ أقرأه سرّاً ويقرأني جهراً فكم صاغني درساً وكم بحثاً أعرتُهُ ذات يومٍ بعض أجنحتي فطار بي في فضاء الزيغ مالبثا أحالني كغبار الريح إن عصفت به استثار وإن لم تستثرهُ جثا إن عشتُ في عالم الموتى استمات وإن دفنتُهُ في ضلوعي عاش وانبعثا يزيِّنُ الموت لي حتى يُخَيَّلَ لي أنّي أرى كل ما فوق الثرى جُثثا يبثني كوميض البرق ذبذبةً حمراء في وجهها الشيطان قد نفثا ما زال يحرثه دهري ويحرثني شوكاً فتبّاً لدهري بئس ما حرثا أضحى يسُفُّ الرماد الحار فوق يدٍ سفَّ التراب على رأسي بها وحثا أورثتهُ كيتيم السوء عاطفتي حيَّاً فساءَ وريثاً ساء ما ورثا قاسمتُهُ نصفَهُ شرعاً فقاسمني كلّي فلم يُبق لي رُبعاً ولا ثُلثا ما أتعس الحظ في رزقي وأتعسني في غايةٍ من أتاها حالفاً حنثا قاطعت قلبي بها عهداً وقاطعني عهداً ولكنّهُ سرعان ما نكثا ألفيتهُ مثل كلبٍ ظل يلهث إن أحمل عليهِ وإن خلّيتُهُ لهثا قد كان أحوط من رمش العيون إذا ثار الغبار على الأحداق أو طمثا لكنّهُ صار من جنس الرياح ولم يَعُد بما يحمل الإعصار مكترثا لمّا ارتدى حُلَّة الإحرام حج على دين المسوخ أباح الفسق والرفثا أمسى يلوك الهوى المجنون مهجَتهُ مستعذباً كل ذوقٍ طاب أو خبثا كم بَث بين شراييني وأوردتي من نشوةٍ ثم صارت كالسراب غُثا قد كنت أمدحهُ حيناًُ ويمدحني واليوم لو جاء نحوي مادحاً لَرثى ماذا تُحدِّث عنه النفس ؟ حادثةً مجنونةً ؟! .. لا تَسَلها ما الذي حدثا تساؤلاتٌ له استخلصتُ أجوبةً أنّي أعيش حياتي كلها عبثا