القطاع السياحي رافد أساسي للدخل القومي للدولة ولعل الحركة الاقتصادية والتقدم التقني والمعلوماتي عامل هام في تطوير السياحة المحلية بالإضافة إلى الاهتمام بالتخطيط السياحي الذي لا يرقى إلى المستويات المطلوبة.. ويعاني القطاع السياحي منغصات لابد من تفاديها والتي منها عدم الوعي بأهمية الموارد السياحية وخطف السياح ،التسول وعدم الاهتمام بتنمية المشاريع السياحية ذات الجدوى الاقتصادية التي تسهم في رفد الاقتصاد الوطني وانعدام الثقافة السياحية وعدم اعطاء مساحة إعلامية واسعة في الفضائيات للتعريف بالمواقع السياحية بالإضافة إلى عدم تشجيع الصناعة الحرفية. فاليمن يمثل منتجعاً سياحياً مفتوحاً يجب استثماره والاهتمام به ولابد أن تتكاتف الجهود للنهوض بالسياحة واستغلالها والاستفادة منها وإيجاد خطة خمسية لما يجب أن يشهده القطاع السياحي من فعاليات ترويجية وأنشطة جاذبة للجمهور داخلياً وخارجياً والحرص على تكامل الأدوار بين الجهات ذات العلاقة للنهوض بالقطاع السياحي الذي يشكل مصدراً مهماً من مصادر الدخل في العديد من الدول العربية والأوروبية والعمل بجدية للنهوض به عبر مشاريع سياحية تنموية.. «الجمهورية» التقت الأخت فاطمة علي الحريبي مدير عام مكتب السياحة بأمانة العاصمة وخرجت بالحصيلة الآتية: {.. ماهي أهم المشاريع السياحية التي تسعون لتنفيذها؟ نحن في مكتب السياحة خطتنا دائماً خطة استثمارية سنوية نقدمها كل عام ولكنها للأسف لاتعتمد من قبل قيادة أمانة العاصمة ربما لأن لهم أولويات أخرى في مكاتب التربية والتعليم والصحة ولا تعتمد مشاريعنا كالمعرض الدائم ومدرجات أرتل ومشروع شبكة المعلومات نحن دائماً نحاول تحسين الوضع السياحي في أمانة العاصمة بحسب قدراتنا والإمكانيات المتاحة والآن بدأت وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي بتنفيذ مشاريع ونحن نقطة وصل بينهم وبين المستثمرين نوفر للمستثمرين تصاريح العمل، نشرف على المواقع ونختار المواقع الملائمة والمناسبة. قطار سياحي في صنعاء القديمة وعن مشروع القطار السياحي قالت: هو من أبرز المشاريع الاستثمارية التي سيتم تنفيذها من بداية العام القادم ووزير السياحة صرح لي بأنه إذا استكملت الاجراءات فسيتم البدء في التنفيذ من بداية هذا الشهر شهر نوفمبر من العام الجاري والمشروع لمستثمرين بالشراكة مع مجلس الترويج السياحي وسيكون القطار مكوناً من عدة عربات كل عربة تتسع لعشرة أشخاص وطبعاً سيكون المشروع في صنعاء القديمة وسيكون للقطار محطات لنزول الركاب ونقاط سير محددة وباعتقادي أن المشروع سيسهم في إنعاش الحركة السياحية بأمانة العاصمة.. الشيء الآخر نحن نحاول أن أمانة العاصمة تعتمد لنا ميزانية خاصة بمهرجان صيف صنعاء الذي يقام سنوياً في 71يوليو حيث تقوم ببرامج توعوية وتسويق المنتجات الحرفية وبعض عروض الأزياء وأنشطة الأسرة والطفل والرسوم التشكيلية ويكون أداة لإبراز التراث اليمني من كل المحافظات الشعبي والفلكلوري وإذا كانت الميزانية تسمح فسيتم استضافة بعض الأجانب. جامع الصالح كأبرز المزارات السياحية ... ماذا عن المواقع السياحية؟ أمانة العاصمة تزخر بالعديد من المواقع السياحية الهامة والبارزة كصنعاء القديمة والجامع الكبير والمقابر وحالياً يعد جامع الصالح من أبرز المواقع السياحية الهامة حيث يحرص أي سائح على زيارته. سياحة مغامرات .. مامدى إقبال السياح؟ أعتقد أن عدد السياح الوافدين إلى أمانة العاصمة قلَّ عما كان عليه نظراً للحوادث الإرهابية وحالات الاختطاف وحرب صعدة كل هذه العوامل أسهمت في انخفاض الحركة السياحية بل بعض الدول تحذر رعاياها من الذهاب إلى اليمن ولكن رغم التحذيرات من دولهم يتعمد السياح الذهاب إلى اليمن ويعتبرون زيارة اليمن نوعاً من المغامرات بينما السياحة في اليمن تاريخية وثقافية وطبيعية وترفيهية كسياحة الغوص وتسلق الجبال وحقيقة كل مقومات السياحة متوفرة في اليمن اللهم أن السياح يتخوفون من الناحية الأمنية. المحليات لا تهتم بالقطاع السياحي .. وعن أسباب عدم اهتمام المجلس المحلي بالجانب السياحي قالت: أعتقد أن من أهم الأسباب هي عدم الوعي بأهمية القطاع السياحي بينما هناك دول أوروبية وعربية تعتمد اعتماداً كلياً على القطاع السياحي وكل اقتصادها يقوم على السياحة ولا يوجد لدى هذه الدول بترول أو حتى زراعة أو ثروة سمكية ماشاء الله عندنا المعنيون في المجالس المحلية وغيرهم ينظرون عندنا موارد أهم من الموارد السياحية طبعاً من وجهة نظر قاصرة وللأسف تعتبر السياحة لدى مسؤولينا من الموارد الثانوية بينما لو استغل القطاع السياحي استغلالاً أمثل لترقى إلى قمة هرم الدخل القومي للدولة ولتفوق على البترول والثروة السمكية وأدعو المعنيين إلى إعطاء القطاع السياحي نظرة ايجابية وأجزم بأن المردود سيكون كبيراً فوق التصور. إصدار تراخيص ل007منشأة {.. ماهي أهم الأعمال التي نفذها المكتب خلال الفترة الماضية من العام 9002م؟ نفذ المكتب العديد من المهام والتي منها الاشراف والمتابعة لتسيير أعمال المكتب والنزول الميداني لغرض إلزام أصحاب المنشآت السياحية «مطاعم فنادق وكالات سفر وسياحة مصنوعات حرفية» بقطع وتجديد تراخيص مزاولة المهنة حيث بلغ عدد المنشآت السياحية بأمانة العاصمة المرخص لها أكثر من «007» منشأة بالإضافة إلى النزول الميداني لإدارة التحصيل لغرض قطع استمارات تقييم الرسوم السياحية ومتابعتها وتوريدها أولاً بأول والتأكد من مستوى تقديم الخدمات السياحية في المنشآت السياحية وأيضاً قمنا بتحسين وتطوير العمل الإداري من خلال استحداث عملية القيد والتسجيل اليومي للمعاملات وكذا الأرشفة لكل أعمال المكتب من أجل تنظيم الحركة السياحية بالأمانة. إحالة «541» مخالفة إلى النيابة ٭ وعن المخالفات التي تم ضبطها قالت الحريبي : عمل المكتب على ضبط المخالفات التي حدثت في المنشآت السياحية حيث تم إحالة أكثر من «541» إلى النيابة العامة وهي موزعة على النحو التالي: نيابة السبعين الوحدة «76» منشأة مخالفة نيابة الصافية آزال «22» منشأة مخالفة نيابة الثورة بني الحارث «31» منشأة مخالفة نيابة شعوب صنعاء القديمة «21» منشأة مخالفة وهناك رقابة لصيقة يقوم بها المكتب على كافة المنشآت السياحية. أكثر من «24» مليون إيرادات المكتب خلال النصف الأول .. وعن إيرادات المكتب قالت: حقق مكتب السياحة خلال النصف الأول من العام 9002م نجاحاً كبيراً في جانب الإيرادات حيث بلغت نسبة التحصيل 57%من اجمالي الربط المقرر للعام 9002م إذ بلغ اجمالي الإيرادات «24» مليوناً و«433» ألف ريال بالرغم من تهرب الكثير من المنشآت السياحية عن سداد ماعليها من رسوم قانونية خصوصاً المنشآت الفندقية الواقعة بتصنيف «نجمة نجمتين» بدعوى أنها رسوم غير قانونية ومايدفع من بعض المنشآت الملتزمة إنما هو بموجب المحضر الموقع مع أمانة العاصمة وجمعية الفنادق في عام 2002م وهناك مشاكل نواجهها ولعل أهمها عدم اهتمام السلطة المحلية بإقامة المهرجانات السياحية والترفيهية والرياضية والفنية التي تشجع على تنمية الجانب السياحي وعدم إقامة الندوات والمؤتمرات المحلية والتي تساهم في نشر الثقافة السياحية ونشر التوعية السياحية نظراً لأهمية القطاع السياحي كونه يمثل دخلاً قومياً للدولة. 885منشأة مرخصاً لها وعن اجمالي المنشآت السياحية المرخص لها قالت بلغ عدد المنشآت المرخصة لها «885» منشأة وبلغ اجمالي عدد المرشدين السياحيين «12» مرشداً مرخصاً له بالعمل ونحن نعمل جاهدين على زيادة استقطاب القطاع الخاص للاستثمار في الجانب السياحي في ظل عزوف القطاع الحكومي عن إقامة مشاريع استثمارية. تأهيل وتدريب العاملين .. وعن أنشطة المكتب في الجانب الإداري: قام المكتب خلال العام 9002م بإيجاد نظام دقيق متطور في وحدة شئون الموظفين وذلك من خلال: ايجاد نظام حديث ومتطور في عملية ضبط الحضور والانصراف مثل نظام البصمة. توفير كافة النماذج الإدارية مثل: «سجل الإجازات سجل أوامر التكليف سجل توثيق القرارات ومخاطبة الموظفين» لإنجاز أعمال الإدارة. ربط وحدة شئون الموظفين بوحدة المعلومات بالمكتب من حيث تزويد وحدة المعلومات بالبيانات الخاصة بالموظفين وتخزينها في جهاز الكمبيوترلكي يساعد على معرفة متى يستحق الموظف للترقية والعلاوة بموجب القوانين والأنظمة الصادرة عن الخدمة المدنية. تكليف رؤساء أقسام في وحدة شئون الموظفين للعمل الإداري مثل «قسم الأرشيف التوظيف الاستحقاق». إيجاد أرشيف حديث يستخدم عملية الفهرسة في حفظ وأرشفة ملفات وبيانات الموظفين ونقلها إلى جهاز الكمبيوتر في وحدة المعلومات ونسخة في اسطوانات (CD) للرجوع إليها بوقت آخر. عمل المكتب على تأهيل وتدريب الكادر الوظيفي بالمكتب من خلال البحث عن تمويل لعقد دورات تدريبية في العديد من التخصصات مثل: دورة في مجال تعليم اللغة الانجليزية. دورة في مجال تعليم الكمبيوتر الإنترنت السكرتارية الحاسوب والبيانات الحالية لتطوير كادر وظيفي بما يتواكب مع تطورات العصر الحديث. التخلص من القوى الوظيفية المنقطعة عن العمل منذ فترات حيث تحسب على المكتب وهي كوادر منقطعة لا يستفاد منها. العمل على توفير درجات وظيفية جديدة لتغطية النقص في عدد الكادر الوظيفي خصوصاً مع ما يستلزمه توزيع بعض الكوادر في المديريات. التسول ظاهرة غير مقبولة .. وعن المعوقات والصعوبات قالت: نحن نواجه عدة عوائق ومنها عدم نشر التوعية بأهمية النظافة وعدم وجود منتزهات وحدائق تجذب السياح وعدم وجود أسواق منظمة وغياب المدن المؤهلة للجذب الاستثماري في القطاع السياحي بالإضافة إلى انتشار ظاهرة التسول غير المقبولة دينياً وأخلاقياً وحضارياً. إعادة النظر في الرسوم وهنا أتخذها فرصة للمطالبة بإعادة النظر في لائحة الرسوم السياحية والتي لا تتناسب مع طبيعة الخدمات السياحية بالله عليكم لما تستأجر صالة أفراح بمائة ألف أو أكثر ويكون الرسوم المقرر عليها سنوياً لا يتعدى ألفي ريال كذلك بالنسبة للفنادق والوكالات فالرسوم ضئيلة لاتتناسب مع مستوى دخل هذه المنشآت على الأقل يكون فيه عدالة بحيث يكون للدولة نصيب معقول من هذه الإيرادات الكبيرة التي ينفرد بها القطاع الخاص ومما يؤسف له وزاد الطين بلة قرار مجلس الوزراء بتخفيض رسوم العائدات السياحية من 5% إلى 3% وأتمنى أن يعاد النظر في القرار. تشجيع المستثمرين وعن خطة المكتب المستقبلية قالت الحريبي: خطتنا المستقبلية أن نستمر على ما نحن فيه من تشجيع الاستثمار السياحي هناك عدد كبير من الفنادق فتحت هذا العام وأيضاً مطاعم ووكالات سياحية ومنتجعات ونحن نحاول تشجيع المستثمرين وتسهيل مهامهم وتبسيط اجراءات صرف الرخص ومساعدتهم مع الغرفة التجارية في إصدار التصاريح لهم والسجل التجاري وتستمر أيضاً في جودة الرقابة على المنشآت السياحية من فنادق ومطاعم ومنتجعات وتكشف الرقابة الميدانية ولدينا أيضاً برامج وأنشطة وخطط ومشاريع سيتم البدء فيها بما يكفل النهوض بالقطاع السياحي إلى المستويات المطلوبة. ضرورة تنفيذ مشاريع سياحية حكومية .. وعن أبرز الأمور للنهوض بالقطاع السياحي: توفير الإمكانيات لإنشاء مشاريع حكومية وليس من الضرورة بأن يقوم بالمشاريع القطاع الخاص بحيث تكون الدولة هي المتبنية لهذه المشاريع بحيث تقوم بإنشاء منتزهات ومنتجعات ودور الضيافة وحدائق ألعاب وغيرهاوأتمنى مستقبلاً بأن يتم تنفيذ مشاريع سياحية حكومية بأمانة العاصمة وأقول حقيقة لا يوجد في أمانة العاصمة أي مشروع سياحي تمتلكه الدولة.
