الدوحة- الراية: شددت مؤسسة حمد الطبية على ضرورة توخي كافة أفراد المجتمع للحيطة والحذر في تناول المضادات الفيروسية والمضادات الحيوية، وذلك لتفادي مقاومة الميكروبات لهذه الأدوية، والتي تشكل في الوقت الراهن خطراً كبيراً على الصحة العامة على نطاق العالم. وأشارت إلى تقرير لمنظمة الصحة العالمية يؤكد أن خطر تولد جيل من الميكروبات مقاوم للأدوية لم يعد مجرد تنبؤ بما سيحدث في المستقبل، ولكنه يحدث الآن في أي إقليم من أقاليم العالم، وبإمكانه أن يمس أي فرد، في أي سن، وفي أي بلد وتحدث مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية حين تطرأ تغيرات على هذه البكتيريا، فتصبح المضادات الحيوية عديمة المفعول لدى من يحتاجونها لعلاج العدوى والالتهابات. وقال د. إياد توفيق المدهون، الصيدلي السريري بقسم الأمراض المعدية في مؤسسة حمد الطبية: القانون القطري يمنع صرف المضادات الحيوية إلا بموجب وصفة من الطبيب، بالإضافة إلى حرص السلطات الصحية المحلية على وجود مضادات حيوية عالية الجودة بالبلاد، فضلاً عن حرصنا الدائم على أن نكون مواكبين لآخر ما يتم إنتاجه واعتماده من مضادات حيوية". وأضاف: مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية معروفة منذ عقود من الزمان، والمقاومة تحدث لأن البكتيريا تمتلك نظاماً ذكياً تستطيع من خلاله تطوير مقاومتها لمضادات الجراثيم، عبر أساليب مختلفة، بما يجعلها تتكيف مع المضادات الحيوية. وكشف د. المدهون أن الميكروبات والأحياء الدقيقة إذا أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية، فإن علاجها يصبح من الصعوبة بمكان لهذا فإن مصنعي المضادات الحيوية يحرصون على تحديثها وتطويرها باستمرار، للتغلب على ما يطرأ من تكيف الجراثيم على هذه الأدوية والعقاقير. وأوضح أن المقاومة تحدث أيضاً حين يصف الأطباء مضادات حيوية لا حاجة لها، وحيث إن بعض الأمراض الفيروسية بطبيعتها محدودة المدة، فإن الشخص المصاب بها لا يحتاج لأكثر من علاج أعراض المرض لحين الشفاء منه ولكن حين يتم وصف المضادات الحيوية في مثل هذه الحالات فإن الجراثيم تتعرض للمضادات الحيوية وتتكيف مع جزيئات الدواء، فتصبح مستعصية على العلاج. وأكد أن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية، أو تعاطيها دون وصفة من الطبيب، أو تقليل مدة الجرعة، أو عدم إكمال الجرعات الموصوفة بواسطة الطبيب، فإنه يكون سبباً في حدوث مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية كما أن نوعية المضاد الحيوي الموصوف لعلاج العدوى يمكن أيضاً أن يؤدي للمقاومة الجرثومية لأن هناك بعض حالات العدوى البكتيرية لا تحتاج للمضادات الحيوية القوية أو متعددة الاستعمالات، والتي عادةً ما توصف لعلاج حالات العدوى البكتيرية الخطيرة فالحيلولة دون حدوث العدوى من خلال الالتزام التام بالصحة الشخصية والصحة الغذائية تمثل أفضل وسيلة للوقاية من الأمراض والعلل وبالتالي عدم الحاجة للمضادات الحيوية" . وأشار إلى أن هناك احتياطات للوقاية من العدوى والالتهابات التي تسببها البكتيريا، من ذلك اجتناب التواجد في المناطق المزدحمة وارتداء الشخص المصاب لكمامة بهدف الحيلولة دون نقل العدوى للآخرين واجتناب البصق وتغطية الفم عند السعال أو العطاس بمنديل أو محرمة وغسل اليدين بانتظام. جريدة الراية القطرية