بعد الحرب السادسة كانت الحركة الحوثية في مرحله هامة ومفصلية من تاريخها حيث امتلكت السلاح الثقيل بما فيها الدبابات والمدفعية التي سلمت لها من وحدات الجيش اليمني اضافه الى سيطرة الجماعة على حوالي 60 % من مناطق المحافظة, وحينها أدرك أبناء صعدة الدور المشبوه والتواطؤ المفضوح من قبل السلطات الحكومية في دعم الحركة الحوثية خلال الحروب الست عندما وجدوا أن الحركة الحوثية كانت تظهر بعد كل جوله من جولات الحرب وهي أقوى عدداً وعدة مما كانت عليه من قبل , وكأن تلك الحروب ما كانت الا بمثابة جولات تدريبية للحوثيين لكسب مزيداً من الخبرات العسكرية , والحصول على أسلحة جديدة, الا أن ذلك لم يثني أبناء القبائل عن المدافعة عن النظام الجمهوري بكل ما استطاعوا بعد أن تخلت عنهم الدولة بل وتآمرت عليهم في حادثة فريدة من نوعها في التاريخ أن تتآمر دولة على مواطنيها الذين وقفوا معها وتسلم رقابهم لميليشيات متطرفة تمارس بحقهم أبشع أنواع الانتهاكات, فما كان منهم الا أن تداعوا في منتصف العام 2010 م الى الاصطفاف والتكاتف للمواجهة الحركة الحوثية كضرورة حتميه للدفاع عن النفس والوطن , فخرج بعض مشايخ صعدة وعلى رأسهم الشيخ / يحي محمد مقيت شيخ قبائل جماعة لدعوة أبناء القبائل للحد من اجرام جماعة الحوثي وضرورة الوقوف أمام مشروع هذه الجماعة الارهابية, وقد لاقت هذا الدعوة قبولاً واسعاَ لدى أبناء المحافظة وتم عقد اجتماع قبلي موسع نتج عنه الإعلان عن تشكيل "التحالف القبلي لأبناء صعدة "برئاسة الشيخ يحي محمد مقيت وهو عباره عن اطار يضم قبائل وابناء المحافظة المناهضين لحركة الحوثي وبادره وطنيه لدعوه القبائل للاضطلاع بدورها في حماية النظام الجمهوري . وكلفت لجنة بأعداد لائحة عمل للتحالف القبلي وتحديد ورسم مبادئه واهدافه التي تأتي حماية الثوابت الدينية والوطنية وحفظ الأمن والإستقرار ووقف عبث وهمجية الحوثيين والتصدي لهم من اولويات أهداف التحالف . وبعد أيام قليله من تشكيل التحالف تم اعلان وثيقة شرف قبليه تجرم وتحرم على أبناء القبائل الانتساب الى جماعة الحوثي او الترويج لأفكارها أو توفير الدعم لها بأي شكل من الاشكال , كما وجهت قيادة التحالف الدعوات لقبائل صعدة تطالبها بعدم السماح للحوثي للتمدد في مناطقها, وبذلك تمكن التحالف من فرض حصاراً على مناطق تواجد الحوثيين و تضييق الخناق عليهم . وحينها توقف الحوثيون عن ممارسة العنف بحق المحافظة وأبناءها, حيث صارت هناك عمليات متبادلة بين الطرفين خاصة في عمليات الخطف والاعتقالات التي كانت تقوم جماعة الحوثي , فقام التحالف بنس الخطوة وشن حملة اعتقالات طالت العشرات من قيادات وعناصر جماعة الحوثي , حتى وصل الأمر إلى أن تتفاوض لجنه الوساطة القطرية حينها مع قيادة التحالف من أجل القيام بعملية تبادل الأسرى وتم حينها الافراج عن جميع المختطفين والمعتقلين في سجون مليشيات الحوثي و كان نجاح هذه الخطوة نجاحاً كبيراً للتحالف القبلي الذي أصبح الحامل الوحيد للمشروع الوطني في صعدة. وعندما أدرك الحوثيون خطورة التحالف القبلي عليهم استعانوا بحليفهم صالح من أجل للتخلص من هذا الكيان الذي شكل حجر عثرة أمام مشروعهم التوسعي , فقام صالح بدوره حيث سهل عملية سيطرة الحوثي على مركز المحافظة في 22/9/2011 م وبعد ذلك تغيرت موازين القوى على الارض واصبح الحوثي يملك امكانات الدولة , بينما التحالف القبلي لم يكن يملك اي امكانيات سوى جهود أعضاءه الذاتية , وكان هذا أهم أسباب توقف نشاط التحالف القبلي الذي لا زال إلى الان يضم الكثير من الشباب المنظمين إليه , والذي من المتوقع أن يكون لهم دوراً بارزاً في المستقبل القريب في تحرير صعدة وتخليصها من براثن الحوثيين اذا ما حصلوا على الدعم الكافي الذي يكفل إعادة تفعيل نشاط التحالف الذي لم تخفت جذوته حتى الآن وإنما سكنت حتى يحين الوقت المناسب .