قال الشاعر النابغة الذبياني : ومن عصاك فعاقبه معاقبة تنهى الظلوم ولا تقعد على ضمد يقول المثل الصربي (اجلد السرج لكي تحمل الحمار على التفكير) فالكونغرس الأمريكي يتجه لإقرار عقوبات اقتصادية على حزب الله وهي تشمل تجميد حسابات شركات وأشخاص تمول أنشطة حزب الله وأيضا تشمل العقوبات الاقتصادية دول تدعم حزب الله وهي النظام الإيراني والنظام السوري وتهدف العقوبات إلى التضييق على الحزب وتجفيف منابعه فهو أداة وذراع النظام الإيراني في الحروب العبثية التي تشعلها في سوريا والعراق واليمن. لايخفى على أحد أن حزب الله يعتمد في موارده على غسيل الأموال عبر شركات وبنوك حول العالم وأيضا تجارة المخدرات وتهريبها خاصة إلى دول الخليج وكذلك تجارة بيع الأسلحة وأيضا يتلقى دعم غير محدود من نظام الولي الفقيه . مندوبة الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن وجهت انتقادا لروسيا نظرا لاستخدامها حق الفيتو ضد إدانة النظام السوري واستخدامه للسلاح الكيماوي في خان شيخون مؤخرا حيث أثبتت التحقيقات تورط النظام السوري بمجزرة خان شيخون وسوف يقدم الجزار بشار للمحاكمة ولن يفلت من العقاب لاستخدامه السلاح الكيماوي في قتل شعبه. مندوبة أمريكا في مجلس الأمن وضعت النقاط على الحروف في قضية بقاء الجزار بشار في الحكم فقد قالت في كلمتها أن الحل في سوريا سيكون عبر انتقال سياسي لا يسمح فيه للأسد بالبقاء فهذا هو موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية المبدئي وهو رحيل الجزار بشار من الحكم وغيابه عن المشهد السياسي وأن تكون هناك انتخابات برلمانية ورئاسية خلال 18 شهر من بدء تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 الخاص بالقضية السورية . الرئيس الروسي بوتين يلمح عن قرب نهاية الحرب السورية وعودة الهدوء إلى المناطق وأيضا عودة اللاجئين والنازحين إلى بيوتهم ولاندري هل يعلم الرئيس الروسي أن طائراته وطائرات النظام السوري قد دمرت المدن السورية عن بكرة أبيها وهي تحتاج إلى سنوات طويلة ومئات المليارات لإعادة أعمارها فالقضية السورية لازالت بعيدة عن الحل قبل تطبيق قرارات مجلس الأمن واختفاء الجزار بشار من السلطة وإلا فالكلام عن نهاية الحرب مجرد أوهام تداعب خيال الجزار بشار والرئيس الروسي بوتين . يبدو أن الرئيس الروسي يستند إلى قرارات وتوصيات مؤتمر استانه في كازاخستان الذي يشارك فيه النظام الإيراني والسوري والتركي والروسي في غياب تام للمعارضة السورية وأيضا وفد من الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو محاولة للقفز على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالقضية السورية ولن يكون هناك حل خارج إطار قرارات مجلس الأمن التي تعطي الحق للشعب السوري لاختيار من سيكون رئيسا لسوريا بدل الجزار بشار. لن تكون هناك نهاية الحرب السورية وحل سلمي إلا بموافقة كل الأطراف مثل مجموعة أصدقاء سوريا التي تدعم المعارضة السورية والتي تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية وأن تكون أي تسوية تستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254 لأن قرار الحرب والسلام ليس بيد الرئيس الروسي فقط وهو أحد الأطراف التي ينبغي أن تتفق على وضع حد للحرب السورية ومحاكمة مجرمي الحرب فيها ولن يفلت هؤلاء المجرمين من العقاب .