قال مهدي كروبي، أحد أبرز قادة المعارضة الإصلاحية الإيرانية إن الرئيس محمود أحمدي نجاد خان الثورة الإيرانية وخرق دستور الدولة، وربما لن يتمكن من إكمال فترته الرئاسية الحالية. وسخر كروبي في مقابلة مع صحيفة "ذي تايمز" البريطانية من اتهامات النظام الإيراني للمعارضة بالتحريض على الفتنة، وقال إن النظام هو الذي اختطف الثورة. وقال: "في إيران اليوم تضرر الحكم الجمهوري و"الإسلامي" [الشيعي] ضررًا شديدًا وتقوض الكثير من مبادئ الثورة والإمام (الخميني)". وأضاف "لو كان الإمام حيًا اليوم لما حدث مثل هذا بالتأكيد، وأنا كأحد تلامذة الإمام وأصدقائه المقربين أقولها بصراحة: إن أولئك الذين يزعمون أنهم يتصرفون وفق أفكاره لم تربطهم به كثيرًا صلة شخصية وعاطفية وفكرية" وفق قوله. غير أن كروبي حذر الغرب من محاولة مساعدة المعارضة في معركتها مع النظام، وقال إن هذه المحاولات "ستفسح المجال أمام القمع والاتهام بالاعتماد على الأجانب، والتحديات في هذا البلد ينبغي أن تحل بواسطة الشعب نفسه". وردًا على سؤال عما إذا كان بإمكان أحمدي نجاد إتمام فترته الثانية كاملة، قال كروبي "إن البرلمان الذي يهيمن عليه المحافظون كان سيتهم الرئيس بالتقصير لولا أنه كان مسيطرًا على قوات الأمن". وأضاف أن أحمدي نجاد "أهان المعتقدات الثقافية والدينية وجعل علاقاتنا بالعالم في أحط مستوياتها، وأضر بالاقتصاد وأغلق صحفًا هامة دون قواعد الإجراءات القانونية، وتزعم تعميق الفساد والتجاوز العسكري غير القانوني للشؤون الاقتصادية". وختم كروبي بأنه "في ظل هذه الظروف لا يمكن للحكومة أن تمثل الشعب وتظل لفترة طويلة". هل تخشى السمكة الماء؟: وأشارت "ذي تايمز" إلى أن كروبي تصدى لمعظم محاولات النظام لإسكاته وترهيبه عندما أغار على مكاتبه وأغلق صحيفته واعتقل مساعديه. وأضافت أنه "عندما سئل عن خشيته على سلامته أجاب كروبي: "لا، وهل تخشى السمكة الماء؟"وقال كروبي إنه كان يقوم بواجبه الوطني والقانوني والديني، مضيفًا "من أجل ذلك أنا مستعد لتحمل كل العواقب". ووبخ كروبي النظام الإيراني، مشددًا على ضرورة السماح لكلا المعسكرين (النظام والمعارضة) بإنزال مؤيديه إلى الشوارع لرؤية من الذين يؤيدهم الشعب بحق، وتساءل "أين مؤيدوهم ال 25 مليون؟ لا يمكن أن نراهم". جدير بالذكر أن المعارضة ستنظم المزيد من التظاهرات هذا الأسبوع بمناسبة شهر محرم.