العضو البرلماني يتم انتخابه ليمثل إرادة الناخبين، وهو ملزم بالتحدث باسمهم ومعبر عنهم في قبة البرلمان، ولا يحق له تمثيل نفسه أو حزبه وجماعته، فأصوات الناخبين التي فاز بها هي أمانة في عنقه وعهد يمين أقسم عليه. وكناخبين جنوبيين ليس بيننا اليوم من يخشى الإفصاح عن انتمائه للجنوب ورغبته باستعادة الدولة الجنوبية، ففي داخل كل جنوبي مهما كان وضعه السياسي وانتمائه الحزبي نوازع لا يستطيع إخفاءها، فبمجرد أن تستفز المشاعر والأحاسيس لديه فتنطلق لسانه تلقائيا تدافع عن الجنوب كوطن ينتمي إليه وجميع المراقبين والمتابعين الشماليين والعرب والدوليين يدركون هذه الحقيقة ولا تنطلي عليهم التحركات التمثيلية للسياسيين الجنوبيين المتمسكين بوهم الوحدة والمدافعين عنها بالظاهر.
ماذا ينتظر البرلمانيون الجنوبيون من مجلس النواب اليمني المتشظي بين صنعاء والرياض؟!.. ماذا ينتظر أولئك ليحترموا إرادة الناخبين ويلتحقوا بالركب الجنوبي بين أهلهم وذويهم؟! ألا يتذكر النواب الجنوبيون أن من منحهم الأصوات للفوز في البرلمان قبل سنوات طويلة لا يعترفون اليوم بالبرلمان اليمني المنزوع الثقة جنوبيا، وبالتالي لا يحق لهم حضور الجلسات ممثلين عن دوائر الجنوب في البرلمان، فكل عضو برلماني جنوبي عليه أن يراجع إرادة الناخبين ويعود للحصول على إذن منهم وتفويض إما بالاستمرار في تمثيلهم في البرلمان أو الانسحاب منه، وعلى عضو البرلمان أن يتحلى بالشجاعة ويحترم إرادة الناخبين ويستجيب لها، فلا شرعية له في مجلس النواب اليمني تبعا لذلك.
من جانبي أنا شخصياً أطالب عضو البرلمان اليمني عن الدائرة 20 في كريتر باحترام إرادتي كأحد أبناء الدائرة وكناخبين لم يسمح له أحد بالحضور ممثلا عنا في جلسات مجلس النواب اليمني الذي جزء من أعضائه يمارس الشرعية البرلمانية في صنعاء مع الحوثيين، وأجاز اقتحام مدن الجنوب وتدميرها وقتل أبنائها ولازال يعادي الجنوب ويهدد أمنه واستقراره حتى يومنا هذا. كما أدعو جميع الناخبين الجنوبيين إلى تقديم مذكرات للبرلمانيين الجنوبيين تطالبهم باحترام إرادة الجنوبيين بعدم الحضور لجلسات البرلمان وممارسة العمل البرلماني كممثلين للدوائر الجنوبية في البرلمان اليمني، فعضو البرلمان يمثل الناخبين ولا يمثل نفسه وحزبه، والناخبون الجنوبيون اليوم لا يقبلون من يمثلهم فيما يسمى “البرلمان اليمني”، وعلى البرلمانيين الجنوبيين الاعتراف بهذه الإرادة واحترامها وعدم تجاوزها.
