توجه المستشرق الإسرائيلي اليميني المعروف الدكتور جاي بيخور إلى رئيس حكومته بنيامين نتنياهو ووزرائه، داعيا إلى التخلي عن مسار التفاوض مع السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس واستبدال حركة "حماس" بهما، قائلا إن هذه هي مصلحة إسرائيل. وأضاف بيخور في مقال نشره في نهاية الأسبوع ونقلته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية"، أن الأميركيين والكثير من الفلسطينيين والإسرائيليين يعتبرون أبو مازن حبل نجاة لإسرائيل من خطر سيطرة "حماس" على الضفة الغربية، ولذلك تراهم يتمسكون بالمفاوضات معه، وهذا خطأ فاحش من الناحية الاستراتيجية. وهكذا يفسر أقواله: "ما السيء في الوضع الجديد الناشئ في قطاع غزة، حيث لا توجد لإسرائيل أي علاقة معه؟ إذا أطلقوا النار علينا من هناك، نرد نحن بإطلاق النار. لا يطلقون النار، نحن أيضا لا نطلق. في المحصلة النهائية، دولة حماس توفر لإسرائيل الاستقرار: فهناك يوجد صاحب بيت يمكنك أن تتوجه إليه بطلباتك. مثل حزب الله في لبنان. هذا الاستقرار يتحقق لنا بثمن أقل بكثير من الثمن الذي كنا سندفعه لأبو مازن من أجل توفير الاستقرار لنا، حيث إنه - أي أبو مازن - يريد إغراقنا باللاجئين، ويريد أن يستعيد لنفسه القدس وسائر مناطق الضفة الغربية. والسلطة الفلسطينية تحظى بالاحترام في العالم، مع أنها تحرض على إسرائيل وتندد بها في العالم في كل مناسبة تسنح لها. أما حماس فإنها تضر بإسرائيل أقل بكثير. فهي تعتبر حركة إرهابية وتنتمي إلى محور الشريرين" ويتابع بيخور في مقاله: "إسرائيل لن تستطيع التعايش أبدا مع طلبات السلطة الفلسطينية. مثلا، هي تطالب باستعادة البلدة القديمة من القدس كلها، ووضعها تحت السيادة الفلسطينية. لكن التعاطي مع حماس من خلال أن ندير لها ظهرنا وتدير لنا ظهرها، أفضل بكثير. فلا اتفاق معها ولا شراكة مسخرة. فسلطة حماس لا أحد يعترف بها. ولا تطرح فكرة الدولة الفلسطينية. كل ما تريده هو إمارتان إسلاميتان، واحدة في غزة وأخرى في الضفة. الأولى تحت قبضة مصر والثانية تحت قبضة الأردن، وهكذا تتخلص إسرائيل من العبء الفلسطيني، الذي يثقل كاهلها منذ سنين طويلة. يجب أن نتوجه الآن إلى أبو مازن ونقول له: هذه هي آخر فرصة لك ولسلطتك. إذا لم نتوصل إلى اتفاق سريع، تستجيب فيه للمطالب الإسرائيلية، ستقوم إسرائيل بإخلاء الضفة الغربية بشكل أحادي الجانب وتضم الأراضي التي تقوم عليها المستوطنات والقدس الشرقية وتتركك أنت وسلطتك تحت رحمة حماس والأردن. وبما أن أبو مازن يحكم اليوم فقط بقوة وجود الجيش الإسرائيلي في المنطقة، فإن خطوة كهذه تعني تصفية السلطة بأيدي حماس، خلال بضعة أسابيع أو أشهر". ويكتب بيخور أيضا: "إسرائيل، في هذه الحالة تحتفظ لنفسها بغالبية أراضي غور الأردن، ولكنها تحافظ على ممر حر بين إمارة حماس والأردن. أي أن الجنود الإسرائيليين يكفون عن الوجود على معبر جسر اللنبي، كما هي الحال اليوم. وهذا يتيح للإمارة الإسلامية مخرجا إلى العالم عبر الأردن، الذي سيكون مضطرا لحمل العبء، كما يحصل لمصر إزاء قطاع غزة. إسرائيل تغلق (حدودها مع الضفة الغربية) وسيكون الأردن مجبرا على مساعدة أشقائه الفلسطينيين. هكذا، يقع الأردن ضحية لخطابه المؤيد للفلسطينيين، كما وقعت مصر". ويقول المستشرق بيخور: "إذا فهم أبو مازن هذا الأمر في الوقت المناسب، فإن سلطته ستبقى. وإذا لم يفهم، وظل يواصل ألاعيب التهرب التي يمارسها، فستختفي سلطته إلى الأبد وسيختفي معها ما تبقى من التيار الوطني الفلسطيني، المهزوم في مواجهة الإسلام السياسي. ومن ناحية إسرائيل، فلا يوجد شيء سيئ في هذا. بالعكس، فإنه وضع جيد لنا. صحيح أن حماس ستحاول أن تطلق النار على إسرائيل، ولكنها ستفهم أن الأمر غير مجد لها، مثلما فهمت بعد عملية الرصاص المصكوك (الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة)". ويختتم بيخور مقالته بقوله: "لقد حان الوقت لأن تأخذ إسرائيل زمام المبادرة وتنفض عن كاهلها الفلسطينيين الذين ركبوها ما يكفي من السنين، وأن تنهي ارتباطنا التاريخي بهم وارتباطهم التاريخي بنا. فإن حصل هذا، فإنه سيكون واضحا للعالم تماما من هو السيئ (حماس) ومن هو الجيد (إسرائيل)، وليس كما هي الحال اليوم، حيث تتظاهر السلطة الفلسطينية بأنها شريك للسلام. وسيخف عندها الضغط الدولي على إسرائيل، بل ربما يختفي تماما، حيث إن أحدا لن يكون معنيا بمنح الإرهاب دولة وينتقل العبء الأمني إلى المملكة الأردنية. فما السيئ في هذا"؟ وعلى الصعيد الفلسطيني أظهر استطلاع للرأي، امس، أن 56.7% من أفراد العينة أيدوا مشاركة السلطة الوطنية في المحادثات المباشرة مع الحكومة الإسرائيلية، بينما 38.4% عارضوا ذلك. وتوقع 23.1% من أفراد العينة للاستطلاع الذي أجراه مركز استطلاعات الرأي والدراسات المسحية في جامعة النجاح الوطنية خلال الفترة الواقعة ما بين 17-19 أيلول 2010م، نجاح المحادثات المباشرة بين السلطة الوطنية والحكومة الإسرائيلية، بينما 67.9% توقعوا فشل هذه المحادثات. وتناول الاستطلاع آراء الشارع الفلسطيني في المستجدات السياسية الراهنة على الساحة الفلسطينية، وخاصة المفاوضات المباشرة التي تجري حاليا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية أميركية، والنتائج المترتبة على نجاح أو فشل هذه المفاوضات، بالإضافة إلى التأييد السياسي. وحمل 10.5% من المستطلعين السلطة الوطنية المسؤولية فيما إذا فشلت المفاوضات المباشرة فيما حمل 63.3% الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن الفشل، فيما حمل 20.9% الولاياتالمتحدة المسئولية.واعتقد 26.7% بأن الولاياتالمتحدة ستنجح في الضغط على إسرائيل لتمديد وقف البناء في المستوطنات والقدس الشرقية، بينما 68.7% اعتقدوا عكس ذلك، بينما اعتقد 33.4% بأن الولاياتالمتحدة ستقوم بالضغط على إسرائيل من أجل إنجاح المحادثات المباشرة، بينما 60.5% اعتقدوا عكس ذلك. وبلغ حجم عينة الاستطلاع 1361 شخصاً ممن بلغت أعمارهم 18 سنة فأكثر، وهم الذين لهم حق الاقتراع، وقد تم توزيع هذه الاستمارة في الضفة الغربية على 861 شخصا وفي قطاع غزة على 500 شخص، وتم سحب مفردات العينة بصورة عشوائية، وقد بلغ هامش الخطأ للعينة نحو ±3%، ومن جهة أخرى، فقد بلغت نسبة رفض الإجابة 1.3%.وأيد 81% من أفراد العينة قرار السلطة الوطنية بأنها لن تتفاوض مع حكومة إسرائيل في ظل استمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية، بينما 15% أيدوا ذلك. وأظهرت النتائج أن 52.5% وافقوا على قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967 كاملة كحل نهائي للقضية الفلسطينية، بينما 43.6% عارضوا ذلك، ووافق 32.9% على قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967 مع مبادلة بعض الأراضي كحل نهائي للقضية الفلسطينية، بينما 62.9% عارضوا ذلك، بينما رأى 66.4% بأن يكون الحل النهائي للقضية الفلسطينية على شكل حل دائم، بينما 28.4% رأوا بأن يكون على مراحل. وأيد 19.4% من أفراد العينة بأن تكون القدس عاصمة لدولتين فلسطين وإسرائيل، بينما 78% عارضوا ذلك.وفي حال فشل المحادثات المباشرة ما بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية فقد توقع:31.4% حل السلطة الفلسطينية، و50.3% اندلاع انتفاضة ثالثة، و52.4% الرجوع لحالة الفلتان الأمني، و84.5% زيادة وتيرة الاستيطان، و84.3% زيادة وتيرة الصراع مع والمستوطنين.واعتقد 32.3% من أفراد العينة بأن قوى المعارضة جادة في معارضتها للمفاوضات المباشرة، بينما 29.6% اعتقدوا بأنها مجرد مزايدات على السلطة الوطنية، و27.9% اعتقدوا بأنها نوع من أنواع الضغط على السلطة الوطنية، فيما اعتقد 47.5% أنه في المستقبل القريب يمكن التوصل إلى اتفاق مصالحة وطنية بين حركة فتح وحركة حماس، بينما اعتقد 38.6% بأن التوقيع على المصالحة الوطنية سيؤدي إلى تسريع عملية السلام، بينما 15.9% اعتقدوا بأنه سيؤدي إلى وقف عملية السلام وعرقلتها. فيما بين 31.8% بأن غزة ستبقى منفصلة عن الضفة الغربية إلى الأبد.وفي حالة إجراء انتخابات تشريعية الآن توقع 47.4% فوز حركة فتح في هذه الانتخابات، بينما 15.9% توقع فوز حركة حماس.وأظهرت النتائج أن 82.7% من أفراد العينة أفادوا بأنهم سيشاركون في الانتخابات البلدية والمحلية المقبلة، ومن بين الأشخاص الذين أفادوا بأنهم سيشاركون في الانتخابات البلدية والمحلية المقبلة 36.2% سيعطون أصواتهم لقائمة حركة فتح، في حين أفاد 14% أنهم سيعطون أصواتهم لقائمة حركة حماس، بينما 10.4% أفادوا بأنهم سيعطوا صوتهم لقائمة من العائلة أو الحمولة.