زميلنا عبد المجيد التركي عتب على الشيخ عبد المجيد الزنداني لأنه يتأخر عن تنفيذ سحره الناجع في القضاء على الفقر، بعد أن شارك في إفقار الناس، بطرق شتى من بينها التبرعات التي انتزعها منهم باسم الشيشان والبوسنة والهرسك وأفغانستان وحماس. هذا الشيخ الزنداني -يا زميلنا- أظهر مؤخرا أنه سيقضي على الفقر بملزمة مكتوب فيها أرقام وتخاريف عن الاقتصاد، وهذا على الورق أما في الواقع، فهو يكسب من الفقراء والأغنياء بالطرق التي نعرفها جميعا، وهو مسهم كبير في إفقار كثير من الناس، بل إنه وحزبه يمارسون شتى أشكال الفساد.. قبل نحو 18 سنة أسس الزنداني شركة مساهمة اسمها الشركة اليمنية للأسماك والأحياء البحرية، وترأس مجلس إدارتها.. وجمع رأسمال قدره مليارا ريال تقريبا، وهذا المبلغ عبارة عن أسهم 130 ألف مواطن من الجنسين، أغرتهم الدعاية المضللة بأن الاستثمار في مجال الأسماك والأحياء البحرية استثمار مربح ودائم كون الثروة السمكية لا تنضب، فسارع الرجال والنساء إلى بيع عقارات وحلي واستلفوا لكي يصبحوا مساهمين في هذه الشركة. ومنذ ذلك الوقت لم يحصل المساهمون على أرباح، ولم يتمكنوا من استرداد أموالهم، عشرات الآلاف منهم نفذوا خلال السنوات الماضية اعتصاما بعد اعتصام لاسترداد حقوقهم، فلا عادت لهم رؤوس أموالهم ولا أرباحهم. أصبح عشرات آلاف الرجال والنساء صفر اليدين، بينما كانوا يمنون بجنة شركة الزنداني، أما الشيخ فيتقلب في النعم، ويثري من مزارع الفواكه والخضروات والحبوب والأعلاف في الجر بالحديدة والحزم بالجوف وغيرهما، ومن جامعة الإيمان التي أسست بتبرعات الناس الذين تعرضوا للخداع باسم الدين. هذا هو داعية القضاء على الفقر، يا زميلنا.. إنه يقضي على الفقر بهذه الطريقة، يكسب والمساكين يخسرون.. والنصب والاحتيال في مثال شركة الأسماك والأحياء البحرية، له نظائر إصلاحية كثيرة، وأشهرها شركة المنقذ.. شركة مساهمة أيضا أسسها إصلاحيون عام 1995 تقريبا، للاستثمار في مجالات تجارية وعقارية ومقاولات، وجمعوا رأسمالها بالطريقة نفسها التي اتبعها الزنداني للقضاء على الفقر، وفي النهاية تبين للمساهمين أن أموالهم ضاعت، إذ زعموا أنهم اشتروا بأموال شركة المنقذ عقارات في مدينة عدن، وأن الحكومة صادرت تلك الأراضي لأنها في حرم المنطقة الحرة، وقاموا يطالبون بنحو 70 مليار ريال لكي يعوضوا المساهمين المساكين، فصرفت الحكومة لهم مليارا و800 ألف ريال لتعويض المساهمين، لكن المبلغ كان من نصيب مجموعة قياديين في الإصلاح.