أحرزت قوات الجيش واللجان الشعبية، أمس الثلاثاء، تقدماً كبيراً في جبهات القتال بمحافظتي تعزولحج، فيما تواصلت انكسارات الغزاة ومرتزقتهم لليوم ال(102) رغم الفارق الكبير في التسليح والإسناد الجوي من قبل طيران العدوان السعودي. ففي المحور الشرقي "كرش- الشريجة" مديرية القبيطة بمحافظة لحج، أفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري أن الجيش واللجان الشعبية تمكنوا خلال معارك امتدت طوال يوم أمس الأول "الاثنين" وحتى صبيحة، أمس الثلاثاء، من تأمين كافة التباب الجبلية المطلة على منطقة "الجريبات" جنوب غرب مدينة كرش، تلى ذلك عملية اقتحام نوعية لهذه المنطقة الهامة وتطهيرها من مرتزق العدوان الذين اندحروا إلى الأطراف الشرقية والجنوبية للقبيطة، بعد أن خسروا عددا كبيرا من القتلى والجرحى، بينهم القائد الميداني للمرتزقة في جبهة كرش ويدعى عبدالكريم محسن حسين الغزالي القطيبي. وتزامنت تلك الانتصارات لبواسل الجيش واللجان الشعبية في جبهة "كرش-الشيجة" مع انتصار مماثل لوحدات أخرى من الجيش واللجان في جبهة "طور الباحة-حيفان" بذات المحور "الشرقي"، حيث أكد ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري تقدم الجيش واللجان في ما تبقى من المواقع التي لازالت تحت سيطرة مرتزقة وعملاء العدوان السعودي بعزلتي الأعبوس والأعروق في مديرية حيفان. وأشار المصدر إلى أن وحدات متخصصة من الجيش واللجان اقتحمت منطقة "ظبي أعبوس"، معقل المرتزقة، ودارت معارك عنيفة طوال ساعات الليل وحتى صباح أمس، تكللت بتطهير معظم المواقع الهامة التي كان المرتزقة يتمركزون فيها أدت إلى مصرع عدد من المرتزقة فيما انسحب من تبقى منهم باتجاه طور الباحة والقبيطة بمحافظة لحج. من جهتهم أفاد "اليمن اليوم" سكان محليون أن مواجهات عنيفة اندلعت في تمام الحادية عشرة مساء أمس الأول "الاثنين" بين الجيش واللجان وبين مرتزقة العدوان الذين حاولوا التقدم من منطقة "ظبي" باتجاه مركز المديرية ومواقع السويداء وعكابة في عزلة الأعروق، مشيرين إلى أن المعارك استخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة "المدفعية" والرشاشات "المعدلات" بكثافة وخصوصاً من قبل مرتزقة العدوان المعززين بمدرعات وآليات حديثة. وأوضح الأهالي أن الجيش واللجان تمكنوا من التقدم إلى منطقة "ظبي" فيما لاذ المرتزقة بالفرار صوب منطقة "المحربي" وهي المنطقة الحاضنة للمرتزقة منذ الوهلة الأولى. وبهذا التقدم للجيش واللجان يعتبر الخط الرئيسي الرابط بين "مركز مديرية حيفان" وحتى منطقة "الخزجة" شبه مؤمن بالكامل بعد أن كان مقطوعاً من قبل مرتزقة العدوان الذين يستهدفون أي تحركات في هذا الخط بالإضافة إلى تأمين الخط الرابط بين "مركز المديرية" ومنطقة "بني علي" التي سيطر عليها الجيش واللجان الأحد الماضي. وفي جبهة الأعروق أوضحت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" أن مرتزقة العدوان حاولوا أمس "للمرة الثانية خلال يومين فقط" التقدم إلى قرية "عكابة" والتمركز فيها، غير أن أهالي القرية منعوهم من دخول منطقتهم تجنيباً لها من الخراب والدمار الذي قد يلحق بالمنطقة جراء دخول المرتزقة إليها كما حدث في مناطق أخرى بذات المديرية. وأشارت المصادر إلى أن الجيش واللجان قاموا بعد ذلك بتأمين جبل "مسيعيد" وتطهيره من المرتزقة بشكل كامل، مفيدة بأن المرتزقة قبيل فرارهم قاموا بإطلاق النيران من الأسلحة الرشاشة بشكل عشوائي على منازل المواطنين ما تسبب في إتلاف عشرات خزانات المياه الخاصة بالمواطنين في مناطق "خيداش" و"المعصرة" و"دار الصنجة" وجوار مدرسة المحبوب. يذكر أن مديرية حيفان كانت تعتبر إحدى المديريات الآمنة في محافظة تعز ونزح لها قرابة 1300 أسرة من مختلف المديريات والمحافظات، حتى قام العدوان وعملاؤهم بفتح جبهات قتال بغرض الوصول إلى منطقة الراهدة عبر طور الباحة حيفان للالتفاف على الجيش واللجان في الشريجة ومحيطها. وكان الجيش واللجان قد تمكنوا الأحد الماضي من دحر مرتزقة العدوان السعودي من مناطق استراتيجية هامة في الأعبوس، أبرزها جبل كلبين وجبل الريامي ومنطقة بني علي وجبل الجاح ومدرستي الفلاح والحرية، إثر معارك عنيفة تكبد فيها المرتزقة عشرات القتلى والجرحى، ولاذ من تبقى منهم بالفرار إلى منطقة "معشر" جنوب الأعبوس. المحوران الجنوبي والغربي المحور الجنوبي "مديرية الوازعية" شهد هو الآخر مواجهات ليلية بين الجيش واللجان وبين مرتزقة وعملاء العدوان بالإضافة إلى استهداف تجمع لآليات ومرتزقة العدوان ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى بين صفوفهم. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر محلي مسؤول إن اشتباكات عنيفة اندلعت في جبهة "النوبة" وجبلي "الرواجل" و"المصير" التابعين لمنطقة "حنة" بمديرية الوازعية، حيث نفذ الجيش واللجان هجمات خاطفة على مواقع مرتزقة العدوان في تلك المناطق وكبدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وفي سياق آخر استهدفت القوة الصاروخية للجيش واللجان تجمعات لآليات ومرتزقة العدوان في "حنة" و"جبل المُشرف" وشمال "مفرق الأحيوق" ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من الآليات وشوهدت سيارات الإسعاف وهي تهرع إلى تلك المواقع. يأتي هذا فيما لا يزال الهدوء هو المسيطر على المحور الغربي "الصبيحة-ذوباب-المخا" منذ الانتكاسة الكبيرة للغزاة ومرتزقتهم على أيدي الجيش واللجان الذين تمكنوا مؤخراً من تأمين معظم مناطق مديرية ذوباب والتقدم جنوباً صوب باب المندب بمسافة 15 كم. الجبهات الداخلية وزاد، أمس، اشتعال المعارك بين الجيش واللجان الشعبية وبين مسلحي الإصلاح والقاعدة والسلفيين وفصائل أخرى موالية للعدوان في جبهات القتال بمديريات المسراخ وجبل حبشي وصبر ومدينة تعز، مع تقدم كبير للجيش واللجان في تلك الجبهات. مصادر محلية وأخرى عسكرية متطابقة في مديرية المسراخ أفادت "اليمن اليوم" أن الجيش واللجان استكملوا، أمس، تأمين منطقة "المخعف" التابعة لعزلة الأقروض بشكل كامل، بالتزامن مع تقدم وحدات أخرى من الجيش واللجان في مواقع وتباب جبلية يتمركز فيها مسلحي الإصلاح والقاعدة والسلفيين بالقرب من جبل "ضحيح" ومنطقة "بلعان" و"رأس النقيل" و"الذنيب" وتباب مطلة على مناطق "حيده" و"هوب عمر" و"هوب سروه". وطبقاً للمصادر فقد تكبد العملاء عدد كبير من القتلى والجرحى خلال مواجهات أمس الثلاثاء ومن بين القتلى قيادي ميداني لإحدى فصائل المرتزقة بجبهة "بلعان" يدعى عرفات عبدالغني حزام العامري. وكان مصدر عسكري أكد ل"اليمن اليوم" أمس الأول، تمكن الجيش واللجان من تأمين معظم مناطق "المخعف" تمهيداً لاستكمال تطهيرها من المرتزقة كاملة وهو ما حدث يوم أمس "الثلاثاء". وفي جبهتي "الضباب" و"جبل حبشي" نفذت وحدات متخصصة من الجيش واللجان عمليات نوعية في مواقع عملاء العدوان تكللت بدخولهم منطقة "الكربة" بوادي الضباب وتأمينها من المرتزقة والعملاء بالتزامن مع هجوم واسع للجيش واللجان على مواقع العملاء في جبل شرف العنين بمديرية جبل حبشي، معقل العميد في الفرقة المنحلة يوسف الشراجي، أحد القيادات العسكرية الموالية للعدوان السعودية. وذكر مصدر عسكري أن الجيش واللجان تمكنوا من تطهير عدة (قلل) (تباب صغيرة) للعملاء في جبل حبشي، موقعين فيهم قتلى وجرحى وخسائر كبيرة في العتاد العسكري. الغارات الجوية المعارك الميدانية ليوم أمس الثلاثاء في جبهات القتال بتعزولحج لم تخلُ من حضور قوي لطيران العدوان السعودي المساند للمرتزقة، حيث نفذ الطيران المعادي 3 غارات على منطقة "كرش" بمحافظة لحج وغارتين على منطقة "الذنيب" في المسراخ وغارة على منطقة "الشقب" التابعة لمديرية صبر الموادم والمحاذية للمسراخ، بالإضافة إلى سلسلة غارات استهدفت "مفرق المخا" ومنطقة "يختل" شمال مدينة المخا، وتباب جبلية مطلة على جبل "الشبكة" بذوباب، ومنطقة " الغيل" في الوازعية. القاعدة في صفوف العملاء من جهة أخرى أكد تقرير وثائقي نشره تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ما سبق أن كشفته "اليمن اليوم" في سلسلة تقارير متفرقة فضحت خلالها تواجد عناصر القاعدة وداعش وقتالهم إلى جانب الموالين للعدوان السعودي في تعز. وأورد التقرير الذي أعدته الإعلامية صفاء الأحمد، أدلة بالصوت والصورة تؤكد تحالف العدوان مع التنظيمات الإرهابية في الحرب على اليمن، مشيراً إلى أن معدة التقرير والفريق الإعلامي المرافق لها زاروا الخطوط الأمامية قرب مدينة تعز، حيث توجد قوات من العدوان ومرتزقتهم بينهم سودانيون ومليشيات موالية لهادي وللسعودية ومسلحون تابعون لتنظيم القاعدة يقاتلون الجيش واللجان الشعبية في مناطق متفرق. وقالت الإعلامية صفاء الأحمد إن إحدى المجموعات الموالية ل"التحالف" حذرتها من تصويرهم في المعركة، مضيفة: "قيل لها إنهم أعضاء في جماعة "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وأنهم غاضبون من وجود امرأة." وأوضحت الأحمد، أن القاعدة في جزيرة العرب -الذي استغل الفوضى واستولى على أجزاء من جنوباليمن، بما في ذلك ميناء المكلا- قد أرسل مقاتلين إلى تعز لزيادة نفوذه ونشر رسالته. وأورد التقرير تسجيلاً لأحد المسلحين الموالين للعدوان، أكد فيه تواجد القاعدة والتنظيمات المتشددة في تعز وقال "نحن وهذه التنظيمات نقاتل في جبهة واحدة". وذكرت شبكة "بي بي سي" في تقريرها، أن الدول المشاركة في الحرب على اليمن التي تعتبر تنظيم القاعدة منظمة إرهابية، تتعاون مع المتطرفين السنة المعارضين، أيضاً، للحوثيين. وكان تنظيم "أنصار الشريعة" قد نشر عدة تسجيلات مصورة تُظهر عناصره وهم يقاتلون إلى جانب الموالين للعدوان السعودي في تعز.
