تعرضت معسكرات في عدن، أمس الأول، للسلب والنهب، بعد مرور ساعات على مهلة إماراتية باقتحامها. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن معسكر النقل في دار سعد ومعسكر صلاح الدين في البريقة التابعين لمليشيات مسنودة سعودياً لم تسلم منهما حتى الأراضي التي تقاسمتها المليشيات ك"قطع أرض". وأفادت المصادر بأن آليات عسكرية بينها دبابات شوهدت عقب نهبها تجوب شوارع المنصورة - المقر الرئيس لإدارة تنظيم داعش- ، كما شوهدت شاحنات تقوم بنقل أسلحة متوسطة وخفيفة إلى منازل ومخازن في مديريات عدة. ودعت قيادات عسكرية في عدن على رأسها العميد "أبو زيد الأحمدي" والعقيد "عبدالله مطري الكلدي" في بيان لهما إلى التدخل العاجل لإنقاذ تلك المعسكرات من ما وصفوه ب"النهب والسلب"، واعتبر البيان ما يدور بمثابة "نهب منظم لممتلكات الدولة". ونهب تلك المعسكرات تزامن مع اقتراب مهلة إماراتية ل24 ساعة لتفكيك وإخلاء تلك المعسكرات التي كانت تخضع لمليشيات موالية للسعودية. وأكدت مصادر عسكرية فرار بعض قيادة تلك الفصائل إلى السعودية أبرزها "أمجد خالد – قائد معسكر النقل في دارسعد، مشيرة إلى قيام طائرة عسكرية سعودية برفقة وحدة خاصة بإجلاء خالد بينما اختفت بقية القيادات المتهمة إماراتياً بمهاجمة المطار خلال اليومين الماضيين. وكان معسكر النقل تعرض الأربعاء للاستهداف من قبل الطيران الإماراتي، مع استمرار مرتزقة "الحزم الأمني" المدعومة إماراتيا بمحاصرته، على خلفية مشاركته في محاولة اقتحام المطار. إعادة تمكين مرتزقتها إلى ذلك عزز الحاكم الإماراتي في عدن،أمس، المليشيات الموالية لبلاده بقيادة صالح العميري والمكلف ب"حماية مطار عدن الدولي". وقالت ذات المصادر إن الإماراتيين سلموا العميري 15 مدرعة حديثة و10 أطقم. يأتي ذلك بالتزامن مع أنباء عن مقترح قدمه الفار هادي يقضي بتسليم المطار لوحدة سعودية خاصة. يشار إلى أن مليشيات الفار المعروفة ب"الحماية الرئاسية" كانت هاجمت منتصف الأسبوع مطار عدن في محاولة لتغيير العميري - المكلف إماراتياً بقيادة حماية المطار، واندلعت مواجهات عنيفة شارك فيها الطيران الحربي الإماراتي. معاقبة مرتزقتها وقدم أحد قادة مرتزقة الإمارات، أحمد سعيد الردفاني، أمس، استقالته من منصبه كقائد لمليشيات "الحزم الأمني" في المنصورة، بعد إقالة الإمارات للقائد الميداني لمليشياتها في المدينة "نبيل المشوسي" لرفضه القتال في عدن. وقال الردفاني في نص استقالته إنه تعرض لضغوط كبيرة بهدف الانتقال للقتال في مديرية الوازعية في تعز "بدون أية أسلحة أو تغطية أو ذخيرة ولا مصاريف". فيما نفت ما تسمى قوات الإسناد في (الحزام الأمني) أن يكون نبيل المشوسي قد أقيل من منصبه، مشيرة في بلاغ صحفي إلى أن ما حدث "إعادة ترتيب لقيادات الألوية". تخوين متبادل في خطبة الجمعة إلى ذلك، قالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن خطبة الجمعة في مساجد عدن خصصت،أمس، للتحريض والكراهية والتخوين بين أتباع السعودية والإمارات. وكشف تعميم لوزارة الأوقاف في حكومة الفار، أمس، عن انتشار ما وصفته ب"شر مستطير"، مشيرة إلى أن الخطب الأخيرة خصصت ل"التعصب المذهبي والمناطقي وشيخ على آخر إضافة إلى تفضيل جهة على أخرى". وحذر التعميم من فتنة في المدينة. وفي السياق دفع ثناء حكومة الفار على الدور السعودي في دعمها وتجاهل الإمارات في حديثها عن المخا، عيدروس الزبيدي – المعين محافظاً لعدن- إلى اتهامها ب"الجشع والطمع". وقال في كلمته بحلقة نقاش "من أعمى بصيرته الطمع والجشع يتناسى أنه لولا الإمارات لما كانت قيادة الدولة اليوم تحكم في عدن". الفوضى تعم وشهدت مديرية المعلا،أمس، اشتباكات وصفت ب"العنيفة" بين مجاميع مسلحة، مخلفة 3 مصابين. وقالت مصادر أمنية وسكان محليون إن الاشتباكات تأتي على خلفية الانتشار الأخير للفصائل منذ معركة المطار، مشيرة إلى أن كل مجموعة ترفض مرور الأخرى من الحي الخاضع لسيطرتها. كما تواصلت في عدن أزمات الكهرباء والمياه وانعدام للوقود مع ارتفاع جنوني للأسعار وانهيار متواصل للعملة المحلية. وقالت ذات المصادر إن نقاطا تابعة لمليشيات الفار في منطقة العلم تحتجز منذ يومين عددا من قاطرات الوقود مانعة دخولها إلى المدينة، بينما كشفت مصادر في شركة النفط عن إلغاء حكومة الفار مناقصة لشراء الوقود كانت فازت بها شركة مكة للاستيراد النفطي بعد تقديمها سعراً أقل للوقود بنحو 520 دولاراً للطن الواحد، مشيرا إلى إصرار حكومة الفار على إرسائها على رجل الأعمال العيسي المقرب من هادي. وكانت حكومة الفار دعت، أمس، إلى تشكيل لجنة لشراء الوقود.
