يبدو ان الاحداث المعاصرة التي شهدتها المنطقة العربية سيما بعد احداث ماسمي بالربيع العربي والتي ادت الى سقوط انظمة عربية سقوطا تاما و بعضها لازال يترنح بين التماسك والسقوط المدوي قد كشف عن ان هناك صراع بين قوى خارجية كبيرة ويمتلك الاخوة في الخليج العربي الرصيد الاكبر في حجم الدعم المادي واللوجستي وبالتالي شدة التنافس والصراع من اجل النفوذ على المنطقة العربية هذا الصراع ازدادت حدته خاصة بعد التحولات التي شهدتها الساحة المصريةفلقد سعت السياسة القطرية على ايجاد نفوذ قوي لها من خلال دعم مشروع الاسلام السياسي فعملت على دعم الاخوان المسلمين في مصر حتى مكنتهم من الاستحواذ على السلطة ووصولهم الى كرسي الرئاسة الا ان السياسة القطرية وتمدد نفوذها لم يعجب الاشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الاماراتالمتحدة اللتان تخالفانها التوجه تجاه مشروع الإسلام السياسي او مايسمى بالاخونه واللتي تريانه مشروعا خطيرا يهدد الامن والاستقرار في منطقة الخليج العربي بوجه الخصوص والمنطقة العربية بشكل عام
يتبدى المشهد بوضوح حول ملامح هذا الصراع بين تلك الدول باعتبارها قوى اقتصادية عظمى ليس في المنطقة العربية فحسب بل وعلى المستوى الدولي نتيجة ما تمتلك من مقومات اقتصادية ياتي النفط والغاز في مقدمتها هذه الميزات دفعت بدول الخليج العربي الى مد وبسط نفوذها والعمل على الهيمنة والتحكم في سياسة ومصير الدول العربية خاصة تلك التي طالها المد الثوري بعد ماسمي بالربيع العربي
هذا التغير ادى الى سقوط انظمة واحزاب واتجاهات سياسية حكمت على مدى احقاب في المنطقة العربية وبالمقابل ادى الى ظهور انظمة واحزاب وقوى واتجاهات سياسية في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا بل وتاثر بقية الدول العربية برياح التغيير تلك ما ادى الى نشؤ واقع مغاير لما عاشته الدول العربية منذو حقبة التحرر والاستقلال عن المستعمر الاجنبي وحتى ثورات الربيع العربي
ونتيجة لذلك سعت الدول في منطقة الخليج على الاستحواذ السياسي وبسط النفوذ في المنطقة العربية وظهر ذلك جليا بين دولة قطر التي تسعى إلى الاستيلاء على عرش السيادة والنفوذ السياسي ومحاولة سحب البساط من تحت جارتها الكبرى المملكة العربية السعودية التي تملك الرصيد الاكبر في تحديد وتشكيل الاطر والرؤئ العامة للسياسة الخليجية ومدى دعمها وتاثيرها بمستقبل ومصير المنطقة والهيمنة على والاستحواذ على تكييف وصناعة مستقبل ومصير الانظمة في المنطقة العربية
ولكون مصر هي الدولة الاكثر والاكبر تاثيرا على الواقع العربي وما تعصف به من متغيرات والدولة التي ينظر اليها والى ما ستؤول اليه من مستقبل سعت الدول الخليجية على تقديم الدعم في شتى النواحي الماديةواللوجستية من اجل تشكيل المستقبل للواقع المصري كلا بحسب ما تنشده سياساتها الدى بدوره الى خلق صراع فيما بين الاشقاء الخليجيين وازدياد هوته وتوسعها
هذا الصراع كما نراه اخذ في التوسع والازدياد والذي ظهرت اثاره من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية بين دول المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين مع قطر من خلال سحب سفراءها من الدوحة والذي قد تودي الاحداث في المستقبل الى انهيار ذلك التحالف الذي ظل لعشرات السنوات وسيؤدي الى تفكك وانحلال ما يسمى بمجلس التعاون الخليجي
هذا التفكك ستستفيد منه القوة المنافسة العظمى الجمهورية الايرانية التي تمتلك قدرات عسكرية واقتصادية كبيرة تعطيها دافعا نحو السعي الى بسط نفوذها وسيطرتها على منطقة الخليج العربي بل والمنطقة العربية بشكل عام وما رايناه من عدم توافق بين الاخوة في مجلس التعاون الخليجي خاصة من سلطنة عمان التي اعترضت على المشروع السعودي المقترح حول توحيد العملة النقدية لدول الاتحاد كذلك موقفها اللا عدائي في سياستها تجاه الجارة ايران هذا الموقف لايعجب الدولة الكبرى التي تتحكم في القرار والموقف الاقليمي لسياسة دول الاتحاد المملكة العربية السعودية.