أقدمت استاذة لغة انجليزية في إحدى ثانويات مدينة عدن على تنظيم رحلات ترفيهية وتعريفية وسياحية لطالباتها لتعرفهن على معالم وآثار عدن. وتثقفهن من خلال زيارة الأماكن الأثرية ومعالم المدينة القديمة التي لم يسبق لهن أن زرنها من قبل. وقالت الاستاذة هدى عن الدافع الذي جعلها تنظم لهذه الرحلات أنها وعندما وصلت للدرس الخاص بالسياحة في اليمن وكيفية تعريف العالم الخارجي بسياحة بلدك, تساءلت كيف سيعرّف هذا الجيل بمعالم بلده ومدينته وهو لا يعلم عنها شيء, فمن الأجدر تعريف الجيل بمعالم وتاريخ بلده أولا ومن ثم الخوض في هذا الدرس, وتقول بأن هدف الرحلة الأساسي هو تعريف هذا الجيل الذي لا يعلم شيء عن تاريخ عدن بمعالم عدن التاريخية والثقافية, خصوصا وأن المنهج الدراسي قد هضم حق عدن.
وتم التنظيم لأخذ الطالبات في رحلة مدرسية ولكن هذه المرة ليس إلى البحر أو إلى بستان الكمسري, بل إلى عدنالمدينة التاريخية المليئة بالمعالم والآثار والتي يجهلها معظم سكان عدن كبيرهم وصغيرهم, وبالفعل تم التنظيم للرحلة وساعدها بذلك مختصة الآثار الأخت لارا والمهتم بالشأن العدني مازن شريف.
الرحلات التعريفية استهدفت طالبات من مختلف الفئات التعليمية فقد شاركت طالبات من الصف السابع الابتدائي وحتى الثالث ثانوي جميعهن من ثانوية علي سالم بارباع وعددهن 150 طالبة تم استيعابهن برحلتين الأولى يوم الخميس 10 ابريل والثانية يوم الاثنين 14 ابريل.
وفي الرحلة زارت الطالبات عدة معالم مختلفة وتعرفن على تاريخ هذه المعالم وبعض المعلومات حول بناءها واستخداماتها , ومن المعالم والمواقع الأثرية التي زارتها الطالبات : قلعة صيرة, صهاريج الطويلة, مسجد العيدروس, مسجد جوهر, معبد جين, معبد ماشناف سريناجم, كنيسة سانت ماري جاريسن, كنيسة القديس جوزيف, المتحف العسكري, قصر السلطان العبدلي, مسجد أبان, منارة عدن التاريخية, كما وتعرفن على معالم أخرى وعلى نمط البناء القديم والطراز الجميل الذي تمتاز به مدينة عدن القديمة.
وأضافت الاستاذة هدى بأنها واجهت مشكلة بسبب رغبة عدد كبير من الطالبات وحتى المدرسات حضور الرحلة ولكن للأسف العدد محدود ولم تستطع استيعاب جميع الراغبات بالحضور.
أما عن انطباع الطالبات فقد كان الاندهاش والذهول هو سيد الموقف ومعظمهن أكدوا بأنهن لأول مرة يزرن هذه المعالم التاريخية وشاهدن عدن من زاوية مختلفة, هذه المرة من زاوية علمية وتاريخية وذات عبق أصيل وعمق رصين في جذور التاريخ.
ويضيف مازن شريف مرشد الطالبات في الرحلة بأنه من المهم تعريف الجيل الصاعد بمدينته ومعالمها لخلق وعي بأهمية المعالم التاريخية ووجوب الحفاظ عليها, كما يدعو المدارس والمعلمات لتنظيم المزيد من هكذا رحلات ترفه عن الطالب وبذات الوقت تزيده فائدة ومعرفة, ويقول أنه من الواضح أن الطالبات كن محرومات من أي رحلة اسرية لهذه المعالم وهنا ينوه على دور الأهالي في الاسهام بأخذ ابنائهن للأماكن التاريخية.