إنه لفخر واعتزاز بما قامت به القوات المسلحة ممثلة بقيادة المنطقة العسكرية الرابعة من صد هجوم إرهابي والقضاء على العناصر الإرهابية المهاجمة وهذا يعود إلى القيادة الحكيمة والضباط والصف ضباط والجنود الذين أبلوا بلاً حسناً وقاتلوا ولكن هل نكتفي بذلك؟ نقول لا يجب علينا أن نقف موقف المتفرج ويجب على كل يمني شريف يحب بلده أن يدلي بدلوه لمعالجة هذه الآفة التي أصابت اليمن والدور الرئيسي على قيادة القوات المسلحة والأمن يكمن في تحليل هذه الهجمات الإرهابية وعقد المؤتمرات والندوات لمعالجة الاختلالات الأمنية والإرهابية وتقديم دراسة متكاملة للحد والقضاء على الهجمات الإرهابية وتنزيل المعالجات ضمن خطط التدريب القتالي والعملياتي والمعنوي السنوية التي يتم تنزيلها من قبل جهات الاختصاص لتدريب التشكيلات والوحدات والوحدات الفرعية في القوات المسلحة والأمن وإعداد المشاريع التكتيكية والتمارين المنفردة على كيفية صد الهجمات الإرهابية والقيام بالهجمات على الجماعات الإرهابية وهذا من منظور عسكري ونعلم أن مكافحة الإرهاب تكمن في حل القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ولكن نتكلم في ما يخصنا ألا وهو الجانب العسكري. يجب على الجهات الأمنية والاستخبارية أن تتحمل مسئوليتها في ما يخصها والعمل بشكل مهني وبروح وطنية عالية وقد لوحظ من ناحية عسكرية بأن الهجمات الإرهابية تقوم على إستراتيجية واحدة وهذا ما توصلت إليه من الوسائل الإعلامية المقروءة والمنظورة التي تنشر خلال كل هجمة قامت بها العناصر الإرهابية على مراكز القيادة والأهداف التي هوجمت فقد أستنتجه الآتي: طبيعية الأعمال القتالية التي قامت بها العناصر الإرهابية تندرج ضمن نوعين من الأعمال القتالية ألا وهي الاغارات والكمائن فعندما تقوم الجماعات الإرهابية بالإغارة على الهدف المراد تدميره تتخذ وضع التشكيل القتالي الآتي تتقسم المجموعة الإرهابية إلى أربع جماعات وهي: جماعة الاستطلاع والرصد. جماعة الاقتحام. جماعة الإسناد الناري جماعة التغطية. أما إذا أرادت أن تقوم بتنفيذ النوع الثاني من الأعمال القتالية وهو الكمائن فإنها تنقسم إلى ثلاث جماعات وتتخذ التشكيل القتالي التالي: جماعة الاستطلاع والرصد. جماعة الإسناد الناري والتدمير. جماعة التغطية. وعلى كل ما تم ذكره آنفاً يجب على القادة أن يتعمقوا في دراسة طبيعة الأعمال القتالية للجماعات الإرهابية وتدريب ضباطهم وأفرادهم وتنفيذ المشاريع التكتيكية والتمارين المنفردة وإدراجها ضمن خطط التدريب في وحداتهم وابتكار طرق ووسائل تتناسب مع طبيعة الأعمال القتالية للجماعات الإرهابية والقيام بعقد المؤتمرات داخل الوحدات لتحليل الأعمال الإرهابية وتقديم أنسب الطرق للحد والوقاية من الهجمات الإرهابية والخروج بالاستنتاجات الصحيحة ورفعها إلى المستوى الأعلى للتعميم على بقية وحدات القوات المسلحة وهذه الأعمال تكسب القوات الكفاءة القتالية العالية ورفع الروح المعنوية عند المقاتلين. وفي الأخير أتمنى أن أكون قد وفقت في إيصال استنتاجاتي إلى جهات الاختصاص لأخذ هذا الكلام بعين الاعتبار وتطبيقه على الواقع العملي للخروج باليمن من مستنقع الإرهاب الذي ابتلينا به وأخذ منا خيرات الرجال الأوفياء هذا والله ولي الهداية والتوفيق. وهناك حكمة لأحد القادة الصينيين قالها قبل خمسمائة عام يقول فيها: "إذا عرفت نفسك ولم تعرف عدوك فأنت مهزوم، وإذا عرفت عدوك ولم تعف نفسك فأنت مهزوم في المعركة ولكن يجب عليك أن تعرف نفسك وتعرف عدوك وتعرف الأرض التي تقاتل عليها فأنت منتصر في كل المعارك".