على مدي الأيام والشهور الماضية كان حديث الناس عن ما اُعلن عن اختتام ما سمي بالحوار الوطني...وكما يعرف الجميع انه قد تم الاعلان عن مخرجات الحوار الوطني في اليمن! واُعلن انه قد انهى المرحلة السابقة والعهد السابق والنظام والدولة المسماة(الجمهورية اليمنية) كما اُعلن وعلى اعلى مستوى في النظام انه تم الاتفاق على تقسيم "الشمال "الى اربعة اقاليم ! كما اعلن عن تقسيم" الجنوب "الى اقليمين... وذلك بمباركة المجتمع الدولي الذي اكد ايضا وقوفه الى جانب القيادة السياسية ممثلة بالرئيس "عبدربه منصور هادي" في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه واعتبار مسمى (الجمهورية اليمنية) ملغي كما اُعلن ان لا احتفال بأي مناسبة لها علاقة بيوم 22مايومن عام1990م نعم لقد كان حديث معظم الناس عن تلك الاقاليم !فكان معظم ابناء الجنوب يقولوا انه لا يمكن للقوى المتنفذة في الشمال ان ترضى بما اُعلن عنه في ختام مؤتمر الحوار الوطني! وهناك ايضا شريحة من المجتمع الجنوبي سوى القريبة من النظام او ممن لازالوا لم يستوعبوا سياسة اخواننا الشماليين تجاه الجنوب ارضا وانسانا! والتي تتمثل في اتباع سياسة الاقصى وحتى محاولة طمس الهوية الجنوبية!
وحتى ان اعلنت معظم الاحزاب والتنظيمات السياسية في الشمال عن أي نوايا حسنة تجاه الجنوب الا انها لا تعتبر ذلك الا سياسية لتضليل الراي العام الجنوبي وخاصة ممن كما قلت لازالت تنطوي عليهم الكثير من الدسائس السياسية !فهم مهما اختلفوا عن مصالح او جاه او حكم الا انهم متوحدون تجاه الجنوب! وحتى الرئيس" هادي "نفسه اعتقد انه يدرك ذلك كما يعلم علم اليقين انه اليوم في مواجهه مع تلك القوى المتنفذة ولاشك ان الحملة العسكرية الجارية ضد ما يسمى (بتنظيم القاعدة) لاشك انها قد كشفت الكثير من المستور للرئيس حتى وان اعلنوا تأييدهم لما تقوم به الحكومة !ولاشك ان الرئيس اليوم في مواجهه معهم يعلم ويعلمون هم من يقف ورى تلك التنظيمات من المتنفذين وبعض القوى الاقليمية والدولية!
وهناك ايضا يواجه الرئيس هادي جبهات اخرى ومنها ما نسمعه اليوم من انهم اليوم لازالوا يعتبروا يوم 22مايو عيد وطني!! ونحن نقول للرئيس ولمن كانوا متفائلون بمخرجات الحوار الوطني...نقول لهم اليوم ستتأكدون انه لا يمكن لتلك القوى ان تعترف بأي حوار او تلتزم لتنفيذ حتى ابسط بنوده! والكل يذكر قبل ايام البيان الصادر عن الشيخ "الشائق" والذي قال فيه ان كل من يتحدث بمخرجات الحوار الوطني او يعمل على تحقيقها فأنه على حد وصفه "خائن للوطن" فهم هكذا سياستهم بمختلف طوائفهم واحزابهم ولاشك انهم ايضا مستعدون لعمل كل ما يستطيعوا من اجل ابقى الجنوب رهن احتلالهم وابقى معظم محافظات الشمال تحت وصايتهم ونهب خيراتها! مستندين على قوتهم ونفوذهم !ولكن السؤال المطروح اليوم للأخ الرئيس "هادي" واركان حكمه من الجنوبيين يقول هم مستندون على تنفيذ ما يريدوا "بقوتهم وبدعم من جهات دولية واقليمية وهبوها واعطوها ما طلبت وهذا ما جعلهم يحظوا بتأييد من تلك القوى لتمارس في نفس الوقت تجاهل قضية شعب الجنوب التي يعرفوا بعدالتها!
ولكن مصالحهم مع تلك القوى فرضت عليهم الشراكة في ظلم شعب يدعون ان الاعراف والمواثيق الدولية تمنحه الحق في المطالبة بتقرير مصيره واستعادة دولته الجنوب وعاصمتها عدن...فغضوا البصر عن كل ما يجري من قتل وتدمير مصدر للجنوب! وتجاهلوا ويتجاهلون المظاهرات السلمية بالملايين وبصورتها الحضارية التي تطالب باستقلال وطن لم يكن في يوم من الايام احد الانظمة التي اسهمت في توطيد الامن والاستقرار الاقليمي والدولي...حتى ان توحدت مع" الجمهورية العربية اليمنية "...لتجد نفسها فريسة يعبث بها العابثون وتتقاسم المصالح فيها دول تنادي بحرية واحترام كل الشعوب! هذا الشق الاول من السؤال للرئيس "هادي" الشق الاخير نقول للرئيس اذا كنت تستمد قوتك من المجتمع الدولي وخاصة فيما يتعلق بمخرجات "الحوار" فكيف سيتم تفسير ما يحصل اليوم من احتفالات او تبادل البرقيات والتهاني بمناسبة يوم 22مايو العيد24 كما اُعلن اليوم!
والذي لاشك انه نسف كل ما تم الاعلان عنه ويؤكد بما لا يدع مجال للشك ان تلك القوى هي من يعتمد او يعرقل أي مشروع سياسي اكدتم انه المخرج الوحيد للخروج بالجنوب والشمال الى بر الامان! اخيرا نتمنى يا فخامة الرئيس ان لا تجد نفسك ايضا في مواجهه غير متكافئة مع تلك القوى الدولية والاقليمية التي ربما تنظر الى ان مصالحها كما قلنا مع تلك القوى المتنفذة التي وهبتها كل شيء! فترى ان من مصلحتها ايضا اعتبار من اُعلن من مخرجات للحوار الوطني ليس الا حبرا على ورق! لتفرض ايضا في النهاية مصالحهم ازاحتك من المشهد السياسي وبالطريقة التي ستكون مناسبة مع ما كل ما يتماشى مع مصالحهم حتى وان كانت جر البلاد جنوبا وشمال الى مستنقع الفوضى التي تضمن بقاء تلك المصالح تحت أي مسمى!!وكما قال عميد المسرح الجنوبي المرحوم الاستاذ عبدالله المسيبلي(الله اعلم انت ادرى بعمرك)