ان توفر الأمن ضرورة من ضرورات الحياة وقد تفوق ضرورة الغداء والكساء .. بل لا يستساغ طعام إذا فقد الامن والامان في حقيقة ومعناه لا يكون الا مع الايمان والسلام في ماهيته قال الله تعالى : " (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) " .. ومن دخل في دائرة الامن والامان قال عليه الصلاة والسلام " من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل " .
أيها المسلمون اننا وفي هذه الأزمنة المتأخرة التي اخبرنا النبي عليه افضل الصلاة والسلام أن فيها يكثر الهرج قالوا وما الهرج ؟ قال : القتل وهذا ما قد رأيناه واقعاً في حياتنا والعياذ بالله فقد سمعنا وقرأنا في كثير من وسائل الاعلام عن انتشار هذه الظاهرة الخطيرة الا وهي " القتل وسفك الدماء " تحت انسياب الدولة فربما قتل الجار جاره لأتفه الاسباب وقتل المسلم أخاه المسلم ولا حول ولا قوة الا بالله .
يا أمه الاسلام لتعلموا ان الله عز وجل أكرم المؤمن إكراماً عظيماً فقد جعل له حرمه عظيمه ومكانه عالية وحرم التعرض له بأي نوع من أنواع الأذى فقال نبي الرحمة " صلى الله عليه وسلم " , " كل مسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " فكما إنه لا يحل ايذاء المسلم في عرضه بالانتهاك وغير ذلك فكذلك لا يحل سفك دمه وإزهاقه بغير إذن شرعي ولا التسبب في ذلك بل ان دم المسلم من أعظم وأجل ما ينبغي أن يصان ويحفظ .
فالدماء احق لنا في الاصل صيانتها فلا نستبيحها إلا بأمر بين لا إشكال فيه وتعظيماً لأمر قتل النفس بغير حق وبياناً لشدة خطره والتحذير منه توعد من أقدم عليه جاءت الآيات الكريمة والاحاديث الصحيحة عن ذلك قال تعالى " ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيماً .