الحَمْدُ للهِ رَبِ العَالَمِين ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على أشرف المرسلين بَعْد : فَهَذِهِ شَهَادَةٌ نَشَهَدُ بِهَا لِلنَّاسِ جَمِيْعَاً ، بِأنَّ مُدِّعِي التَغْييرِ غَيَّرُوْا وَكَيْفَ لا نَشَهَدُ لَهُم بِأَنَّهُم غَيَّرُوْا ؛ ولَكِن يَا تُرَى مَاذَا غَيَّرُوْا؟ - غَيَّرُوا قُوْلَ اللهِ-عَزَّ وَجَلَّ-(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)]النساء:59[ إلى أن عصوا ولي الأمر وخرجوا عليه. - وغَيَّرُوا قُوْلَ الرَسُولِ (ص) "مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئاً فَلْيَصْبِر عَليْهِ , فإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ السُّلْطَانِ شِبْرَاً , فَمَاتَ إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّة")1( إلى أن جزعوا وضجروا ولم يصبروا على ولي أمرهم. - وغَيَّرُوا قُوْلَ اللهِ-عَزَّ وَجَلَّ-(فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)]النساء:59[ إلى أن تنازعوا وردوه إلى الشوارع ، وإلى أفكارهم المخالفة للقرآن والسنة النبوية المطهرة والتي استقوها من الديمقراطية المخالفة لشرع الله . - وغَيَّرُوا قُوْلَ اللهِ-عَزّ وَجَلَّ-(وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)]الروم :32،31[ إلى أن فرقوا المسلمين وجعلوهم شيعاً وأحزاباً . - وغَيَّرُوا قُوْلَ اللهِ-عَزَّ وَجَلَّ-(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)]آل عمران :103[ إلى أن تركوا الاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه (ص) وتفرقوا ، واعتصموا بأفكارهم المخالفة لكتاب الله وسنة نبيه (ص) . - وغَيَّرُوا قُوْلَ اللهِ-عَزَّ وَجَلَّ-(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)]الأحزاب :33[ إلى خروج النساء إلى الشوارع بدلاً من البيوت ، وخروجهن إلى المظاهرات والمسيرات . - وغَيَّرُوا قُوْلَ الرَسُولِ (ص) " لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً ")2( إلى أن ولو أمرهم امرأة في ساحة التغيير. - وغَيَّرُوا قُوْلَ الرَسُولِ (ص) "مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللهِ فِي الأَرضِ أَهَانَهُ اللهُ"(3) إلى أن أهانوا ولي أمرهم بالصور البشعة التي لا يقرها الشَّرع ، وبالدعاء المتعدي عليه. فجعلوا الأمن خوفاً ، والرزق الرغيد جوعاً ، والقوة ضعفاً ، والعزة ذُلاً ، ومن توفر وسائل المعيشة إلى انقطاعها وانعدامها ، ومن تعظيم شعائر الله إلى تعظيم الشوارع ، وأفكارهم المخالفة للكتاب والسنة . - وغَيَّرُوا مَا جَاءَ عَنْ أَنَسِ بن مَالِكِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قال " نَهَانَا كُبَرَاؤُنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ أَنْ لا تَسُبُّوا أُمَرَاءَكُمْ ، ولا تَغُشُّوهُم ، ولا تَعْصُوهُمْ ، واصْبِرُوا ، واتقُوا اللهَ –عَزَّ وَجَلَّ- فَإِنَّ الأّمْرَ قَرِيْب" رواه ابن أبي عاصم إلى أن سبوا أمراءهم ولعنوهم في السر والعلن . - وغَيَّرُوا قُوْلَ اللهِ-عَزَّ وَجَلَّ-(أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا)]النساء:139[ إلى أن طلبوا العزة والنصرة من أمريكا وأوروبا والأمم المتحدة وغيرهم من أعداء الإسلام ، وترددوا على سفاراتهم ، وهتفوا بهم ، واستنجدوا بهم ، كما هو معلوم لديكم ، فصاروا ممن قال الله –سبحانه وتعالى-(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) ]المائدة:52 [. - وغَيَّرُوا قُوْلَ الرَسُولِ (ص) " وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا"(4)إلى أن كذبوا الكذب الصراح الذي ليس فيه مرية عبر القنوات والإذاعات والاجتماعات . - وغَيَّرُوا لغة الحوار التي أقرها الشَّرع في قول الله –عَزَّ وَجَلَّ-(قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ) ]الكهف:37[ إلى لغة الفوضى والدمار التي لم يقرها الشَّرع الإسلامي . - وغَيَّرُوا قُوْلَ اللهِ-عَزَّ وَجَلَّ-(وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا)]الأعراف:56[ إلى أن أفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ، - وغَيَّرُوا قُوْلَ الرَسُولِ (ص) " لَا تَسْأَلْ الْإِمَارَةَ "(7) إلى أن سألوا الإمارة ، فوقعوا في قول الرسول (ص) " إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الْإِمَارَةِ وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ "رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه . - وغَيَّرُوا قُوْلَ الرَسُولِ (ص) " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا "(8) عنه إلى أن حملوا السلاح على إخوانهم المسلمين مثل الجنابي والخناجر والعصي والمسدسات وغير ذلك من أنواع السلاح . - وغَيَّرُوا قُوْلَ اللهِ-عَزَّ وَجَلَّ-(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) ]النساء:93[ إلى أن جعلوا قِتَال المسلمين جهاداً في سبيل الله –عز وجل- ، والمتربص بهم في الشوارع مرابطاً في سبيل الله . - وغَيَّرُوا قُوْلَ اللهِ-عَزَّ وَجَلَّ-(تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)]البقرة :229 [ إلى أن تعدوا حدود الله وتقولوا على الله بالتفوه بالأحكام الغيبية ، التي لا يعلمها إلا الله –سبحانه وتعالى- ومن ذلك الحكم بأن من قُتِل منهم فهو شهيد ، وهذا خلاف ما عليه أدلة الكتاب والسنة ، فقد بوب البخاري –رحمه الله- في صحيحه " بَاب لا يَقُولُ فُلانٌ شَهِيدٌ " وذكر حديث أَبُي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ " اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ " وجاء من حديث عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ أَقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ (ص) فَقَالُوا فُلاَنٌ شَهِيدٌ فُلاَنٌ شَهِيدٌ حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا فُلاَنٌ شَهِيدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص) « كَلاَّ إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا أَوْ عَبَاءَةٍ »رواه مسلم فهذا صحابي من أصحاب رسول الله (ص) وفي جهاد ضد الكفار وتحت لواء محمد عليه الصلاة السلام ومع هذا لم يُحكم له بالشهادة فكيف يُحكم بالشهادة لمن يقاتل إخوانه المسلمين معصومي الدم والمال والعرض ويدعي أن قتالهم جهاد في سبيل الله ومن قُتل منهم فهو شهيد -سبحانك هذا بهتان عظيم- . - وغَيَّرُوا قُوْلَ اللهِ-عَزَّ وَجَلَّ-(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) ]التوبة:71 [ إلى أن والوا الأحزاب المنحرفة كالاشتراكي والبعثي والناصري والرافضة الحوثيين وغيرهم . - وغَيَّرُوا قُوْلَ اللهِ-عَزَّ وَجَلَّ-(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) ]الأعراف:32 [وقُوْلَ الرَسُولِ (ص) " لا ضرر ولا ضرار"(9) إلى أن حرموا على أنفسهم ما أحل الله ، كالعصيان المدني ، والإضراب عن الأكل والشرب ، وإلى أن أضروا بالآخَرين بتوقف المصالح وجلب الأرزاق بما يسمى بالعصيان المدني ، والإضراب عن الأكل والشرب . - وغَيَّرُوا قُوْلَ الرَسُولِ (ص) "إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ"(5) إلى أن جلسوا في الطرقات وقطعوها وآذوا الناس . - وغَيَّرُوا قُوْلَ الرَسُولِ (ص) "إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ"(6) إلى أن جعلوهن في الاعتصامات مختلطات بالرجال في الساحة ، فضلاً على أن يدخلوا عليهن فما فعلوه أعظم مخالفة مما في الحديث . - وغَيَّرُوا قُوْلَ اللهِ-عَزَّ وَجَلَّ-(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) ]الحج:32 [إلى أن انتهكوا شعائر الله كالمساجد التي يذكر فيها الله إذ سعوا في خرابها ، فجمعوا بين محاذير كثيرة منها سفك الدماء ، وإخافة الآمنين ، فتشبهوا بمن ذمهم الله بقوله (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ]البقرة:114 [ . وأخيراً أقول سوف يقول بعض الناس هم ما غيروا يقصد بذلك ما حرفوا الكتاب والسنة فنقول نريد "بغيروا" بأنهم حُوجِجِوا من قبل علماء وطلبة علم الكتاب والسنة المطهرة بهذه الأدلة فلم يقبلوها وتمسكوا بأفكارهم الخاطئة فصار هذا تغييراً لأنهم تركوا الكتاب والسنة وراء ظهورهم وتعصبوا لأفكارهم فكان هذا تغييراً بلا شك . نسأل الله -سبحانه وتعالى-أن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين ، سائرين على كتاب الله وسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .