كم هو جميل ان ترى اصوات الاحرار تملا الأرض ضجيجا وتعانق سماء الدنيا لتضيء نورا وتشع في كل ارجاء الوطن معاني الحرية هذا هو الحال في ارض الجنوب المحتل هكذا يعيش المواطن الجنوبي يغرد يفرح يترح ينام ويسهر يتكلم يصمت يتأمل كل ذلك من اجل الحرية وطرد المحتل يدرك جيدا ان العيش تحت سطوة الجلاد معناها العبودية والصمت عار لان الجنوبي شموخ في زمن الانكسار.
نقف اليوم ونعيش مع ذكرى فك الارتباط شعب يقف بمليونية يهتف بصوت واحد جسد واحد لحمة واحدة يتطلع الى غدٍ مشرق يعيش في دولة مستقلة خالية من العنف والارهاب والتطرف يعيش بسلام يحافظ على امن واستقرار المنطقة الى جانب دول الجوار ثم يعود وهو يحمل كثيرا من الهموم تقف امام انتصار الثورة ويقول بالفم المليان اذا كان هذا الفعل الثوري الشعبي بهذه القوة اين الفعل السياسي؟ اين قادة وساسة الجنوب ؟ لماذا لم تحقق اي تقدم ؟ ماهي الاسباب ؟.
فتجد الصدمة ان القادة غير متوحدين ويبدا السؤال تلو الآخر عن اسباب عدم تشكيل قيادة واحدة تمثل الجنوب. حسرة والم شديد تنتاب كل جنوبي عندما يشاهد هذه المفارقة العجيبة وينظر لأبناء شعبه وهم يعيشون ظروفا صعبة جدا حتى وصل الحال ان بعض الاسر لا تجد لقمة العيش لتسد بها جوع الاطفال، واكثر من ذلك! ناهيك عن اهانات الناس اليومية في الطرقات على يد بشمرجة صنعاء وبلاطجة سوق الملح.
اذا لماذا الاصرار على التمزق باسم الحرص على الجنوب ؟ من وجهة نظري فإن المشكلة الحقيقة هي ان هناك من يقف امام اي محاولة لتوحيد الصف الجنوبي معتقدا ان هدا الوطن ملكا له ولمن معه في مكونه او اتباعه كما يظن ملكيته للثورة وانه يجب ان يكون هو الطريق لأي مبادرة او توحد وماعدا ذلك مشكوك فية وغير مقبول ولا يحق لاحد ان يتكلم على اي عمل من هذا القبيل. بالعربي الفصيح كما يقول العامة الشعب يريد كيانا جنوبيا واحدا يمثله ويتكلم باسمه امام العالم ويقود ثورته.
تتوحدوا تعالوا الينا كي نعطيكم البركات على ان تعلنوا الولاء المطلق لنا، لان الماركة هي لنا الان تلوح في الافق مبادرة جيدة تبدو ناضجة الى حد بعيد متمثلة بالمؤتمر الجنوبي الجامع والذي اعلن اسسا ومبادى واضحة لا لبس فيها يضع اسس واضحة للعيان لتوحيد القيادة وليس الشعب لان الشعب موحد والهدف كما هو واضح من خلال الطرح من قبل اللجنة التحضيرية هو الخروج بقيادة جنوبية تمثل شعب الجنوب بطريقة توافقية تكون محل اجماع الكل وتعمل على طريق واضح وهو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة مع بقاء المكونات كما هي بدون الغاء او تهميش لاي طرف.
فالحكمة تقتضي ان تناقش الاسس والرؤية والهدف وليس ماذا اكون واين سأكون لان الوطن يحتاج اليوم ان نتعامل بعقلية ما قبل الثورة وهي التضحية والبذل وليس عقلية مابعد الثورة لنبحث عن المناصب والولاءات فالهم ان ينتصر الجنوب ليس بمن او من اجل من لان الكل مسؤول وعلية واجب يجب علية ان يؤديه ولاينتظرن شكرا من احد.