د.فضل الربيعي تتسارع الأحداث في وطننا الغالي الجنوب وتزداد معانات الناس يوما عن يوم ، تسفك دماء الابرياء الاطفال والنساء والشباب والشيوخ في كل مكان في الليل والنهار، في منازلهم وأمام الاطفال والنساء، وفي الشوارع والجوامع والمدارس وساحات الاحتجاج السلمي، بصورة مستمرة ومفجعة ، انها ابشع الجرائم الإنسانية التي يرتكبها نظام الاحتلال بحق أبناء الجنوب ،والتي لم يسبق لها مثل، انها حرب إبادة شاملة ،عابثين بكل المقومات الإنسانية والحضارية ونسيج المجتمع الجنوبي فهل يعقل أن تمر تلك المشاريع التدميرية الدموية التي تسير على قاعة التوحد السبئي الحرق من الأساس، والتي بدأت منذ الفخ المزعوم بالوحدة ، والحرب الظالمة عام94 م والمستمرة على شعب الجنوب حتى اليوم ، في ظل صمت المجتمع الدولي والإقليمي ؟ كما نتساءل هل تضلون أيه القادة والنخب والوجاهات عند هذا المستوى من التباعد والتنافر دون الاسراع إلى تحديد مواقف واضحة تسند الشعب وتدافع عن كرامته وتناضل من أجل تحريره ، وإنقاذه من الموت المحقق ، أعملوا على وقف الحرب التي يشنها نظام صنعاء ومليشيات الارهاب والتكفير على شعبنا في عدن وحضرموت وبقية مدن الجنوب ؟ فالأجيال لن تسامحكم أبداً اذا بقيتم بوضعكم المزي والمخزي هذا تتفرجون على أبنائكم وأطفالكم وهم يواجهون الموت في مسيراتهم السلمية وفي منازلهم ؟ نأمل ان تكونوا قد استوعبتم الدرس ، تحرروا من قيودكم النفسية وإمراضكم المزمنة لتخرجوا من دائرة صراعاتكم النخبوية والشرذمة ، فالوطن يناديكم ، فهبوا إلى نصرة شعبكم الذي ينزف تحت نيران المحتل ومدوا أياديكم مع من هو واقف مع شعبه منكم ، فلا تهمنا حسابات ومصالح الدول فالوطن اولى من الخارج ، فمن مواقعكم بادروا لتوحيد الجهود وإيصال قضيتنا إلى العالم بالصورة الحقيقية ليفهما العالم أجمع كما عبرت عنها الملايين في الساحات واتجهوا نحو كسر حاجز الصمت الدولي. تعاملوا بعقلية ترتفع إلى حجم القضية ومعاناة الشعب التي قد لا تحسون بها ، قادروا مدرسة السبعينات والثمانينات والتسعينات، إذ مازال البعض منكم متأثر بها ، وتحركوا لبناء تحالف صلب على قاعدة التصالح والتسامح والثقة بالأخر ، وقاعدة ( الكل شركاء، الكل نشطاء ، الكل كانوا ضحايا ) . ناهضوا نظام صنعاء وتوحدوا كما توحدوا هم في صنعاء وتناسوا الحرب وحادث مسجد النهدين ، وأعادوا رسم خارطة استبدال الادوار لمواجهة شعبنا في الجنوب. الجنوب ينزف ياربنا في جدة والقاهرة والرياض وصنعا ولندن وأمريكا وفي الداخل؟ يا رجال الجنوب المخلصين وقياداته التقليدية والحراكية والأحزاب السياسية يا سلاطين ومشايخ ورجال المال والدين والعلماء الجنوبيين أينما كنتم فهبوا للدفاع عن كرامة شعبكم الذي ينزف تحت نيران نظام صنعاء ومليشيات الإرهاب التكفير الوطن يناديكم .. والتاريخ شاهدا لكم وعليكم
