توقعت قبل اكتمال ما يسمى ( مؤتمر الحوار الوطني اليمني ) ما هي الاحداث والمتغيرات التي يمكن ان تحدث وقد نشرنا توقعاتنا في بعض الصحف حينها . قلت ان القوى التقليدية بكل اتجاهاتها في الجمهورية العربية اليمنية ستسعى الى اعادة انتاج نفسها من خلال تغذية الصراعات السياسية والمذهبية والمناطقية بينما القوى التليدة الجديدة ستتوسع ميدانيا من جهة وترتب اوراقها داخل مواقع القرار من جهة اخرى حتى تورث نظام صنعاء مع مرور الوقت وهذه النتيجة ستأتي بعد حروب طائفية قبلية سياسية طاحنة . كما توقعت الحال في الجنوب وقلت الجنوب بين خياران اساسيان ،الخيار الاول : ان يتكاتف الجنوبيين من اجل تحرير الجنوب وبناء دولتهم الجنوبية وهذا امرا مصيري ،الخيار الثاني : هو ما تخطط له قوى الفيد والنهب ( نظام الاحتلال اليمني ) برعاية الدول الاستعمارية وقد شرعوا في تنفيذه وهو : إن لم يخضع الشعب الجنوبي للاحتلال اليمني وللوصاية الدولية سنجعل الجنوب ساحة حرب للقوى المحلية والاقليمية والدولية وبهذا يكون الجنوب ارض محروقة لكنهم لن يستطيعوا الوصول الى هذا الهدف الا بعد ابادة الشعب الجنوبي لكنهم سياخرونه هذه اصول المعادلة لكن الفرعيات عديدة يتجاهلها البعض ولم تفتهم للبعض الاخر _ ما هي الاحداث التي تتسارع في الجمهورية العربية اليمنية ؟وما نتائجها؟ _ ما هي المخططات التي تحاك ضد دولة الجنوب المحتلة وشعبها؟
للأجابة على هذان السؤلان يجب الا نغفل الدوافع السياسية والتاريخية والاقتصادية والعوامل الاجتماعية لليمن الشمال وللجنوب العربي وتسارع الاحداث والمتغيرات المحلية والاقليمية والدولية علما ان الجمهورية العربية اليمنية ودولة الجنوب المحتلة يخضعان للوصاية الدولية وتحت اشرافها عبر نظام صنعاء الذي هو صنيعة الاقليم والدول الاستعمارية الاحداث في الجمهورية العربية اليمنية ستتصاعد على عدد من الجبهات المذهبية والقبلية والسياسية ومراكز النفوذ فالقوى التقليدية انقسمت على القوى المتصارعة لتضمن اعادة قوتها ونفوذها او لتنجو بنفسها كذلك التركيبة الاجتماعية معقدة مذهبيا كزيود وشوافع وفرق تعود الى هذه المذاهب وجغرافيا اليمن الاعلى واليمن الاسفل وسياسيا مناطق النفوذ والمناطق التابعة لها والفرق بين طبقات المجتمع ما زال موجود مما ادا ويؤد الى تشعب الولاء السياسي للمذهب وللقبيلة وللمنطقة وللحزب وقليلا من يوالون الوطن كوطن بينما السواد الاعظم مطحونون لا مكان لهم في القوى المتواجدة .
اغلب القوى كانت تمثل النظام ولا زالت بكل توجهاتها بينما الحوثيون قوة في الميدان ولها موالون في النظام فهم لن يسلمو السلاح كبقيت القوى الاخرى لن تسلم السلاح لكنهم سيتبنوا مقاومة الوصاية الدولية ولا يمكن ان يعترفوا في نظام صنعاء الغير وطني الذي هو صنيعة الاستعمار كما في ادبياتهم وبعد حروب ضروس وتضحيات جسام ودمار عظيم _اشدها ما سيحصل في صنعاء _ سيلتف جزء كبير من الشماليين تحت راية الحوثي زيود وشوافع خصوصا بعد ان يجري الحوثي تغيير على سياسته في الجانب المذهبي والادلوجي وبهذا سيسحب البساط على نظام صنعاء الحالي وقواه المختلفة كما حصل في عهد مقاومة اسلافهم للاحتلال التركي في الماضي وكم يقاومونه الان واذا وصل الحوثي الى سدة الحكم بعد فترة من الزمان ستتغير مواقف القوى الشمالية المعادية للحوثي ويمكن ان تنظم اليه وقد يستخدم بعضها ضد قوى اخرى بما تمليه الظروف على الطرفين .
بالنسبة لمراكز القرار في صنعاء اغلبها ستعلن ولائها للحوثي حتى بعض انظمة الجوار الخليجية ستغير من مواقفها تجاه الحوثي مقابل ملفات اخرى اذا بقت على قيد الوجود الى الفترة الزمنية التي اتوقعها وهذه المرحلة التي نتوقعها كما اسلفنا لا تأت الا بعد حروب وتضحيات ودمار وخراب اشدها الحروب التي ستشهدها صنعاء _ قبل الاجابة على السؤال الثاني المتعلق في شان الجنوب المحتل علينا ان ندرك ان الية بناء الدولة الحديثة لا توجد لدى قوى ونظام الجمهورية العربية اليمنية ولم تشرع قوى الجنوب بتطبيقها رغم اعراضها على البعض منهم _ ما هي المأمرات التي تحاك ضد الجنوب المحتل ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) ؟
المخططات التي تحاك ضد الجنوب ارضا وانسانا عديدة وخطيرة وعديمة اخلاق لكن جزء من اجندتها اياد جنوبية ستدفع الثمن يوما ما فجعل الجنوب ارض محروقة وساحة حرب هو رغبة وهدف لنظام الاحتلال اليمني ولبعض دول الاقليم وللدول الاستعمارية انتقام من الشعب الجنوبي من جهة ولاجل ان تستمر مصالحهم من جهة اخرى نهب للثروات وسيطرة على اهم المنافذ البحرية في العالم وتنفيذا لمشروعهم الاستعماري الكبير في المنطقة الذي يعتبر نظام صنعاء الحالي احد اجنداته فهدف بعض اجندات نظام الاحتلال في الوقت الراهن هو نقل صراعاتها من الشمال الى الجنوب عبر اجنداته بمختلف مسمياتها لكن لمخابراته دورا في العودة بالجنوب الى ما قبل 67م وخلق صراع في الجنوب وذلك من خلال تنسيقها مع الدول الاستعمارية الحاضنة لنظام صنعاء وبدوافع انتقامية من الجنوب وشعبه فحين تنهار الدوله في الشمال وقبل وصول القوى التي ذكرنا مسبقا .
تكون الدول الاستعمارية قد توسعت برا وبحرا عبر القوى العسكرية التابعة للاحتلال اليمني حاليا بينما دول اقليمية ستدعم احياء النعرات القبلية والمناطقية من جهة وتدعم واجهات قبلية وقوى سياسية من جهة اخرى وبهذا يحقق القائمون على هذا المشروع حلمهم بانهم جعلوا الجنوب ساحة حرب واستطاعوا تشظية نسيجه الاجتماعي وهذا المشروع يعمل به من قبل الان والان لكن هذه المخططات انتحار سياسي لجميع القوى التي تنفذها فقد تعرقل وتؤخر شعبنا الجنوبي لكنها فاشلة افشلها شعبنا الجنوبي بصموده وارادته المصممة على تحرير الجنوب افشلها مجموعة من الشخصيات الجنوبية الوطنية من مشائخ وسلاطين ورجال دين وتجار وسياسيين ... وقائمة طويلة من الشرفاء اي اللذين رفضوا هذه المشاريع والمخططات وقرروا المضي مع شعبهم الى اخر المطاف حتى التحرير والاستقلال .
فعلى جميع ابناء الجنوب ادراك حجم المسؤلية فالجنوب بحاجة لكافة ابنائه لكل رجاله الشرفاء سلاطين ومشائخ ورجال دين وتجار وعسكر ومواطنيين وكل الفئات على اساس ان يناضلوا من اجل تحرير الجنوب واستعادته وبناء دولته الجنوبية ذات فدرالية جنوبية دولة النظام والقانون المستمد دستورها من ديننا الاسلامي الحنيف دولة محافظة على سيادتها قوية في الاقتصاد والعلم والجيش تحافظ على كرامة الانسان الجنوبي والوطن الجنوبي وتجسد التصالح والتسامح بين ابناء الشعب الجنوبي كفا تشرد ومعاناة الجنوب بحاجة لجميع ابنائه من اجل تحريره وافشال المخططات التي تحاك ضده حتى الذين ما زالوا مع نظام صنعاء بكل توجهاتهم عليهم مراجعة حساباتهم والا يكونوا جزء من مخطط تأمري تدميري يستهدف الجنوب ارضا وانسانا بعلم منهم او بعدم ادراكهم كما هو حاصل الان .
هذا المشروع التدميري يريد فرز الشعب الجنوبي الى طبقات سلاطين مشايخ سادة عسكريين علماء تجار مثقفين حزبيين والى اخر وهذا الامر خطيرا دفعنا ثمنه مسبقا والى الان ندفع ثمنه لكن شرفاء الثورة الجنوبية يواجهون هذا المشروع بمشروع اخر وهو عدم تصنيف الشعب الى فئات ودرجات كما يخطط له بل ستتم عملية التصنيف والفرز حسب الولاء من مع الوطن ومن ضد الوطن فليس جميع السلاطين او المشائخ او الحزبيين او علماء الدين او العسكريين او السياسيين او التجار او المثقفين او الاكاديميين ... مع الاحتلال ولا جميعهم مع الشعب الجنوبي وتطلعاته فعلى جميع الذين مع شعبهم مواصلة النضال من اجل تحرير الجنوب وترسيخ التصالح والتسامح والاخلاص لله ثم للوطن وعلى الذين ما زالوا اجندات للمخطات المعادية للجنوب التفكير جيدا والعودة الى صفوف وطنهم واهلهم واصالتهم سوى كانوا في سلطة صنعاء او داخل الثورة الجنوبية او قوى صامتة تنسق مع الخارج .
وعلى الدول التي تريد الانتقام من الشعب الجنوبي اعادة التفكير ففي السابق وقفت ضد تحرير الجنوب من بريطانيا فدفعت الجنوبيين الى خيارات اخرى فلا تكرر الامر مرة اخرى فجرائم الاحتلال اليمني المتصاعدة في الجنوب من قتل وتدمير ونهب وسلب وقمع للمظاهرات السلمية قد يسرع في زواله وكفيلة بايجاد مقاومة جنوبية شعبية شرسة ستطرده كما طردت الاحتلال البريطاني سابقا وهو ما سيحصل في نهاية المطاف .
كل ما اتمناه هو ان يستوعب الجنوبيين المرحلة وتطوراتها وما هو المطلوب منهم فعلى جميع الاطراف عدم تكرار اخطاء الماضي والا تقف ضد تطلعات الجنوب التحررية وان يعمل الجميع على عدم نقل الصراع من صراع جنوبي مع الاحتلال اليمني الى صراع جنوبي جنوبي فمن لم يكن مع شعبه الجنوبي فلا يكن ضد شعبه وعلى اصحاب الادلوجيات الاقصائية تعديل افكارهم بما يخدم الجنوب وثورته التحررية _ملاحظة قد ينتقد البعض هذا الطرح لكنه توقعا للاحداث بشكل عام مع تحفظي على الجزئيات وبعض العوامل الداخلية والخارجية من خلال دراسة علمية تحليلية مكتملة قد اتفق او اختلف معها لكنها موجودة على الواقع يمكن ان تحدث والعلم لله الواحد القهار .