ليس انتقاصا من دور كل مدن الجنوب ومناطقة الثائرة على الظلم والطغيان اليمني البربري اذا ما سجلتا للتاريخ شهادتنا للضالع التي ينبغي على كل من يريد حقا استعادة الجنوب ودولته ان يقف اجلالا وتعظيما لهذه البقعة الجنوبية التي كلما روج المروجون بأن ثورة الجنوب قد وهنت وتلاشت وتمزقت, جاء النفي المزلزل من الضالع – لا ببيانات النفي والشجب والتنديد وانما بدماء الشهداء والجرحى ومسيرات الغضب التي لم تتوقف في الضالع حتى وقذائف الدبابات والمدافع تتساقط في كل انحائها كما يتساقط المطر من غيوم السماء . لا ادري اي سياسي يمني قال ذات يوم مخاطبا مخلوع اليمن – اذا أردت القضاء على الحراك الجنوبي فعليك بالقضاء على الضالع قبل كل شيء .. وبغض النضر عن اختلافنا او اتفاقنا مع ما قاله ذلك اليمني , تبقى الضالع هي الضلع الجنوبي العالق في حنجرة صنعا – وتبقى الضالع هي المعنى المتجسد على الارض للثورة الجنوبية المتماسكة الصفوف بكل مكوناتها وقياداتها والجماهير الغفيرة التي ضخت صنعا ملايين الملايين من الريالات والدولارات لتمزيق صفها لتناحرها , فكانت الطامة على صنعا ان عادت الضالع اكثر تماسكا واكثر تلاحما واكثر اصرار على النضال حتى نيل الجنوب استقلاله .. مهما كان الثمن الذي ستدفعه .
كان على الذين يتناحرون اليوم بين مؤيد ومعارض وماسك الحبل من المنتصف حول المؤتمر الجنوبي الجامع , ان يؤجلوا خلافهم واختلافهم وعدم اتفاقهم المتوقع الى حين توقف العدوان الغاشم على الضالع , وهو العدوان الذي ماكن له ان يكون او يستمر منذ عام او يزيد بكل تلك البشاعة والوحشية والحقد , لو لم تلج الحراك ريموتات التحكم عن بعد – ولو لم تلجه تلك التي تعتبر الجنوب محتل ليس منذ 94 وانما منذ ما قبله بعقود ولو لم يؤكد الحزب الاشتراكي بقاذوراته المنتصبة على رأس كل خلاف بأنه لازال موجود بين الصفوف بممثلية وعقلياتها المثيرة للسخط والنواح – ليس على الضالع فقط وانما على كل الجنوب – الارض والأنسان والتاريخ والجغرافيا وما قبل عام 94 وما بعدة …