هو شكل من أشكال الفساد مهما تعددت التعريفات والمفاهيم واختلفت بتعدد واختلاف مجالات الاستخدام والتداول، لكنها تستقر في مجملها من حيث الممارسة والوسيلة والغاية في كونها فساد يتخذ من خلاله الاخلال بالقانون بواسطة أساليب شتى من المكر والخديعة والتحايل والتزوير واستغلال غفلة الأخر مطية للحصول على حاجات وتحقيق أغراض شخصية غير مشروعة وبدون وجه حق، تتمثل في انتزاع حق ليس له بل لآخرين.. بشكل آخر هو خيانة أمانة وإخفاء الواقع لتحقيق مآرب ومنافع شخصية لا يستحقها فعلاً لولا عملية الغش التي أتاحت له أخذ أشياء ليس له على حساب شخصاً آخر أحق منه باستخدام وسيلة غير قانونية، كالاختلاس والتزوير واستغلال غفلة الآخر انه يلحق أضراراً مادية ومعنوية بقضايا الآخر وحاجاته بل وأماله وقد تصيبه في مقتل، إنه يعتبر ممارسة غير قانونيه لتحقيق منافع شخصية.
الغش يعتبر جريمة لأنه مفسد للعدالة ومخل لتكافؤ الفرص ويفقد الثقة وينشر الظلم ومن هنا يبدأ العنف ويضرب التنمية في مقتل ولهذا نقول التغاضي عنه ايضا جريمة اكبر في حق المجتمع لأنه يعيق الرقي والتقدم ويطال كل شيء، فغشاش الامس هو مسؤول اليوم، هو المدير، هو الوزير وهو.... وممكن يحافظ على ما حصل عليه بكل الطرق ويمكن استخدامها ومن هنا ينشأ العنف والإرهاب لإسكات الاخرين أي أنه ممكن أن يكون منبعه، بينما الكفاءات العلمية والمتمكنة لإدارة المجتمع وتنميته فرصها تتقلص وتشعر بالظلم وتتوارى أو تذهب بعيدا الى الخارج علها تجد فرصة افضل. ولان ظاهرة الغش بدأت تأخذ في الانتشار وكأنها حقا مكتسبا ليس على مستوى التعليم العام (الأساسي والثانوي)، بل بدأ يظهر في امتحانات الجامعة الداخلية ليس هذا فحسب ولكن امتد الى بعض أنشطتها فكم من طالب قدم بحثاً ليس له فيه إلا اسمه على غلافه او انه اضاف بعض التنسيق. وكم من طالب قدّم مشروعاً و لا يعرف عما فيه شيئاً (وليس الطلاب فحسب) والكثير منا يعرف ذلك.
في مدارسنا اليوم الكل يريد ان يغش وكأنه حق مكتسب ليس هذا فحسب، المؤلم ان ولي الامر يطالب الملاحظ والمراقب والمشرف بان يسمح لأبنه/ ابنته بالغش بدلاً من ان يكون رقيب على الكل ويحرص على عدم السماح لهم بان يعطوا فرصة لمن يريد بالغش .
لهذا لابد من التصدي بحزم للغش بكل أشكاله وأساليبه، نبدأ في البيت وفي المدرسة وفي الجامع والمجتمع يجب علينا جميعا ان نعمل على نبذ الغش ومحاربته في اي مكان ونمنعه أو على الأقل الحد منه انه يهدد أبناءنا بل يهدد المجتمع بأكمله انه يهدد المستقبل فهل من مجيب.
اعادة النظر في اساليب الامتحانات وطرق التقييم التربوي وأساليب القبول في الكليات نبتعد عن الاستظهار ونبدأ نهتم بالأفكار وبرغبات الطلاب واهتماماتهم .