فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستقبلك في ورقتك
نشر في الجمهورية يوم 02 - 06 - 2014

كل ذلك تستطيع أن تترجمه إلى واقع حقيقي ملموس لا أن يظل أفعالاً وأمان وأحلام على مرأى ومسمع ولن يتأتَى ذلك بتأويل حرفي فقط.. بل بجهد وعمل يقول الأمام الغزالي (لا يقف الله مع من لم يقف مع نفسه) وكما يقول الكاتب الأمريكي نابليون (ما يدركه ويؤمن به عقل الإنسان يمكنه أن يحققه).. نقول لك أيها الطالب بأن تتذكر كلمة تقول «لكي ننجح فلا بد أولاً أن نؤمن بأننا نستطيع النجاح».
فهلا تخلصت وجرمت هذه الظاهرة الخبيثة التي تنخر في كل أمانيك وأحلامك المستقبلية لك ولوطنك, حرمت في ديننا الإسلامي - وكل ديانات ومعتقدات الدنيا على مر العصور- لحديث سيد البشر وخاتم رسل الله المطهرين محمد العدنان عندما قال (من غشنا فليس منا) فلا أحد لا يعرف هذا التحريم القطعي لكنه لا يمنع قطعاً لتداوله للأسف الشديد.
فقد سئل الشيخ بن باز عن حكم الغش في الاختبارات الدراسية فقال:
الغش محرم في الاختبارات كما انه محرم في المعاملات فليس لأحد أن يغش في الاختبارات في أية مادة وإذا علم الأستاذ بذلك فهو شريك في الإثم والخيانة, وقال أيضاً: الغش في جميع المواد حرام ومنكر لعموم قوله (صلى الله عليه وسلم) من غشنا فليس منا.. أخرجه مسلم في صحيحه.
وهو لفظ عام يعم الغش في المعاملات وفي النصيحة والمشورة وفي العلم بجميع مواده الدينية والدنيوية فلا يجوز للطالب والمعلم فعل ذلك ولا التساهل فيه أو التغاضي عنه لعموم الحديث المذكور ولما يترتب على الغش من المفاسد والإضرار والعواقب الوخيمة.
هذا بمفهومه الإسلامي المحض أما الغش عند فينكس 1965 فقد عرفه:
الغش في الاختبارات المدرسية شكل من أشكال الخيانة.
- أما بكيش 1979م الغش بأنه سلوك يهدف إلى تزييف الواقع لتحقيق كسب غير مشروع مادي أو معنوي أو إرضاء لحاجة نفسية والغش المدرسي هو تزييف نتائج التقويم الذي هو من أهم عناصر المنهج.
- والنير 1980م
هي كل النشاطات غير المسموح بها في الامتحانات للحصول على تقديرات جيدة أو تحقيق بعض المتطلبات ومن أمثلتها النقل من الكتب أو مساعدة طالب آخر أو استخدام قصاصات الورق المنقولة أو الاقتباس الإشارة إلى المؤلف الأصلي أو سرقة بحث أعده طالب آخر أو كتابة بعض لطالب آخر.
أما عن مراحل تطوره الغش الدراسي وأنواعه:
ذكر الباحث (زياد حمدان، 1986م) في دراسته أن الغش يمر في تطوره بأربع مراحل هي على النحو التالي طبقا للمرحلة العمرية التي يمر بها الفرد والذي يمارس سلوك الغش:
1 - مرحلة الغش البريء أو العشوائي (1 – 7 سنوات)
وهذه المرحلة العمرية تعتبر مرحلة تعلم الحقائق والمفاهيم بمختلف أنواعها بالنسبة للطفل بما في ذلك مفهومه لذاته.
والطفل – خلال هذه المرحلة – حينما يقوم بالغش لا يقوم به بشكل واع مقصود، بل يقوم به بشكل يقلد من خلاله ما يراه أو يحس به ليدرك مفهومه ووسائله ليكتشف طبيعة نتائجه عليه وردود فعل من حوله تجاه ذلك
2 - مرحلة غش الحاجة (8 – 12 سنة).
حينما يلجأ الطفل إلى الغش خلال هذه المرحلة من عمره فإنه يلجأ إليه دون وعي حقيقي لمفهوم هذا الغش وسلوكه ونواتجه السلبية، فهو قد ينقل واجب الحساب مثلاً بسبب عدم تمكنه من القيام به في المنزل، أو عدم قدرته على حل مسائل أو تمارين هذا الواجب دون أن يدرك بأن ما يقوم به هو غش.
إن الغش هنا الذي يلجأ إليه الطفل خلال هذه المرحلة ليس بسبب عجز دائم في التحصيل لديه و إنما يتم لقضاء حاجة مؤقتة لإرضاء السلطة المسئولة سواء هذه السلطة في المعلم أو الأب أو الأم أو الأخ الأكبر أو ولي الأمر، ويلاحظ أن الغش على هذا النحو لا يستمر بريئا تماما بل يتحول إلى سلوك مؤقت شبه مقصود تتحقق به منفعة أو رغبة فردية مرحلية.
2 - مرحلة الغش الشخصي أو الغش التجريبي (13 – 18 سنة)
تعرف هذه المرحلة العمرية بمرحلة المراهقة أو الشباب المبكر ويقاوم الفرد خلالها أي شيء لا يتصل برغباته الشخصية أو لا يرى فيه عائداً مباشراً يعود عليه.
ويهدف التلميذ خلال هذه المرحلة – في الغالب – من جراء قيامه بالغش إلى تحقيق رغبة شخصية طارئة لديه تتمثل في إثبات ذاته أو تفوقه في أداء ما يريد من عمل الغش يتم لدى الطلاب خلال هذه المرحلة لتحقيق حاجات نفسية أو تحصيلية لديهم دون أن يكون الغش صفة أو عادة متأصلة عندهم غالباً، وتكرار الغش للحصول على ما يريده التلميذ أو يحتاجه وبخاصة مع ذلك التشجيع الساذج لهذا النجاح – وفي غيبة انتباه الأسرة والمدرسة له لتصحيحه أو لفت الانتباه لخطورته وسوء عواقبه على شخصية التلميذ ومستقبله – تسمح كلها بأن يتحول الغش تدريجيا من حالة مؤقتة إلى عادة متكررة لها أهدافها وأسلوبها ونتائجها المنشودة، ومن ثم يدخل الطالب المرحلة الرابعة من مراحل الغش.
مرحلة الغش المنظم (19 سنة فأكثر)
يصبح الغش لدى الطالب خلال هذه المرحلة العمرية عادة متأصلة هادفة أو متخصصة، أو إطاراً عملياً غير سوي لفلسفة حياته وتعامله مع الآخرين حيث لا يقتصر الغش فقط على مجال الامتحانات، وإنما يتعداه لمجالات حياتية أخرى.
وهكذا يصبح الغش عادة سلوكية غير سوية، ويمثل مشكلة تربوية يعاني منها الفرد والنظام التعليمي ككل مما يتوجب تشخيصها ومعالجتها.
الإجراءات الوقائية والعلاجية لظاهرة الغش :للتقليل من مفعول هذه الظاهرة ومحاربتها بشكل جذري تستلزم عدة إجراءات تربوية و تنظيمية تتكاثف فيها جهود جميع أطراف الجماعة التربوية أولياء أمور، أساتذة ومعلمين، إدارة، تلاميذ و المرشد التربوي.
وأكثر ما يستدعي الغش لدى الطالب عدة عوامل أهمها:
هذه بعض الأسباب التي تنتج هذا الخلق المشين:
ضعف الإيمان:
فان القلوب إذا ملئت بالإيمان بالله لا يمكن أن تقدم على الغش و هي تعلم أن ذلك يسخط الله.
لا يمكن للقلوب التي امتلأت بحب الله أن تقدم على عمل و هي تعلم أنه يغضب الله.
ضعف التربية:
خاصة من قبل الوالدين أو غيرهما من المدرسين أو المرشدين.
فلا نرى أبا يجلس مع ابنه لينصحه و يذكره بحرمة الغش، و يبين له أثاره و عواقبه، بل تعجب من بعض الآباء إذا قلت له ذلك أجابك مباشرة: لماذا، هل ابني غشاش؟بل ربما لو وقع الابن في يد المراقب، لجاء ذلك الأب يدافع عنه بالباطل.
تزين الشيطان:
فالشيطان يزين لكثير من الطلاب أن الأسئلة سوف تكون صعبة، و لا سبيل إلى حلها و النجاح في الامتحانات إلا بالبرشام و الغش
فيصرف الأوقات الطويلة في كتابة البراشيم، و اختراع الحيل و الطرق للغش؛ ما لو بذل عشر هذا الوقت في المذاكرة بتركيز لكان من الناجحين الأوائل الكسل و ضعف الشخصية:
فترى كثير من الطلاب يرى زملاءه من بداية العام و هم يجدون ويذاكرون و يهيئون أنفسهم للامتحان الأخير، و هو لاهم له إلا اللعب و المرح.
فإذا ما جاءت الامتحانات النهائية تراه يطلب المساعدة، و يطلب النجاح و لو كان على ظهور الآخرين و لو كان ذلك بالغش، إن الغش هو حيلة الكسول، و هو طريق الفاشلين.
وهو دليل على ضعف الشخصية حيث أن الذي يغش لا يجد الثقة في نفسه بأنه قادر على تجاوز الامتحانات بنفسه وجهده و استذكار دروسه لوحده، و من ثم الإجابة معتمدا على مذاكرته.
5 - الخوف من الرسوب: فإن الخوف من الفشل و الخوف من الرسوب يسبب قلقاً مستمراً لكثير من الطلاب مما يجعلهم يلجأون إلى الغش كسبيل للنجاة.
العوامل المسببة للغش في دراسة ميدانية حول ظاهرة الغش في الاختبارات المدرسية بالأردن توصل الباحث فائق عامر حمدان إلى عدد من الأسباب التي تدفع الطلبة إلى الغش في الاختبارات من أهمها: عدم الاستعداد الكافي للاختبار، صعوبة أسئلته، الحرص على الحصول على درجات أعلى، عدم استيعاب المادة الدراسية، كره المادة الدراسية، تهاون المراقب.
وحاولت بعض الدراسات معرفة أسباب الغش كما يدركها الطلاب أنفسهم، فمثلاً خلصت إحدى الدراسات إلى أن «ضغط العلامة» أي الرغبة القوية في الحصول على درجات تكفي لقبول الطالب في كلية أو معهد، أو للحفاظ على معدل تراكمي جيد يتماشى مع متوسط درجات الطالب تدفع أعداداً غير قليلة من الطلبة لممارسة الغش في الاختبارات.
ويمكن أن نضيف إلى الأسباب الواردة في الدراستين أسباباً أخرى، بعضها يتعلق بالنظام التعليمي نفسه، بينما يتعلق البعض الآخر بالمجتمع الذي ينتمي إليه الطالب. وتتلخص هذه العوامل بالآتي:
1 - التركيز المبالغ فيه على الاختبارات التحريرية كمقياس للتحصيل الدراسي للطالب، مع إهمال أساليب أخرى مهمة للتقويم مثل النشاطات المدرسية والاختبارات الشفهية والواجب المنزلي.. إلخ.
2 - ضعف مستوى التحصيل الدراسي للطالب لأسباب عدة منها سوء أداء المدرس بسبب تدني راتبه، أو ارتفاع كثافة الطلاب في الحجرات الدراسية، أو مزاولة بعض الطلاب للعمل بعد انتهاء اليوم الدراسي.
3 - مبالغة بعض المؤسسات التعليمية في تقدير مستوى الطالب، مثل رفع الحد الأدنى لعلامة النجاح.
4 - عدم وجود فاصل زمني كاف بين الاختبارات، بل إن الطالب قد يؤدي أكثر من اختبار في اليوم الواحد.
وهذا من شأنه عدم إعطاء الطالب فرصة مراجعة المواد والتهيؤ للاختبارات، لما يعانيه من إرهاق بدني وذهني وتوتر نفسي.
5 - غياب القوة من جانب المعلم.. فبعض المعلمين لا يتحلون بأخلاقيات مهنة التدريس كأن يقوم المعلم بتمييز الطلاب الذين يتلقون على يديه دروساً خصوصية دون سواهم، أو أن يتعمد حجب بعض المعلومات عن الطلبة كوسيلة تضطرهم إلى أخذ دروس خصوصية عنده.
6 - ضعف الضبط الاجتماعي، فالمعروف أن الضبط الاجتماعي أحد وظائف العملية التربوية، ويطلق عليه ابن خلدون «الرقابة الاجتماعية» وهي جميع التدابير التي يتخذها المجتمع لحمل الأفراد على ممارسة السلوك السوي دون انحراف أو اعتداء. ونظراً لتدهور الضبط الاجتماعي في الأقطار النامية التي يقل فيها احترام القوانين والأنظمة والأعراف، وتكثر فيها المحسوبية، والوساطة والشفاعة وتغيب فيها القدوة الحسنة من المسؤولين، فإن الطلاب يستبيحون الغش بلا حرج.
7 - الفساد السياسي والإداري في كثير من البلدان النامية، والذي من مظاهره استغلال النفوذ، وأخذ الرشوة، واختلاس المال العام، وتزوير النتائج بأشكالها المختلفة.
والعجب أن يتم التزوير في اللجان الانتخابية التي تكون مقارها في المباني المدرسية، ويكون رؤساء هذه اللجان وأعضاؤها من المدرسين، وبالتالي فلن يكون غريباً أن يستبيح الطلاب الغش.
العلاج لا شك أن الغش يمثل آفة من آفات التعليم في واقعنا المعاصر، ويتطلب علاج هذه الظاهرة إجراء دراسات متعمقة للوقوف على أسبابها ودوافعها والعوامل المؤثرة فيها، والعمل على تفادي حدوثها.
وهنا يؤخذ على وزارات التعليم في الأقطار العربية أنها تكافح ظاهرة الغش بمنطق القانون الجنائي، وليس القانون الوقائي، فهي تعاقب المخطئ دون أن تعالج أسباب الجريمة، وبالتالي يستمر الطلاب في التحايل على الأنظمة والقوانين. وعليه فإن مكافحة الغش يجب أن تبدأ بإصلاح النظام التعليمي بأكمله وتنتهي بالتشريعات الصارمة. وهي عملية تشترك فيها جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية:
الأسرة - المدرسة- وسائل الإعلام- المسجد.. إلخ.
وفيما يلي مقترحات وقائية وعلاجية لمعالجة هذه الظاهرة السيئة:
1 توضيح مخاطر الغش وتعارضه مع مبادئ الإسلام ومع القيم والغايات التربوية، من خلال الإذاعة المدرسية، ومن خلال المنابر في المساجد، وأن يتم ذلك في إطار تربية إسلامية قويمة ترسخ لدى الطلاب قيم الإسلام وأخلاقياته السامية وتنمية الضمير الداخلي بأن الله رقيب على عباده حسيب لهم فيما تون من أعمال.
2 مراعاة الإيجاز والتركيز في الواجبات المنزلية التي يكلف بها الطلاب وأن تتناسب مع المدى الزمني المطلوب إنجازها فيه. إذ أن إثقال كاهل الطلاب بواجبات مطولة، قد يضطره إلى الاستعانة بغيره لإنجازها، أو تلخيصها بشكل مخل. كما يتعين التنسيق بين المدرسين في هذا الشأن لعدم تحميل الطالب من الواجبات مالا يطيق.
3 الاحتفاظ بفاصل زمني بين مواد الاختبار ولو لمدة يوم، فهذا أدعى لتمكين الطالب من التركيز والاستعداد للاختبار.
4 رفع مستوى جاهزية الطلبة للاختبارات، وذلك عبر أساليب شتى منها: مجموعات التقوية بالمدارس، المقهى الأكاديمي، كما يمكن استخدام الهاتف بالمدارس للرد على استفسارات الطلاب ومساعدتهم في فهم ما يغمض عليهم من المقرر، وذلك بتخصيص بعض المدرسين خارج أوقات الدوام لهذه المهمة. ومما يفيد في هذا الشأن أيضاً، البرامج التعليمية المتلفزة، كما هو موجود في بعض الدول العربية، وتتضمن شرحاً مختصراً ومسلسلاً للمقررات الدراسية لطلبة الشهادة الثانوية العامة. كما يمكن الترخيص لبعض الجهات بتسجيل شروح المقررات الدراسية على أشرطة تسجيل أو أشرطة فيديو، والسماح ببيعها إلى الطلاب. وهذا التنويع في أسلوب توصيل المقررات التعليمية للطالب أدعى إلى تحقيق الاستيعاب من الاقتصار على القراءة، لأن الطالب أحياناً يسأم من مطالعة الكتب.
5 أن يتم إعداد الاختبارات مركزياً، أي من وزارات التعليم، ولا مانع من أن يكون تصحيح أوراق الإجابة لا مركزي.
6 - اعتماد الأسئلة المقالية في الاختبارات والبعد عن الأسئلة الموضوعية، وذلك لأن الأسئلة المقالية تتيح للطالب عرض ما استوعبه من المادة، أما الثانية فإنها قد تحصره في جزئية بسيطة.
وبشكل يضيق على الطالب فرصة التعبير عما حصَّله من المادة. ومن أمثلة الأسئلة الموضوعية: أجب بنعم أو لا، اختر الإجابة الصحيحة.. إلخ. كما أن الأسئلة الموضوعية تسهل على الطلاب ممارسة الغش في الاختبارات.
7 - التهاون في تطبيق العقوبات
كلما كان تطبيق اللوائح الخاصة بعقوبات المخالفين لسلوك الامتحان تطبيقاً صارما لا هوادة فيه، كلما قلت محاولات الطالب للغش في الامتحان، لأنه في حالة اكتشافه يتعرض للعقاب الصارم الذي تنص عليه لوائح الامتحانات، أما إذا لم تكن هناك مثل هذه اللوائح، أو أنها غير موجودة ولكن هناك تهاون في تطبيقها ، فإن محاولات الطلاب للغش في الامتحانات تزداد في هذه الحالة لعدم وجود عقوبات صارمة أو لعدم تطبيق العقوبات المقررة إذا ما اكتشف الطالب يغش في الامتحانات
8 - تفعيل دور مجالس الآباء والأمهات مع المدرسين والإدارة وتبادل المعلومات وتعزيز الثقة بين البيت والمدرسة من اجل التخفيف والحد من انتشار السلوكيات الخاطئة لدى أبنائنا الطلبة والتخلص منها.
9 - قيام مدير المدرسة بالتعاون مع أعضاء الهيئة التدريسية بوضع برامج نوعية منذ بداية العام الدراسي حول تعليمات الغش في الامتحانات وبخاصة في الامتحانات العامة.
10 - إقامة الندوات داخل المدرسة مع أولياء الأمور وتكريم الطلبة والأسر التي تعزز من تواصل أبنائها وانتظامهم على الدراسة وذلك بشهادات تكريم معنوية ومادية مما قد يسهم في الحد من تفشي هذه الظاهرة.
11 - تشجيع المدرسين على الابتعاد عن الاختبارات المدرسية المفاجئة لأنها تساعد على انتشار ظاهرة الغش بين الطلبة فضلاً عن اعتماد الأسئلة المقالية ذات المستويات العليا كالتحليل والتركيب والتمييز والتقويم والنقد، وتباعد مقاعد الطلبة في الامتحان مع وجود فاصل زمني بين الاختبارات.
12 داخل قاعات الامتحانات يجب مراعاة اختيار الملاحظين الجيدين القادرين على خيط الوضع داخل وخارج قاعة الامتحان بكل سلاسة والتعامل بكل حزم في حالات ضبط الغش بدون إرباك بقية الطلاب كما يجب معاقبة كل ملاحظ أو ساعد على الغش لأي طالب.
13 يجب مراعاة الفترة الزمنية لوضع الامتحانات من قبل مدرس المادة ويجب على مدرس المادة التواجد في قاعة الامتحان للرد على استفسارات الطلاب للرد على ما بهم من الأسئلة لدى بعض الطلاب أحياناً وفي الدقائق الأولى.
14 - المباعدة ضرورية جداً ما بين مقاعد الطلاب.
15 الحزم والشدة والإجراءات العقابية الصارمة من منع وحرمان الطالب من اختبارات أخرى اذا اثبت محاولة الغش من الإدارة نفسها وعدم التهاون في المدراس الأهلية والجماعات الخاصة بحجة أن الطالب يدرس بفلوس فذلك يسهم بشكل فاعل في هذا الجانب فهناك مدارس وجامعات خاصة تدرك هذا الجانب جيداً.
16 - كما على إدارة المدرسة إذا تنبهت بتعرض أي ملاحظ للاعتداء من قبل الطلاب لعدم التساهل والتغاضي عن الغش يجب أن تفرض عقوبات صارمة ضد من يقوم بذلك.
17 على الإدارات المتخصصة مراعاة ظروف الملاحظين ودفع مستحقاتهم وتقدير أتعابهم بالشكل المطلوب رغم أن هذا العمل في الأول والأخير عمل تطوعي لكن يجب مراعاة الظروف المعيشية وعلى وجه الخصوص باليمن فهناك طلاب يعرضون المبالغ المالية على بعض الملاحظين بغرض التساهل بالغش ولا يقبل ذلك إلا ضعفاء النفوس من باعوا أنفسهم بثمن بخس.
18 - أما عن دور وسائل الإعلام في المشكلة من صحافة وإذاعة مسموعة ومرئية ومكتبات، فتعد إحدى مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تسهم في تشكيل سلوك الطالب وصياغة منظومة قيمه.
والمفترض فيها أن ترسخ لدى الطلاب الفضائل والقيم الحميدة كالصدق والأمانة وإتقان العمل.
وكل ذلك من أجل تعليم راق ينال كل بحسب اجتهاده.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.