وزارة الداخلية تعلن ضبط متهم بمقاومة السلطات شرقي البلاد    شاهد.. مقتل وإصابة أكثر من 20 شخصًا في حادث بشع بعمران .. الجثث ملقاة على الأرض والضحايا يصرخون (فيديو)    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    البحسني يشهد عرضًا عسكريًا بمناسبة الذكرى الثامنة لتحرير ساحل حضرموت    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    شاهد ما الذي خرج من عمق الأرض في الحرم المدني عقب هطول الأمطار الغزيرة (فيديو)    إعلان حوثي بشأن تفويج الحجاج عبر مطار صنعاء    بينها الكريمي.. بنوك رئيسية ترفض نقل مقراتها من صنعاء إلى عدن وتوجه ردًا حاسمًا للبنك المركزي (الأسماء)    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    قيادي حوثي يذبح زوجته بعد رفضها السماح لأطفاله بالذهاب للمراكز الصيفية في الجوف    انهيار كارثي للريال اليمني.. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز وتصل إلى مستوى قياسي    ماذا يجري في الجامعات الأمريكية؟    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    البخيتي يتبرّع بعشرة ألف دولار لسداد أموال المساهمين في شركة الزناني (توثيق)    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    فشل العليمي في الجنوب يجعل ذهابه إلى مأرب الأنسب لتواجده    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    رسالة سعودية قوية للحوثيين ومليشيات إيران في المنطقة    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز برباعية امام فالنسيا    طفلة تزهق روحها بوحشية الحوثي: الموت على بوابة النجاة!    ثلاثة صواريخ هاجمتها.. الكشف عن تفاصيل هجوم حوثي على سفينة كانت في طريقها إلى السعودية    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    رئيس مجلس القيادة: مأرب صمام أمان الجمهورية وبوابة النصر    الجرادي: التكتل الوطني الواسع سيعمل على مساندة الحكومة لاستعادة مؤسسات الدولة    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    فيتنام تدخل قائمة اكبر ثلاثة مصدرين للبن في العالم    رباعي بايرن ميونخ جاهز لمواجهة ريال مدريد    عاجل محامون القاضية سوسن الحوثي اشجع قاضي    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    ريمة سَّكاب اليمن !    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغش في الامتحانات تزوير للمستقبل!
نشر في الجمهورية يوم 11 - 07 - 2011


:عارف الشماع
خبراء تربويون: يجب وضع أسئلة تتطلب تحليلاً ولا تستدعي الحفظ إلى جانب اعتماد مخصصات مالية كافية للملاحظين تعفيهم من تقبل الرشوة
الغش في الامتحانات بات ظاهرة وآفة خطيرة استفحلت بين أوساط المجتمع وصار من الصعب القضاء عليها فالغش لايعد شقاوة طلاب أو رحمة مرتقبين أو حرص من أولياء الأمور على نجاح أبنائهم كما يقال بل بات مرضاً مستعصياً أصاب الضمير العام ومن السهل حصر موضوع الغش في الجانب الأخلاقي والوعظي لأنه استهلك الكثير من الجهد دون تحقيق أي فائدة كل عام يستغرق الغش جهوداً إعلامية لتوعية المجتمع بأخطاره دون حصد أي فوائد سواء أخلاقية أو تربوية كون البعض بات متمسكاً بصرامة وقوة “بالغش” ولو بأي ثمن فبات من الصعب إقناع حتى التربويين أنفسهم.
ولعل الجميع يدرك يقيناً أن الغش في الامتحانات بات خطراً وشبحاً حقيقياً يهدد أجيال المستقبل وينذر بخراب ودمار ويصيب في المرتبة الأولى صفوة المجتمع كونه يخرج أجيال غير قادرة على تحمل المسئولية فينتج طبيب لا يتقن مهنته ومهندس لا يجيد صنعته ومعلم لا يحسن حتى تربية تلاميذه..ومن ثم فإن المجتمع مطالب بالقضاء على الغش المدرسي كونه سبب لاستشراء الفساد والتأخر وعدم الرقي كون المجتمعات لا تتقدم إلا بالعلم وبالشباب الصالح والمتعلم والمؤهل مهنياً والسوي أخلاقياً.
«الجمهورية» سلطت الأضواء على قضية الغش في الامتحانات وأثرها على العملية التربوية وعلى الحياة العامة وخرجت بالحصيلة الآتية:
البداية مع الخبير التربوي محمد المرابطي والذي قال: تحدد مختلف التشريعات المدرسية المنظمة للامتحانات مسئولية الأطر الإدارية والتربوية في تنظيم الامتحانات والحفاظ على النظام العام لضمان نجاح الامتحانات فمن حق الطلاب الحصول على مناخ امتحاني سليم ومن واجباتهم احترام النظام التربوي وتجنب كل ما من شأنه أن يعكر صفو الامتحانات كالغش والإزعاج وعدم احترام المراقبين والمشرفين.
أسباب انتشار الغش
ويواصل الخبير التربوي حديثه: هناك أسباب تؤدي للغش في الامتحانات وساعدت هذه الأسباب على انتشار وتفشي هذه الظاهرة ونذكر بعضاً من هذه الأسباب:
كثرة التلاميذ والطلاب الذي يجتازون امتحانات المراحل النهائية أواخر كل عام دراسي بالتزامن مع قلة الوسائل المادية والموارد البشرية.
عدم تربية التلاميذ تربية قويمة وخاصة من قبل الوالدين والمدرسين.
تدني مستوى التلاميذ المعرفي نتيجة انخفاض التحصيل الدراسي وعزوف الكثير منهم عن الدراسة.
استغلال التلاميذ الذين ينوون الغش لأجواء الألفة بينهم وبين معلميهم فلا يحترمونهم ويقبلون على الغش دون تردد.
عدم تطبيق العقوبات القانونية ضد كل من ثبت غشه حيث يتم التسامح مع الغشاشين وأحياناً يتدخل أولياء الأمور مستنجدين بأشخاص من ذوي النفوذ الاجتماعي.
ضعف الشخصية والثقة بالنفس لدى التلاميذ حيث يتوهم أغلبهم أن الأسئلة ستكون صعبة ولا يمكن حلها إلا بالغش فيصرفون أوقاتاً طويلة للوصول إلى حيل وطرق متطورة للغش.
الخوف من العقاب الأسري
ويقول المتخصص في الشأن التربوي الأستاذ المرابطي أن من ضمن الأسباب المؤدية للغش أيضاً الخوف من الفشل أو الرسوب يسبب قلقاً لكثير من التلاميذ مما يجعلهم يلجأون إلى الغش كسبيل للخلاق وأيضاً الخوف من الآباء والأولياء حيث يخشى التلاميذ من أن يوجه إليهم أولياء أمورهم اللوم أو يعاقبوهم مادياً أو معنوياً مما يؤدي إلى تجاوز هذا اللوم بالغش للخروج من هذا المأزق ومن ضمن الأسباب أيضاً الخوف من تفوق الزملاء حيث يخشى بعض التلاميذ من أن يحصلوا على نتائج متدنية فيرسبوا ومن ثم يلجأون إلى الغش لتفادي مايؤثر عليهم اجتماعياً أما زملائهم وأبناء الحي ومن أهم الأسباب أيضاً التحدي للجنة المراقبة حيث لا تخلو قاعة من تلميذ على الأقل سيء السلوك والأخلاق يتظاهر أنه لن يخسر شيئاً فيتهور ويشرع في استعراض عضلاته أمام زملائه متحدياً المراقبين فيغش أو يحاول الغش علناً ودون اعتبار للعواقب.
أساليب غش متطورة
وعن أساليب الغش في الامتحانات يقول الخبير التربوي يقضي الكثير من التلاميذ الكثير من أوقاتهم قبيل الامتحان في الاستعداد وتهيئة وسائل وأدوات غش و يبتكرون أحسن الأساليب فعالية وتطوراً حتى أنه لا يمكن للمراقب ضبطها ومن هذه الأساليب كتابة جميع الدروس أو أجزاء منها بخط صغير جداً لا يكاد يقرأ على أوراق صغيرة الحجم وتلصق بعضها البعض في شكل سلسلة لا متناهية يتم طبعها بدقة لتوضع بين الأصابع بحيث يمكن استعمالها بسهولة حسب ترتيب دقيق بعيداً عن أعين المراقبين أو الملاحظين والذين لا ينتبهون إلى مايحدث بين أصابع الممتحن ومن هذه الأساليب أيضاً كتابة جميع الدروس بخط عادي وتصغيرها عبر آلات الطباعة أو التصوير ويتم استخدامها بطرق عديدة أما عبر إخفائها في أكمام القمصان وأطراف الألبسة والتي تتنوع حيث ترتدي الطالبات جلابيب عريضة أما الطلاب فيلبسون بنطالات متعددة الجيوب.
غش عبر البلوتوث
ويواصل عن أساليب الغش بقوله : ومن أساليب الغش الكتابة على المقاعد والأدوات الهندسية وأطراف الجسم وإستعمال ساعات تحتوي على ذاكرة يمكنها أن تخزن العديد من الدروس وأيضاً هناك غش عبر الهاتف الجوال عن طريق إخفائه في الملابس وتوصيله بسماعة بلوتوث وتحويل الرنين إلى اهتزاز أو صامت وبذلك يرسل التلميذ السؤال عبر الهاتف وتأتيه الإجابة عبر الهاتف وهذا الأمر منتشر في أوساط الطالبات واللواتي يرتدين حجابات متنوعة كونها الوسيلة الوحيدة لإخفاء سماعات الأذن أو سماعات البلوتوث بينما التلاميذ يخفون السماعات في القبعات والطرابيش المتنوعة المهم أن التكنولوجيا أصبحت حتى في خدمة الغشاشين في الامتحانات.
ضعف التقويم التربوي
ويواصل الخبير التربوي بقوله : على كل حال تتعدد أساليب الغش في الامتحان وتتنوع وكل يوم يتوصل التلاميذ المجتهدون في مجال الغش في الامتحانات إلى وسائل جديدة ومتطورة تساير التطور الفكري والثقافي في المجتمع وفي ظل التحول السلبي في مجال التقويم التربوي لا يمكن للمرء إلا أن يتساءل عن جدوى الامتحان بطريقته الحالية التي أصبحت بدائية ومتجاوز مادام التلاميذ لا يجدون صعوبة في اختراقها فالتطور الذي يشهده العالم لحظة بعد أخرى يقتضي منا أن نغير مناهجنا التربوية وأساليب تقويمنا للتلاميذ وذلك بشكل متواصل ومستمر.
نتائج الغش الكارثية
وعبر الآثار السلبية للغش يواصل المرابطي بقوله إن الغش يطال مجالات شتى في المجتمع ولكن من أخطر أنواع الغش هو الغش في المجال التربوي والتعليمي وذلك لعظيم أثره في وشره على التلاميذ والمجتمع ككل وسنحاول ذكر بعض هذه الآثار والتي منها تدني المستوى التعليمي وذلك
أن الطالب كلما أعفى نفسه من المذاكرة والاهتمام بالدروس داخل الفصل وخارجه وأعفى نفسه من المراجعة والتمرن على الانجاز والكتابة والبحث فإن مستواه المعرفي لن يزيد إلا تدهوراً وسوف يحصل على الشهادة وهو خاوي الوفاض تربوياً وتعليمياً وغير مؤهل مهنياً للقيام بأي عمل.
انحطاط الأخلاق بسبب الغش
ويقول الخبير التربوي أن من الآثار السلبية للغش هو انحطاط الأخلاق وتدنيها لدى التلاميذ بالإضافة إلى أن التلاميذ الغشاشين في الامتحانات يبحثون من خلال ممارساتهم الخاطئة اليأس والقنوط في نفوس التلاميذ المجتهدين الذي يثقون مع أنفسهم ويقضون أوقاتهم في المذاكرة لمواجهة الامتحان.
معالجات لظاهرة الغش
وعن المعالجات لظاهرة الغش يقول الخبير التربوي هناك مقترحات لاستئصال ظاهرة الغش أو على الأقل الحد منها وهي :
العمل على تحقيق مبدأ التوحيد وإرساء أسس المدرسة الوطنية الموحدة ووضع برامج ترتبط بالوسط الاجتماعي والثقافي للتلميذ بحيث تكون مفتوحة على العالم لغوياً وتكنولوجياً ووضع برامج تطبيقية مؤهلة للحياة العملية والاندماج المباشر في سوق العمل واقتراح مواضيع اختبارية تشمل المراقي العليا للإنجاز من حيث التحليل والتركيب والبرهنة والمنطق واقتراح أسئلة مغلقة تتطلب تحليلاً ولا تستدعي الحفظ والاستظهار مع تجنب الأسئلة ذات الأجوبة الجاهزة سواء من الكتاب المدرسي واعتماد اختبارات السرعة مع تحديد سقف الأسئلة الواجب إنجازها للحصول على المعدل وتطبيق النصوص القانونية والتربوية ضد من ثبت غشه واعتماد مخصصات عالية للملاحظين والمراقبين بحيث لايطمع أو يستأهل في واجباته التربوية بالإضافة إلى إجراء امتحانات تجريبية
المعلم هو السبب
أما الأستاذ محمد أحمد نسر الآنسي مدير مكتب التربية والتعليم بالمحويت فيقول: الغش بات شبحاً مخيفاً يريد أن يقضي على المنابع الصافية للعملية التعليمية وأقول أن المعلم هو محور الارتكاز وحجر الزاوية في العملية التعليمية فإذا كان المعلم حازماً وتربوياً ناجحاً فإنه سيعمل على القضاء على الغش ولن يسمح لأي كان بالغش وأجزم بأن المعلم هو الشخص الوحيد القادر على القضاء على ظاهرة الغش من خلال الالتزام بالقوانين والأنظمة واللوائح المنظمة للامتحانات وبفرض هيبته أمام الطلاب والطالبات ومن خلال غرس عملية الغش في نفوس الطلاب على أنها ظاهرة سلبية وجريمة لا تغتفر.
إجراءات صارمة
وعن الإجراءات المتخذة ضد التربويين الذي يحاولوا الغش لأقربائهم يقول الأستاذ محمد نسر الآنسي: هناك بعض ضعاف النفوس من التربويين الذين يسعون للغش لأقربائهم فنحن عندما نكتشف أن هناك من المعلمين من يساعد على الغش فإننا نتخذ أقصى العقوبات القانونية وفقاً للوائح والأنظمة التعليمية كون هذا المعلم الفاشل هو من سيسهم في إخراج جيل فاشل يضر بالمجتمع.
كما أننا قمنا بتوعية أفراد المجتمع بأخطار الغش وآثاره السلبية على العملية التعليمية وعلى المجتمع والمتمثلة في إخراج جيل فاسد يتسبب في إحباط العملية التعليمية والحمدلله هذا العام سارت الامتحانات بشكل جيد رغم الأزمة الراهنة وهذا إنما يدل على الحس الوطني لدى أبناء المجتمع اليمني ووعيهم بأن التعليم ملك للجميع وليس خاص بفئة أو جماعة.
إجراءات وقائية
الأخ عبدالرحمن الزبيدي مدير إدارة الامتحانات بالمحويت قال: عملنا على اختيار رؤساء المراكز الامتحانية من ذوي الكفاءات والقدرات ومن المشهود لهم بالنزاهة وذلك من خلال معايير أجرتها اللجنة الفرعية للامتحانات لضمان نجاح سير العملية الامتحانية والقضاء على الظواهر السلبية والتي من أهمها الأساليب المتخذة للغش وعملنا دورة تدريبية لرؤساء المراكز الامتحانية من أجل تدريبهم على المهام والإجراءات والضوابط التي تضمن نجاح الامتحانات وتحد من الظواهر السلبية المصاحبة لها وتمنع حدوث فوضى أو شغب إذ أن توفير الأجواء المناسبة للتلاميذ من أهم الأولويات التي سعت إدارة الامتحانات إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بذلك أما عن الغش فهناك قانون ينظم ذلك ومحاضر غش ترفق بدفتر من يحاول الغش أو يتعدى على الملاحظين والمراقبين ويتم تطبيقها وفقاً للقانون.
إحباط الطلبة المتفوقين
الأخ محمد إبراهيم عباس نائب مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة المحويت قال:
نحرص نحن على ضمان نجاح الامتحانات من خلال تسليم المستحقات المالية كاملة لرؤساء المراكز الامتحانية ومساعديهم وكذا الملاحظين والمراقبين من أجل القضاء على ظاهرة الغش في الامتحانات والتسريب للأسئلة والحفاظ على توفير الأجواء المناسبة للتلاميذ أما عن الآثار المترتبة على ظاهرة الغش فمن أهمها إخراج جيل فاسد وفشل الطالب المعتمد على الغش عند دراسته الجامعية إضافة إلى إحباط الطلبة المتفوقين لأنه عندما يجتهد الطالب ويثابر طوال العام على المذاكرة والالتزام بالدوام في المدرسة وهناك طلبة مهملون يأتون أخر العام ويحصلون على غش سواء من المعلمين أو غيرهم من ضعاف النفوس فإن ذلك يتسبب في إحباط ذلك الطالب المتفوق وربما يلجأ مستقبلاً إلى استخدام الغش وسيلة للنجاح وكذا فإنه يجب على جميع أفراد المجتمع التعاون والتفهم لمخاطر الغش وعليهم أن يحاولوا إنجاح الامتحانات لضمان إخراج جيل متسلح بالعلم والمعرفة.
غياب رقابة المدرسة:
الأخ خليل محمد مزارق مدير عام الشعبة الإدارية والمالية بمكتب تربية المحويت: هناك طلاب يركنون إلى الغش وللأسف يوجد من أولياء أمورهم من يحفزهم ويساعدهم على الغش ويختلفون الأساليب والأنماط التي تضمن الغش دون الانتباه لهم من الملاحظين والمراقبين وهناك أسباب لدى التلاميذ تبرر لهم الغش منها الغياب طوال العام الدراسي وضعف رقابة الإدارة المدرسية على الطلاب وعدم تفعيل مبدأ الثواب والعقاب عند تغيب الطالب من المدرسة وعدم التوعية بمخاطر الغش والآثار السلبية المترتبة عليه سواء من المعلمين أو من المجالس المحلية أو الوجهاء أو العقال أو خطباء المساجد..كما أن تعويد الطلاب على عدم الغش منذ بداية المراحل الدراسية وتشديد المراقبة وعدم غض الطرف عن هذه الظاهرة السلبية يكون لها الأثر التعليمي مستقبلاً والتي تتمثل في عدم اعتماد الطالب أو الطالبة على ظاهرة الغش ويعتبرها جريمة محرمة يجب اجتنابها.
وساطات ووجاهات:
الأخ عادل محمد القاضي مدير عام شعبة المناهج والتوجيه بمحافظة المحويت قال: الغش في الامتحانات ظاهرة سلبية بل أصبحت مشكلة حقيقة نعاني كل عام ومع ذلك نعمل جاهدين من أجل القضاء على هذه المشكلة من خلال القضاء على الظواهر السلبية المسببة لعملية الغش والتي من أهمها ضعف المستوى التعليمي للطالب وعدم وجود كفاءات تعليمية تساهم في إثراء العملية التعليمية والقضاء على ظاهرة بروز الوساطات والوجاهات اللتين.
تتسببان في إحباط العملية التعليمية مع جهل مفرط للآثار المترتبة على الغش والتي تصاحب الطالب الغشاش طوال حياته ومن الاجراءات التي اتخذها مكتب التربية بالمحافظة وضع ضوابط جزائية صارمة ضد من يسهل عملية الغش سواء في امتحانات النقل أو الامتحانات العامة.
غياب المسؤولية الجماعية
الأخ محمد محمد المعاينة رئيس فريق التوجيه المركزي بمحافظة المحويت قال: إن الغش في الامتحانات وخصوصاً امتحانات الشهادة العامة أصبحت ظاهرة خطيرة تنخر في جسد التعليم وهي بحاجة إلى الوقوف عندها ودراستها وتحليلها ومكافحتها وانطلاقاً في ذلك فهناك أسباب يجب فهمها وإدراكها.. وقد قسمت الأسباب إلى أسباب عامة “اجتماعية وثقافية” وأسباب خاصة بالتربية والتعليم الأسباب الاجتماعية والثقافية ...عدم وعي المجتمع بخطورة هذه الظاهرة وقصر نظره في استقراء نتائجها على المدى البعيد.
انعدام روح المسؤولية الجماعية والتضامنية في القضاء عليها.
اعتبار التربية والتعليم هي المعنى الوحيد والمسئولة عن مكافحة هذا المرض الخبيث.
الانكفاء إلى الذات واستغلال الظاهرة للمصلحة الخاصة.
غياب البيئة الاجتماعية الحاضنة للتعليم.
الجهل بأهمية التعليم باعتباره الطريق الوحيد لتقدم الأمم وتطورها.
الأسباب الخاصة بالتربية والتعليم
غياب معظم العناصر الكفوءة والنزيهة عن المشاركة في أعمال الامتحانات بسبب تدني المخصصات المالية المعتمدة للمراكز الامتحانية.
تكليف ملاحظين “ مراقبين” من نفس المدارس المتقدمة للامتحان.
غياب مبدأ الثواب والعقاب باعتبار أن الغش جريمة يعاقب عليها القانون.
نقص في عدد المعلمين المتخصصين وخصوصاً في المواد العلمية.
عدم توفير الكتاب المدرسي من بداية العام الدراسي.
تدني الحصيلة العلمية للطالب في السنوات السابقة.
سوء الإدارة المدرسية في بعض المدارس.
وجود طلاب “ نظام المنازل” في نفس المراكز الامتحانية للطلاب المنتظمين.
صعوبة أسئلة الامتحانات.
المعالجات
وعن المعالجات يواصل “المعاينة”ويقول: تتم معالجة كافة الاختلالات الواردة ضمن الأسباب الخاصة بالتربية كإجراء وقائي وكذا قيام وسائل الإعلام بتوعية المجتمع عن أهمية التعليم وخطورة ظاهرة الغش وتوضيح الخطباء والمرشدين للمجتمع عن رأي الدين بظاهرة الغش وضرورة تكاتف الجهود سواء من الدولة أو المحليات من أجل مكافحة هذه الظاهرة التي تفسد العملية التعليمية.
الغش يسيء إلى سمعة التربية
الأخ محمد عبده ناجي مدير مدرسة قال: ظاهرة الغش ظاهرة سيئة ومن عواقبها على الفرد والمجتمع أنها تسيء إلى سمعة التربية والتعليم في المقدمة وتخرج جيلاً فاسداً فاشلاً في حياته العلمية والعملية ولذا يجب على كل فرد من أفراد المجتمع محاربة هذه الظاهرة الخبيثة من خلال متابعة أولياء الأمور لأبنائهم خلال الدراسة لأنه بالمتابعة يجتهد الطالب ويذاكر ولا يفكر في الغش وأيضاً تقع مسؤولية كبيرة على مدراء المدارس والمعلمين في وضع ضوابط وإجراءات صارمة تمنع عملية الغش منذ المراحل الأولى للتعليم.
الغش ضرر على المجتمع
الأخ/ عبد الله صالح محسن من شبوة قال الغش في الامتحانات يؤثر على التعليم ويخرج للمجتمع جيل فاشل تماماً فمن يقوم بالغش فهو لص يسلب ويسرق حقوق الآخرين فالمجتمع الذي ينتشر فيه الغش يعتبر مجتمع سقطت فيه قيم كثيرة أهمها الصدق والعدالة واحترام العمل الجاد فالذي يغش في الامتحانات سواء المعلم أو الطالب فهو يخدع الناس ويخدع نفسه وقد ينتج عن ذلك أشياء سلبية ويصبح في حياته نموذجاً فاسداً مسلحاً بقدرات غير عادية اكتسبها من خبرات الغش المدرسي
ينذر بجيل فاشل
أما عبد الله حسن طاهر فيرى أن تزايد أعداد الغشاشين سواء في التربية أو غيرها يسهم في جعل المجتمع مخترقاً وقائماً على أخلاق نفعية وانتهازية ومن يرضى بالغش اجزم أنه شخص مشوه أخلاقياً ومن خلال صحيفة الجمهورية أدعوا جميع أفراد المجتمع إلى التكاتف والقضاء على هذه الظاهرة المتفشية والتي تنذر بمستقبل فاشل يقودنا نحو الهاوية.
وفي الختام إلى متى
وفي الختام أن ظاهرة الغش من أكثر المشاكل تعقيداً واخطر الظواهر المتفشية في الوسط التعليمي والتي يواجهها التعليم المدرسي وسيكون لها تأثيراً مستقبلياً على حياة أبناءنا الطلاب وبناتنا الطالبات والمجتمع عامة وهنا تطرح ماذا يمكن انتظاره من شخص يغش نفسه ومحيطه الاجتماعي وإلى متى تستمر وزارة التربية والتعليم والمجتمع بأكمله في التغاضي عن ظاهرة الغش في الامتحانات ومن ثم إنتاج مجتمع يتقن الغش والخيانة ولا يعرف للأمانة والصدق والمهنة سبيلاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.