الأساس القوي والمتين لأي بناء يتحمل الأعمدة والبنيان الشاهق وكذلك ديننا الإسلامي بُني على أركان قوية كما أخبر بها نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم بني الإسلام على خمس : { شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت } رواه الشيخان . فصوم رمضان من أهم الأعمدة والأركان التي بُني عليها صرح الإسلام القوي وحتى لا تكون الأعمدة ضعيفة فيتهاوى البنيان يجب علينا الاهتمام بشهر رمضان شهر الصيام والقيام ومعرفة أحكام صيامه وقيامه لنعبد الله كما أمر فيظل البنيان متين وشاهق لأن الأساس متين . فقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه , ويحفظون صيامهم عما يبطله أو ينقصه من اللغو واللهو واللعب والغيبة والنميمة والكذب , ويحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن , كانوا يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان وإطعام الطعام وتفطير الصوام ,
ننتهز فرصة الحياة فنعمرها بطاعة الله وحسن عبادته فنجدد العهد مع الله تعالى على التوبة الصادقة في جميع الأوقات من جميع الذنوب
وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) وأن نحافظ على فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات في رمضان وغيره عملا بقول الله تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) أي حتى تموت وقوله تعالى : (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ). نستقبله بالعزيمة الصادقة فتصوم جوارحنا عن الآثام من الكلام المحرم ونحافظ على آداب هذا الشهر الكريم و أن نحافظ على تلاوة القرآن الكريم وأن يلح على الله بالدعاء والاستغفار بالليل والنهار في حال صيامه
وهذا المطلوب منا في استقبال هذا الشهر الكريم بالقربة الى الله بالطاعات والبعد عن الآثام والحمد لله رب العالمين .