الخاطرة الأولى : جدل الوحدة شيء الوحيد الذي لم يدركه أبناء اليمن أن الجدل القائم بخصوص الوحدة القائمة بين الجنوب والشمال ، والخلل الذي أحدثه التعاطي اللاعقلاني بخصوص الاختلافات بين المتوحدين، والحرب التي رفضت التوافق الأخوي ، قد انعكست على الجوار وزعزعت الثقة وخسرنا الكثير من دون لا نعلم ، خسرنا لأن الأخرين لا يثقوا بمن يخون أخيه أو يتعامل معه من دون رحمة ، انكشف قناع العروبة والحكمة وشعارات الوحدة التي يتغنى بها اليمنيين ليل نهار، حاصرونا في زاوية ضيقة لا نهم يدركون أننا نحمل وجوه متعددة ظاهرها النخوة وباطنها القسوة . اعتقد بعضنا بان الحرب والشدة ستكسب وطن كبير ، ولم يدرك بأنه حصرنا في رقعة معزولة وسط عالم واسع مبني على تكامل المصالح والثقة المتبادلة ، لا نكابر كثيرا الجميع يعاملنا بحذر شديد خوفا من انتشار عنجهية تعاملنا الداخلي الى محيطهم الأمن ، وهذا من حقهم ، ظلمنا جميعا ووقعنا بين مطرقة الظلم الداخلي وسندان الحذر الخارجي !!! وقائمة ما خسرناه طويلة وطويلة جدا ... ولكم فيما طرحت وقفة تأمل !!
الخاطرة الثانية : الحظ العاثر لم يعد للحظ مكان في بلدي ، تعقدت الحياة ، الحظ نفسه ينخر في الصخر مع المتسابقين ، هو الأخر يحاول بعد أن فقد الأمل في نفسه أن يجد الأسباب ، تأزمت الأمور في بلدنا ، وصار للتراجع خطة واضحة وبركان الانحدار يفتخر في الهدم والشتات ، وشعب يمشي في جنازة الوطن من دون لا يدري ، ضاعت بوصلة العقل في زحمة الانتكاسات ، هرم الأطفال وشاخ الشباب وماتت الحياة في النفوس ، انطفأت الأنوار في العقول وفي البيوت وفي الشوارع ، أنعدم البنزين في المحطات ، وانتشرت بدلا عنها محطات كثيرة مليئة بالعرق والدموع ، شعب يتنفس البارود ويتلقى دعوات العزاء بدلا عن دعوات الابتهاج !! عالم جديد صنع في برهة من الزمن خالي من الزخم ، خالي من العمل ، خالي من الأمل !
الخاطرة الثالثة : راية الإسلام الجديدة : أكتسى الحزن راية إسلامنا ، ورفرفت رايات السواد في ارجاء الوطن المنكوب ، لتبعث للعالم رسالة شك في ايماننا نجح الأعداء في كسر سيف العدالة ، وتحول حد سيف الاسلام الى قوس منحنى في اضلاعه، يمزق وطنا باسم القاعدة ، اقنعونا بل وأقنعوا العالم كله بان لنا قاعدة ، ونحن في الأساس لا نملك سواء جواز التشرد ووطن منهوب صار بلا قاعدة !!!