رفضت أستراليا التعليق على مصير أكثر من 200 طالب لجوء سياسي من عرقية التاميل كانت تقارير قد أفادت بأنه جرى اعتراضهم وسط البحر شمال غربي البلاد. ويسود اعتقاد بأن السلطات الأسترالية اعترضت قاربين كانا يحملان العشرات من طالبي اللجوء في المحيط الهندي، وأنه جرى تسليم بعضهم إلى قوات البحرية السريلانكية.
ويرى مدافعون عن حقوق اللاجئين أن ما قامت بها السلطات الأسترالية يعد انتهاكا للقانون الدولي.
ويقول هؤلاء إن ما لا يقل عن 11 شخصا ممن كانوا على متن القاربين قد تعرضوا للتعذيب في سريلانكا.
وتتبنى أستراليا منهجا صارما في التعامل مع طالبي اللجوء الذين يحاولون دخول البلاد عبر رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر.
ولقى المئات من راغبي الهجرة مصرعهم خلال السنوات القليلة الماضية وهم يحاولون الوصول إلى أستراليا على متن قوارب اللاجئين.
ولم تعلق الحكومة على الحادث بسبب "أسباب عملياتية"، كما امتنعت عن تأكيد أو نفي أن ثمة قاربين كانا يحملان طالبي لجوء من التاميل القادمين من سريلانكا، حسبما يفيد مراسل بي بي سي في سيدني، فيل ميرسر.
مجلس اللاجئين التابع للأمم المتحدة يعرب عن "قلق شديد" بشأن تعامل أستراليا مع طالبي اللجوء السياسي
لكن وسائل إعلام أسترالية أوردت أن طلبات عدد من راغبي اللجوء قد قوبلت بالرفض، وأنه جرى تسليمهم إلى القوات البحرية السريلانكية، بحسب مراسلنا.
وقال مجلس اللاجئين الأسترالي إن إجبار طالبي اللجوء على العودة إلى بلدانهم الأصلية دون التدقيق بشكل مناسب في طلباتهم يعد خرقا صارخا لاتفاقية اللاجئين والقانون الدولي.
وقال الرئيس التنفيذي للمجلس، بول باور إن "الأمر يعتبر بمثابة مسألة حياة أو موت بالنسبة لطالبي اللجوء، لا سيما في سريلانكا التي لديها تاريخ طويل من العنف السياسي على نطاق لا يمكن أن يتصوره الأستراليون."
بالمقابل، يقول وزراء إنه وعلى الرغم من ذلك فإن أستراليا لا تزال تتمسك بالتزاماتها الدولية.
وقال المتحدث باسم مجلس اللاجئين التاميل، آران ميلفاغانام، إنه تحدث إلى أقارب بعض من كانوا على متن القاربين، وإن قوات تابعة للاستخبارات في سيرلانكا اعتقلت منهم ما لا يقل عن 11 شخصا وأنهم "تعرضوا للتعذيب".
وأعرب مجلس اللاجئين التابع للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع عن "القلق الشديد" بشأن تعامل أستراليا مع طالبي اللجوء السياسي.
كان اعتراض قوارب اللاجئين واحدا من التعهدات الرئيسية لحملة رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت
وتقوم السلطات في أستراليا، بموجب سياستها الحالية، بترحيل معظم طالبي اللجوء السياسي الذين يحاولون الوصول إلى أستراليا عبر القوارب إلى معسكرات اعتقال في جزيرتي ناورو وبابوا غينيا الجديدة بالمحيط الهادئ. وفي حال التأكد من كونهم لاجئين، يجرى توطينهم هناك وليس في أستراليا.
وتقول أستراليا إن سياسة اللجوء التي تتبعها - والتي يُعتقد على نطاق واسع بأنها تشمل سحب القوارب مرة أخرى إلى المياه الإندونيسية - تهدف إلى إنقاذ الأرواح.
ويقول مراسلنا إن إيقاف قوارب اللاجئين عن الوصول إلى البلاد كان واحدا من التعهدات الرئيسية لحملة رئيس الوزراء الأسترالي، توني أبوت.
وتعرضت سريلانكا لضغوط دولية شديدة بسبب مزاعم بانتهاكات لحقوق الإنسان خلال المرحلة الأخيرة من الحرب ضد الانفصاليين التاميل التي انتهت عام 2009.
وتقول جماعات حقوقية إن عرقية التاميل لا تزال تواجه عنفا على يد الجيش في سريلانكا.