بقلم وليد صالح في المشهد السياسي اليمني المعقد اصلاً ظهرت دعوات وتعالت أصوات في الآونة الأخيرة لإجراء تصالح بين المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح ولكن مايدعو للتأمل في هذا المشهد هو ان تلك الأصوات التي ارتفع تناست أو نسيت حقيقة الوضع الموجود على الأرض فلم يعد بالإمكان ذلك حسب رغبة القوى التقليدية المتمثلة بالقبلية والجهوية فقد أفرزت ثورة التغيير واقعاً جديداً على الأرض غير ماكان سائداً قبلها فدعوات التصالح التي انطلقت أرادت العودة بالأصل إلى الفرع وعودة الإصلاح إلى أصله الأول الذي أنشئ من اجله والتحالف الذي تكون قبل حرب 94 والذي سمي حينها بالتحالف الحديدي لاجتياح الجنوب
وفق إليه رسمت سلفاً والذي رسم خطوط هذا التحالف صقور الحزبين وكان لهم ما أردوا فسيطرت الصقور على المشهد بشكل كامل وعززت من دورها التنظيمي والقبلي في ان واحد اما هذه فيما بعد ذلك وما حدث من وجود خلافات وتباينات اثناء إدارة شؤون هذه التحالف الحديدي فهذا أمر قد لمسته جميع قيادات وكوادر الحزبين وأفرزت ظهور حمائم في مهدها الأولى فقد تمترست تلك الصقور خلف حمائم تحت مبررات متعددة منها تجديد قوى الحزبين وتعزيزهما بدماء جديدة وما لبثت تلك الحمائم حتى اشتد عودها وأصبح لها مكانه متميزة ودور ريادي في الكيان التنظيمي مع بقاء لسيطرة للصقور إلى جاءت ثورة التغيير وماتلاها من احداث ادت إلى تصدع التحالف الحديد بل ووصل الأمر إلى انهياره بشكل كامل غير متوقع رغم ماكان يعرف عنه من صلابة هذا التحالف وجاءت المبادرة الخليجية برئيس جديد هو الرئيس عبدربه منصور هادي لتجد الحمائم من يساندها في احداث حركة تغيير جوهرية ومفصليه للتخلص من إحكام سيطرة الصقور وبشكل كامل ومن الواضح الان ان محاولات الصقور لعملية التصالح للعودة
إلى سابق عهدها قد بدأت لكن دون حساب للعواقب التي سوف تترتب على ذلك الصلح فلم يعد للصقور تلك السطوة الحديدة ولم تعد الحمائم نفس الحمائم الخائرة التي تعودت عليها الصقور في الماضي فقد قدم الشباب والمعتدلين في كلا الطرفين العديد من التضحيات لايمكنهم التنازل عنها مهما حاولت الصقور ذلك فقد التمست الحمائم ان لا منجى ولا منجى لها إلا ان تلتف وتصطف خلف الرئيس هادي لانجاز المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار والنأي بالوطن عن محاولات الصقور لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء