بأعتقادي أنّ السبب الرئيس فيما وصلت إليه المقاومة الفلسطينية من قوة وثقة بالنفس هو تخلّي العرب عنها ، وتركها في مواجهة ألة القتل الأسرائيلية بمفردها مما أكسبها مناعة ضد المرض الذي أصيبت به كافة الأمة العربية ، ولولا هذا الخذلان من الجانب العربي لأبناء فلسطين وحصارهم ، وبشكل خاص في قطاع غزّة ؛ لما وصلوا الى هذا المستوى من الأداء ، والإنتاج ،
فإن من طبيعة الإنسان بل والمجتمع العربي على مر التاريخ هى التخاذل ، والتكاسل ، والاستسلام ، والركون على الغير في سبيل تحقيق غايته والتجائه إلى الراحة ، والوهم المريح المغطى برداء الأفضلية والأحسنية .
وما يحدث اليوم في أرض فلسطين هو إعادة إنتاج مجد أمة طالما اشتاقت شعوبها لمجدها السليب منها بمساعدة حكّامها المترفين بالخزي والعار .
حزننا عميق على سقوط شهدائنا الى السماء وحزننا هو لفراق خيرة أبناء أمتنا ورجال عزتها ، لكننا نفرح أكثر بانتصارات أبطالنا ، ومنحنا الكثير من الأمل بعودة مجد أمتنا التليد وعزّها الخالد .
في الاخير.. المجد في غزة ينادي أمة العرب بأن أدّوا التحية للشهداء من أجلكم ، أمّا هم فقد ذهبوا إلى أسرّة الأبدية .