منذ وقائع التحرش التى حدثت فى التحرير يوم تنصيب السيسى رئيساً على مصر والدنيا كلها وقفت على قدم والاعلام فى الداخل والخارج صال وجال ونفاق الداخل فى تصوير ان الامر عادى وطبيعى وانه من مساوئ الشعب وان الشعب هو الفاسد وانا افكر بجدية ان اكتب فى هذا ، ولكنى تغاضيت عنه لان وقائع التحرش صارت نتاج طبيعى لدولة منهارة فاشلة . ومن ناحية اخرى قد رأيت فى هذه الوقائع عقاب من السماء للمشير شخصيا يوم تنصيبه لان الله لن يغفر له ولن يسامحه شباب الثورة أبداً عن كشوف العذرية التى تمت بمعرفته على أطهر وأشرف بنات فى مصر أثناء وجوده رئيساً للمخابرات الحربية بمجلس طنطاوى وعنان . وبمضى أقل من شهر ياتى شهر رمضان الكريم ويحل علينا فانظر فى التلفزيون محاولاً معرفة ما يدور وما يقدم لاجد دراما أقل ما يقال عنها انها قد استباحت كل الاخلاق والقيم والعرف والتقاليد وابسط قواعد الدين . ويقدمون اعمالا ابسط ما فيها انها تشعرك بالقرف والغضب وارتفاع ضغط الدم ان كنت فى مثل سنى تقريبا وان كنت فى سن أصغر فانها تدعوك الى البحث عن ضحية للتحرش بها بعد الافطار. أتحدث سخرية ولكن قلبى يدمى على حال أمة وصلت لما فيه بسبب خضوعها وعجزها طوال اكثر من اربعين عاما تركت ان يفعل بها وفيها كل شئ حتى تدمير أخلاقها وافساد دينها . ان الطبيعة البشرية طبيعة معقدة والنفس البشرية اكثر تعقيداً لذا كان فى كل مجتمع الصالح والطالح وان من يضبط سلوك الافراد ليحمى المجتمع ويحمى الصالح ويحمى الطالح هى ثلاث عناصر اولها الاخلاق وثانيها القانون وثالثها الدولة وتطبيق العدل
1- الاخلاق تشمل فيما تشمل أسس وقواعد الدين والاصل فيها هو التعاملات كمنهج محدد وضعه الاسلام وياتى بعدها العادات والتقاليد وجميعها تنظم السلوك الانسانى وتوجهه التوجه الرشيد الصالح للفرد والمجتمع 2- القانون هو السلاح واداة الردع التى تعاقب وتحاسب المخطئ . 3- الدولة وتطبيق العدل فبغير كيان مؤسس للدولة ممنهج يسعى الى تحقيق التنمية والتطوير والنهوض بالمجتمع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ليحقق فكرة العدل واستحقاقات العدل التى تشعر المواطن بالامان والراحة وانه هو صاحب السيادة والكلمة العليا وانه لن يكون ضحية او ديكور فى عملية انتخابية بل ان جميع المسئولين هم خدم لهذا المواطن من اجل الحصول على رضاه فى تطبيق العدل فى كل نواحى الحياة وبالتالى نجاح وازدهار الدولة وانتهاء كل الامراض المزمنة وشفاء النفس البشرية وحفاظ السلم الاجتماعى العام . اما قوة الكبت وضعف النفس البشرية فى ظل تراجع قيمة الانسان وعدم استشعاره بادميته وقيمته وسد الامل امامه من قبل انظمة فاشية او مستبدة تنهبه وتقتله وتحرمه من حياة طبيعية محترمة . يدفعه الى السخط على المجتمع وعكس صورة القهر والفقر والذل والحرمان فى احدى الصورتين وهم أسوء صور الجبن والخيانة:- 1- اما ان يتحول الى جاسوس يبيع وطنه وبلده منتقماً منها . 2- او ان ينتقم من نفسه ومن المجتمع فى جريمة مبتذلة (التحرش) . وفى كثير من الاحيان نرى فى المتحرش وهو ضحية دولة فاشلة ان تمكن من فريسته يمكن ان يحرقها او يشوه وجهها وجسدها او يعتدى عليها بالضرب اثناء فعل التحرش . وذلك فى حالة وصورة نفسية شديدة الخطورة ( حيث يعتبر فريسته التى يقضى فيها شهوته هى سبب معاناته وعذابه وانها جزء من المجتمع الذى ظلمه فبالاعتداء عليها يحملها جزء من عذابه ويحمل المجتمع الجزء الاكبر من تشويه نفسه وعقله وينتقم من الدولة فى صورتها ) فهو هنا لا يميز بين المرأة والفتاة السافرة او المحجبة او المنتقبة وانما يبحث عن الأنثى للانتقام من المجتمع ويصب سخطه وغضبه فى الاعتداء على الضعيف ايا ما كان هذا الضعيف امراة فتاة رجل طفل . انا هنا لا ادافع عن المتحرش ولكن هذا نتاج طبيعى لانهيار الدولة وفشلها وتوحش الرأسمالية فيها وان هؤلاء المتحرشون سوف يحرقون الوطن قريباً ان لم يتم شقاء وعلاج امراض المجتمع المصرى . - فغياب منظومة التعليم وانهيارها وفقدان المدرس القدوة ... تحرش. – غياب الاب وانشغال الام بالبحث عن توفير الضرورى من الرزق وانهيار الاسرة ... تحرش . - غياب منظومة الصحة والعلاج والوقاية ... تحرش . - غياب قضاء ناجز وعادل تطمئن اليه الناس ... تحرش . - غياب عدالة اجتماعية فى الدولة وسيطرة الأغنياء على كل شيئ فى الدولة ... تحرش . - ان يكون شعار المرحلة هو المصلحة والبيزنس باى شكل وباى ثمن ... تحرش . - قتل الضمير الانسانى من قبل الدولة لدى المواطن ... تحرش . - غياب عدالة اجتماعية فى ابسط الحقوق ونواحى الحياة بل محاربة هذا الحلم وقتله ... تحرش . - عدم وجود وظيفة واستمرار سيناريو البطالة ... تحرش . - اغراق البلاد بالمواد المحذرة والحبوب الجنسية ... تحرش . - اعلانات التلفزيون عن المنتجات الاستهلاكية للاكل والشرب ... تحرش . - اعلانات التلفزيون عن تصغير الثدى وتكبير الارداف ... تحرش . - وجود وظيفة باجر لا يتناسب والعمل فى وظيفة لا تناسب طبيعة الدراسة ... تحرش - الحصول على درجة علمية ولا يجد ادنى احترام لما حصل عليه ... تحرش . - الدعارة السياسية التى تحدث فى مصر الان ... تحرش . - البذائة الاعلامية فى لقاءات التوك شو ... تحرش . - الصفاقة وغياب الفن الراقى فى الدراما السينمائية ... تحرش . - الابتزاز والانحراف الاخلاقى فى الدراما التلفزيونية ... تحرش . - قتل احلام وطموحات شباب مصر وتشويههم وتدمير مستقبلهم واستباحة عقولهم ... تحرش . - سرقة ملايين ومليارات الجنيهات من البنوك لصالح رجال اعمال ... تحرش . - المحسوبية والفساد الادارى فى الوظائف والترقيات فى قطاعات الدولة بلا استثناء ... تحرش. - قطع الكهرباء والمياه يومياً ولا خطط للمستقبل او رؤى ... تحرش . - المجارى وبلاويها فى شوارع مصر ولا حل ... تحرش . - الناس اللى بتنام فى الترب وفى غرفة واحدة ... تحرش . - ظلم القاضى وضابط الشرطة وسوء خلقهم بالغلبان ... تحرش . - اهمال الدكتور والمريض والمرض لقمة عيش وسبوبة ... تحرش . - كذب المحامى وخيانة الامانة ... تحرش . - صحافة خائنة تبيع نفسها لأى نظام ... تحرش . - تشويه ميدان الثورة والثوار والتضليل والكذب ... تحرش . فى النهاية صرنا دولة عنوانها التحرش ... تنازلنا وخوفنا وجبنا وفسدت قيمنا وأخلاقنا فصرنا كالحيوانات ننهش أجسادنا وأجساد غيرنا ولا نستطيع الحصول على المتعة لاننا نعكس غضبنا وقلة حيلتنا على المجتمع . يا سادة يجب الا ننسى وينسى القائمين على نظام الحكم ان للدولة دور هام فى حماية الاخلاق ورعايتها وتنميتها وحث الناس عليها ويجب ان تكون الدولة فى شخص حكامها ومسئوليها هى نموذج للاخلاق بالمعنى الواسع لان الاخلاق عنصر هام وفاعل فى النهوض بالامم فأصل الحضارة هو القيمة الاخلاقية للانسان الدافع والداعم لأركان هذه الحضارة . بقلم / وائل رفعت سليم المحامى