بعيدا عن المواربة الصراع الدائر رحاه في شوارع صنعاء و المدن اليمنية ليست كما يصوره الاعلام الرسمي الذي تفيده دواعش الاصلاح , صراع لم يكن يوما طرفيه الرئيس هادي و انصار الله وحلفاءه من القوى الجديدة الثورية , الملامس و القريب من المنتفضين في ساحات صنعاء و المدن اليمنية يعرف ان حقيقة الصراع بين الأغلبية الشافعية و الزيدية القلقة و المعبر عنها في جمعة شارع المطار ضد اصطفاف الوهابية السلفية المتمترسة بجمعة شارع الستين , صراع رافعته السياسية متمثلة في انصار الله و حلفاءه من القوى الجديدة ضد اصطفاف حزب الاصلاح الوهابي السلفي و حلفاءه من القوى التقليدية الرجعية.
صراع اضعف الى ابعد حد الدولة المركزية اليمنية في صنعاء , هشاشة الواقع السياسي الهش اصلا في الشمال مع وجود حاضنة شعبية للاستقلال مقدمات مادية ايجابية تمهد لفكرة (الجنوب) دولة مستقلة , الاشكالية تكمن في غياب العقل السياسي الجمعي الجنوبي القادر على تحويل الفكرة الى واقع سياسي , عجز سببه استمرارية هيمنة القوى القديمة المتخشبة على (الحراك الجنوبي) مما يجعل حركته كسيحة غير قادرة على اعادة التموضع و التشكل مع المستجدات .
(الموميات) وبلادة تفكيرها يتمثل في اعتقادها الخاطئ ان انفجار الوضع الامني شمالا مدخلا للدولة المستقلة جنوبا , بينما كل المؤشرات المنظورة تؤكد ان التصدع المفاجئ للدولة المركزية بصنعاء يصب لصالح القوى التكفيرية الداعشية , تلك التي زرعتها القوى التقليدية الشمالية في الجنوب اثناء احتلالها له , ايجابية الصراع بصنعاء بين القوى الجديدة والتقليدية يخدم الجنوب اذا تمت اعادة النظر في نظام الاقلمة , الدولة المدنية الاتحادية من اقليميين شمال و جنوب تظل الحاضنة الواقعية و العقلانية الوحيدة الممهدة لانتصار فكرة (الجنوب) دولة مستقلة بشكل آمن وسلس .