كلما حلت علينا ذكرى أعياد الثورة ظهر اسمه جلياً وواضحاً في كل أركان الوطن، إنه لمن دواعي سروري أن تخط أنامل يدي هذه المقالة وتكتب عن مجدك ونضالك الدؤوب والذي نتعلم منه الكثير .. عندما أطلق عليه اسم علي صالح الفاطمي ابن الأخ، لم يأتي من فراغ بل جاءت تسميتي نسبتاً لوقارك الشامخ ويالها من مفارقةً عجيبة وفخراً لي هذا الاسم واعتز به وأتغنى به !! فإن ذلك الرجل المناضل الجسور الذي ولد في قرية أمشعة مديرية لودر/ أبين، وضل يعمل مزارع في أرض أسرته حتى أنتقل لاحقاً إلى عدن، ثم انتقل إلى جوار ربه داعيين له المغفرة وان يسكنه جنات الخلد . . فهل عرفتم عن من أتحدث، وعن من أتغنى، وعن من أتكلم ؟؟ إنه المناضل الجسور علي محمد الفاطمي، ففخامة الاسم تكفي، فكل ذلك عن نضاله نتحدث وعن عمومته افتخر ومن مجده أتعلم وفي وقاره أتأمل .. فاليوم تهل علينا ذكرى أعياد ثورة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر فلن تمر مرور الكرام، فما من ثورة ذكرت أو مرت إلا واسمك تجلى في معطياتها ومرادفاتها وبين سطورها، وكل شبراً في الوطن وكل شجرةً ونخلةً في الوطن وكل سوراً في الوطن يذكرك تماما مضيفاً كل تفاصيلها .. إن الثائر الذي ناضل لأجل الوطن وضحى بشبابه لأجل الوطن وقضى مسيرة حياته لأجل الوطن لن تمر علينا ذكرى ثورة أكتوبر إلا وقد تعالت الأصوات وقالت رحمة الله عليك أيها الجسور علي محمد الفاطمي، نعم فلك في أكتوبر حكاية !! فالفقيد علي محمد الفاطمي كانت له أدوار بارزة في العديد من المجالات قبل بزوغ ثورة الرابع عشر من أكتوبر، فقد كان احد أعضاء ومؤسسي النقابات التي شكلت أثناء الاستعمار البريطاني والتي يقال بأنها كانت البذرة الأولى لتلك الجبهات التي شكلت لاحقاً لطرد الاستعمار البريطاني، كما كان للفقيد دور بارز في إنشاء جمعية أبناء العواذل بمعية رفاقه وكانت من مهامها توحيد روئ وحل مشاكل منتسبيها، كما لا يمكن نسيان دور الفقيد البارز في ثورة أكتوبر المجيدة حيث كان مسئول القطاع الفدائي بالجبهة القومية وعين مسئولاً عسكريا لمنطقة المعلا أثناء الاستعمار وقام بالعديد من العمليات الفدائية، فلم يتوقف نضال الفقيد عند هذا الحد بل كان له دور بارز بمعية رفاقه في بناء مؤسسات الدولة بعد طرد الاستعمار البريطاني ومازال في جعبة التاريخ عن اسم الفقيد المناضل علي محمد الفاطمي الكثير تلوى الكثير !! فبرغم من كل ما ذكره التاريخ عن المناضل الجسور لم ينتظر الفقيد كلمة شكر واحدة من أحد فقد عاش مناضلاً جسوراً لوطنه ومات عزيزاً شامخاً في زمنه، فاليوم عمنا الغالي عند ربه ليس لدينا إلا الدعاء له بالمغفرة وان يسكنه جنات النعيم في الفردوس الأعلى، فإن كان عمي على قيد الحياة في هذه الفترة ويرى حالة البلاد سوف يستاء حزناً وسيقهر قهراً لن يشتكيه لأحد فهو منذ أن فتحت عيني وأنا اعرف تماماً من هو المناضل والعم علي محمد الفاطمي، فهو صامتاً لا يتنازل لأحد أبداً، وعند الوطن مناضلاً لا يعمل حساب لأحد !! فمهما بلغنا من تقدم وعلم ونضال لن نصل أبداً لتلك العقول الراقية والوطنية التي يتصف بها المناضل الجسور علي محمد الفاطمي ورفاقه، ومهما قلنا عن الفقيد لن نرى نهاية لمقالتنا التي تشجي عقولنا ولساننا ولو ببعض الكلمات التي تذكر لنا بين طياتها عن حياته المليئة بالمحافل والمواقف .. وفي أخر مقالتي تذكرت والدي العزيز صالح محمد الفاطمي وتذكرت نضاله إلى جانب شقيقه، ذاكراً في مقالتي ما يعيشه الوالد الآن من هماً متواصل لأجل الوطن، فان لم يكن قادراً على التدخل في شئون الوطن فلكنه في داخله شيء استنتجته ألا وهو وطناً امن ومستقر، فكيف لنا أن نطلق على أنفسنا بالمواطنين ووطننا في حالة يفتقد للأمن والأمان، فالوطن هو الأمن والأمان فان لم يكن ذلك فلا وطن لنا، فا يا والدي العزيز اصبر وأرح قلبك فان الله لا ينسى عبده أبداً فنحن من قال عنا رب العزة والجلالة في كتابة الحكيم: (( بلدةٌ طيبةٌ وربٌ غفور )) .. وأختم سطوري بخاطرة (( ولك في أكتوبر حكاية يا عم علي )) لن تُنسى أبداً وستبقى صفحات التاريخ في طياتها الكثير عن اسمك الجسور تتحدث، (( فلك أيضاً يا أبي أجمل تحية يا تاج رأسي وفخر عزتي )) !!